أنا سارة رفيق، تخرجت من المعهد العالي للسينما، قسم السيناريو، لدي العديد من الأفلام القصيرة التي شاركت في مهرجانات سينمائية، كما تكرم سيناريو روائي طويل من تأليفي من جائزة ساويرس الثقافية لقسم أفضل سيناريو، يسعدني تقديم المساعدة لأي شخص يرغب في معرفة المزيد عن الكتابة وصناعة الأفلام، فلا تتردد في سؤالي عن أي شيء ترغب في معرفته.
أنا سارة رفيق، كاتبة وصانعة أفلام، اسألني ماتشاء!
أهلًا سارة، اعتقد أن ده هيبقى سؤالي المفضل في مجتمع أسألني، ربما لأن السينما هي شغفي الحقيقي، برغم أنها غير متعلقة نهائيًا بدراستي، ولكن مجال عملي الحر يسمح لي الآن باكتشاف هذا العالم. أولًا، أتمنى أن تشاركيني بعض من اسماء أفلامك القصيرة حتى اشاهدها -إذا رغبتِ بالطبع- هذا سيسعدني، ثانيًا، لديَّ سؤالين:
1- هل قسم السيناريو في المعهد يمكن تعويضه من خلال ورش كتابة قوية مع بعض المحترفين، خصوصًا لو الشخص تجاوز السن المسموح لدخول المعهد؟
2- هل كتابة السيناريو يمكن تطويرها ذاتيًا من خلال بعض الكورسات المجانية وقراءة كتب عن السيناريو، بالإضافة إلى تحميل بعض السيناريوهات، أم الأمر يحتاج لدراسة متخصصة؟
شكرًا لكِ مقدمًا، وأتمنى لك مزيدًا من النجاح والتوفيق.
أهلاً إريني، أود أولاً أن أخبرك عن بعض أفلامي القصيرة وهي "كاسندر" و "كأني مت يا غريب" لكنها لم تتاح بعد على أي منصة، سأعمل على إتاحتها قريباً، أما بخصوص أسئلتك، يسرني الإجابة عليها:
دراسة السينما عبر المعهد لا يمكن تعويضها من خلال ورش الكتابة أو حتى من خلال دراسة السيناريو في جامعات خاصة لأننا ندرس السينما بشكل عام، بما في ذلك الفروع الأخرى بجانب التخصص في السيناريو مع التحليل والنقد الفني، وهذا يساعد الكاتب على رؤية وفهم مجال السينما بشكل شامل مع اكتساب الثقافة السينمائية والخبرة على مدى أربع سنوات، ومع ذلك يمكن بالطبع احتراف السينما دون المعهد وسوف أذكر لكِ بعض الأشياء.
من رأيي الشخصي، قراءة السيناريوهات على الإنترنت ليست مفيدة لأن معظمها مكتوب من قبل أشخاص شاهدوا الفيلم وكتبوه مشهد بمشهد، أو تكون نسخة المخرج وليست الكاتب، وهناك طرق أكثر فائدة للتعلم والاحتراف، وسأوضحها في نقاط:
- معرفة الأسلوب الأكاديمي لكتابة السيناريو: "سيد فيلد" هو أحد الأمثلة، ورغم أنني لا أفضل ذلك الأسلوب، فمن المهم معرفة جميع الأساليب لفهم قواعد السيناريو التي يمكن كسرها لاحقاً، فلا يمكن كسر قاعدة دون معرفتها
- معرفة مراحل بناء السيناريو: من الفكرة (اللوج لاين) حتى كتابة الشخصيات والمعالجة، وأرشح بشدة كتاب "فن كتابة المسرحية" خاصة في كتابة الشخصيات، وهذه القناة مفيدة جداً: https://www.youtube.com/@fi...
- مشاهدة الأفلام وتحليلها: مشاهدة الفيلم وتحليل الشخصيات والأحداث، أي نشاهد الفيلم ونحن معنا ورقة وقلم ونحلل الشخصيات والاحداث ومتى وقع البطل في الصراع والخ، في بداية رحلتي في المعهد، تحولنا من مشاهدين إلى نقاد ومحللين، وأحياناً يفقد هذا متعة المشاهدة لكن هذه النقطة مهمة جداً للتعلم،
- معرفة كيفية كتابة السيناريو: هناك طريقة فرنسية وأخرى أمريكية، لكن من المهم معرفة كيفية كتابة المشهد، وكيفية إنهائه، والأساليب المستخدمة ولماذا، ولا أعتقد أن هناك محتوى عربياً جيداً لتعلم هذه الأشياء، فأنصحك بالبحث في المحتوى الإجنبي لأنه أكثر إفادة، وهذه المعلومات لا تقدم في الورش كذلك، فالورش تكتفي باعطاءك فورمات السيناريو فقط.
- أنواع السرد وأساليبه: معرفة أنواع السرد وكيفية استخدامها لأنها من أهم الأشياء في كتابة السيناريو، والتي لا تدرس في أي مكان سوى المعهد، ومن الممكن إيجادها في المحتوى الأجنبي على ما أعتقد، لكنها بالفعل نقطة فارقة جداً.
- المعرفة الشاملة: كاتب السيناريو يجب أن يعرف عن الإخراج، الموسيقى، التصوير، المونتاج، وغيرها للثقافة السينمائية، لأنه من حق الكاتب وضع موسيقى أو أغنية محددة للمشهد، لكن لا يُسمح بكتابة أسلوب الإخراج أو كيفية تصوير المشهد كما نجده في السيناريوهات الموجودة على الأنترنت.
- القراءة المستمرة: مفيدة جداً لتغذية الخيال البصري وتجديد الأفكار، فمن المهم للكاتب أن يكون مطلعاً على كل شيء في الحياة، مثل علم النفس، علم الاجتماع، التاريخ، الأديان، والفنون الأخرى والخ.
- التعامل مع كل شيء كأنه مشهد: التدقيق في التفاصيل وتدوين الأشياء التي تلفت انتباهك، فقد تحتاجها يوماً ما أو تخلق منها فكرة، ففي الشارع هناك الاف المشاهد والاف القصص والشخصيات.
أتمنى أن أكون لم أنس شيئاً وأعتذر عن الإطالة.
مرحبا سارة، كونك شاركتي بالعديد من المهرجانات السينمائية، برأيك ما هي الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لضمان نجاح السيناريو في هذه المهرجانات؟
وبالنسبة للأعمال الحالية أصبح الطابع الغالب مسلسلات ال15 وال10 حلقات حاليًا، هل هذا ضعف كتابة أم مواكبة وموجة ستأخذ وقتها وتنتهي؟
ما هي الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لضمان نجاح السيناريو في هذه المهرجانات؟
لا يمكن بالطبع تحديد فكرة واحدة تناسب جميع المهرجانات السينمائية لأن كل مهرجان له أجندته الخاصة وشروطه الخاصة لذا هناك أسئلة مهمة يجب طرحها: إلى أين تريد الذهاب بهذا الفيلم؟ هل تستهدف مهرجانات عالمية؟ أم مهرجانات تدعم المرأة؟ وهكذا، ومن خلال هذه الأسئلة، بالإضافة إلى معرفة شروط المهرجانات ومشاهدة الأفلام التي شاركت فيها من قبل، يمكننا تحديد المهرجان المناسب لكن على أي حال، لا أفضل كتابة سيناريو خصيصاً لمهرجان بل أكتب السيناريو من أجل الفكرة نفسها، فإذا كانت الفكرة قوية وتناقش موضوعاً هاماً، فإنها ستقبل في المهرجانات.
أما بالنسبة لسؤالك عن المسلسلات: بالتأكيد المسلسلات التي تتكون من 10 حلقات ليس ضعفاً في الكتابة بل هو مواكبة للسوق العالمي، وهي ليست مجرد موجة وستنتهي بل هو أسلوب سيُعتمد بشكل كلي في المستقبل، وستختفي فكرة المسلسلات التي تمتد لـ30 حلقة أو أكثر، لا أريد أن أفاجئك لكن هناك الآن موجة جديدة في عالم المسلسلات، حيث تكون مدة الحلقة لا تزيد عن دقيقة واحدة، لقد كتبت عن هذا الموضوع وسأنشره قريباً لنتحدث عنه.
ومن رأيي الشخصي، المسلسلات التي تتكون من 10 حلقات هي أفضل بكثير لأنها خالية من المماطلة.
أنا لدي خبرة في كتابة السيناريو وكتبت مشروع لفيلم قصير سابقاً، ما يلفتني عادةً في الجاكعات بأنهم حين يريدون أن يعلّموا السينما أو يقدّمون شروحات تطبيقية لها ويمولون الطلاب لصناعة أفلامهم يقومون بذلك عبر الأفلام القصيرة ولو كانت أهداف الطالب أن يصنع أفلام روائية طويلة، سؤالي: معظم أساتذة الجامعات الذين يدرّسون مواد سينمائية وحتى معظم الفنانين والمخرجين يرون بأن الفيلم القصير نوع مختلف تماماً عن الفيلم الروائي الطويل، إذاً لماذا يبدؤون به؟ ولماذا يموّلوا ويدرّسوا أمور لا يريدها الطالب؟
أهلاً بك يا ضياء، يبدو أن لديك مفهوماً خاطئاً حول الدراسة في المعهد، الدراسة في المعهد تختلف تماماً عن الجامعات الخاصة والورش التي أراها ما هي إلا مصلحة لكسب المال لأنها حتى لا تعطي الطالب إلا القليل من المعلومات.
أولاً، المعهد لا يمول الطلاب لإنتاج أفلامهم، بل يقوم الطالب بإنتاج الفيلم بالتعاون مع جميع أفراد طاقم العمل في الفيلم.
ثانياً، قبل الحديث عن سبب التركيز على الأفلام القصيرة، أود توضيح أننا لا ندرس كتابة الأفلام القصيرة فقط بل على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، تعلمنا كيفية كتابة الأفلام الروائية الطويلة، وعلى ما أتذكر، كتبت حوالي ثلاثة سيناريوهات لأفلام طويلة خلال دراستي في المعهد، فأننا نعمل كل عام على إنتاج سيناريو روائي طويل مع فيلم أو فيلمين قصيرين، وأحياناً أكثر من ذلك لكن بشكل عام، الفيلم القصير هو مرحلة لتعلم كيفية صناعة الفيلم الطويل.
أما بالنسبة لسؤالك عن سبب التركيز على الأفلام القصيرة، فكتابة الفيلم القصير أصعب من كتابة الفيلم الطويل، صحيح أن الفيلم الطويل له صعوباته الخاصة لكن الفيلم القصير يمثل بداية الطريق، أولاً، إنتاج فيلم قصير يكلف بضعة آلاف بينما يكلف إنتاج فيلم طويل الملايين، ومن هنا تأتي فرصة التجربة في الأفلام القصيرة للتعلم لأنك كصانع أفلام لن تتعلم فقط من المواد النظرية بل من التجربة التي تعلمك أكثر، وستخطئ كثيراً، ومع كل فيلم ستتعلم شيئاً جديداً، وحينها عندما تصل لصناعة فيلم طويل ستكون مستعداً.
وبالطبع، الفيلم القصير يختلف عن الفيلم الطويل من نواحٍ عديدة لكن الأهم بعيداً عن الأسلوب والحرفية، الأهم هو الجمهور، فلكل فيلم جمهور مختلف لكنني أرى في الآونة الأخيرة أن الأفلام القصيرة بدأت تأخذ حقها وجمهورها بدأ في التوسع، وهذا أمر جيد.
أولاً، المعهد لا يمول الطلاب لإنتاج أفلامهم، بل يقوم الطالب بإنتاج الفيلم بالتعاون مع جميع أفراد طاقم العمل في الفيلم
في سوريا ببلدي، يتم تمويل طلاب الكليات والمعاهد أو إمدادهم بمعداتهم وأدواتهم اللازمة من أجل انتاج أفلامهم القصيرة على حساب الجامعة والمؤسسة العامة للسينما ولذلك كتبت ذلك.
ومن هنا تأتي فرصة التجربة في الأفلام القصيرة للتعلم لأنك كصانع أفلام لن تتعلم فقط من المواد النظرية بل من التجربة التي تعلمك أكثر
وهذا ما رميت إليه بالضبط، أربع سنوات ندرس فيها كل السينما وفي نهاية المطاف التركيز يكون والتجريب يكون محصوراً بالأفلام القصيرة، التعامل مع سيناريو في فيلم قصير من قبل المخرج أو كتابته من قبل الكاتب لن تنتج إلا أفراد متدرّبين على الفيلم القصير حصراً، المشكلة التي أحاول الإضاءة عليها هي أن الإدارات في هذه الجهات تعامل أحياناً بهذه السلوكيات الفيلم القصير وكأنه عتبة ودرجة أولى نحو الفيلم الروائي الطويل.
أفهم ما تقوله لكن دعنا نتخيل معاً: إذا كان مخرج شاب يبدأ مسيرته في صناعة الأفلام الطويلة دون أي خبرة سابقة، فمن المحتمل أن يواجه العديد من الأخطاء وقد يفشل الفيلم في النهاية، إذاً لماذا نغامر بكثير من الأموال والجهد والوقت الذي يستثمره فريق العمل بينما يمكننا التعلم والتجربة من خلال الأفلام القصيرة؟ أعتقد أن هذا النهج ليس محصوراً فقط على السينما العربية بل هو نهج عالمي.
الفيلم القصير ليس مجرد مرحلة تمهيدية للأفلام الروائية الطويلة بل هو أيضاً له أهميته، فمن يحب الأفلام القصيرة سيستمر في إنتاجها حتى بعد أن يصبح صانع أفلام روائية طويلة، ومثال على ذلك هو فيلم عمرو سلامة الأخير "60 جنيه" وحالياً أصبحت شركات الإنتاج أكثر مرونة في التعامل مع الأفلام القصيرة وتطلب إنتاجها بشكل أكبر مما يدل على تطور ملحوظ في صناعة الفيلم القصير ولا يقل أهمية عن الأفلام الروائية الطويلة.
مرحباً سارة، أود أن أسألك عن رأيك في الاتجاهات الحالية في كتابة السيناريو، خصوصا فيما يتعلق بتأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على العملية الإبداعية، هل تعتقدين أن هذه الأدوات تساعد الكتاب على ابتكار قصص جديدة أو أنها قد تقيد الإبداع بطرق معينة؟
مرحباً شهاب، من وجهة نظري، يؤثر الذكاء الاصطناعي على كتابة السيناريو بشكل سلبي، فالذكاء الاصطناعي لا يعيش بيننا في الشارع المليء بالقصص والأشخاص بل وظيفته هي جمع بعض المعلومات من أفلام سابقة ودمجها لتقديم فكرة، فالكتابة سواء في الأفلام أو الأدب، إن لم تنبع من الشارع أو من تجارب شخصية إنسانية، لن تكون ذات قيمة عالية، ربما يستمتع الجمهور بها لكنه لن يتعلق بها، وهذا هو الفرق، فالذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يحل محل التجربة الإنسانية والإبداع الشخصي.
نقطة أخرى مهمة هي أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والاعتماد عليه سيقتل الإبداع لدى الفرد مما يؤدي إلى افتقار الكاتب للإبداع، ولن نجد شيئاً مثمراً، ربما يمكن الاعتماد عليه في البحث عن المعلومات لكن حتى هذه المعلومات غير موثوقة بنسبة كبيرة لذلك أفضل البحث الذاتي والمعرفة الشخصية.
مرحبًا سارة، سؤالي سأركز فيه على الشقّ الكتابي من مجالك، أي كتابة السيناريو، حيث ينتابني الفضول حول هذا النوع المختلف من الكتابة، أريد أن أعرف ما هي أساسياته وهل هو نفسه السكريبت أم أن هناك فرق بين السيناريو والسكريبت؟
مرحباً، السيناريو هو الترجمة لكلمة "سكريبت" لذا فهما نفس الشيء ولا يوجد فرق بينهما، أما بالنسبة لأساسيات كتابة السيناريو، فهناك عدة مراحل تسبق كتابة السيناريو، وسأوضحها لكِ بالنقاط التالية:
- كتابة الفكرة (اللوج لاين والبريمس) وهي سطر يشرح فكرة الفيلم وما نريد مناقشته من خلاله.
- الملخص يتكون من صفحة واحدة تشمل نبذة عن الشخصيات، المكان والزمن، الصراع والأحداث.
- كتابة الشخصيات يجب إنشاء ملف شخصية لكل بطل من أبطال الفيلم، ومن الممكن أيضاً إنشاء ملفات للشخصيات الثانوية، وهو ما كان يفعله العديد من الكتّاب الكبار.
- المعالجة وهي ملخص للفيلم يمتد على ثلاث أو أربع صفحات ويحتوي على تفاصيل أكثر حول القصة.
- التتابع يُعتبر رؤية عامة لتتابع المشاهد بدون كتابة الحوار، وهذا التتابع قد يتغير أثناء كتابة السيناريو.
وأخيراً كتابة السيناريو، وعلى الرغم من ذلك، هناك العديد من الكتّاب الذين لا يتبعون هذه الخطوات ويبدأون بكتابة السيناريو مباشرة لكنهم قد يواجهون مشاكل في النهاية لأنهم لم يبنوا الأساس بشكل جيد، كمهندس يبني عمارة دون أساس قوي، فتنهار في النهاية.
أرغب في تهنئتك وإظهار الشعور بالفخر على ما قمتي به من نجاح وما حققتيه من إنجاز، وسؤالي لك عزيزتي سارة هو هل كان الطريق لهذا النجاح خاضع وسهل أم كانت هناك متعاب وتجارب سابقة للتجربة التي حققتي بها النجاح؟
أشكرك كثيراً، بالطبع لم يكن الطريق سهلاً، فقد مررت بالكثير من التجارب والسقوط والإحباط، ومن وجهة نظري، أي طريق نختاره أو تجربة نخوضها تتطلب منا الوقوع مراراً ثم النهوض، ثم الوقوع مرة أخرى، حتى نصل إلى النجاح، وأنا ما زلت في طريقي وأواجه التحديات والسقوط لكنني دائماً أحاول النهوض لتحقيق ما أطمح إليه في النهاية، فالنجاح يا عزيزي، ليس بالأمر السهل، ولهذا نشعر بالسعادة عندما ننجح، فإذا لم نتعب في سبيل تحقيق شيء، فلن نقدر قيمته ولن نكون سعداء كما نكون عندما نواجه تحديات وصعوبات
محاولاتك العديدة تستحق الفخر، ولكن من وجهة نظرك متى يجب أن نتوقف عن المحاولة في الوصول لهدف معين؟ وخصوصاً أن تعددت المحاولات بطرق مختلفة ولم تكن هناك نتيجة
أعتقد أنه من الأفضل أن نبدأ بتحليل الموقف بدقة، فقد تكون هناك مشكلة لم نلاحظها بعد، فمن المهم أن نعمل على تحديد ومعالجة هذه المشكلة لأن كل طريق له نهاية، ويمكننا الوصول إلى هدفنا إذا غيرنا منظورنا أو استمعنا للآخرين أو اكتشفنا المشكلة الحقيقية، أي رحلة نسير بها لها مشاكل وعقبات لذا يجب علينا معالجة هذه المشاكل بقدر استطاعتنا، وإذا كانت المشكلة خارج إرادتنا ولا يمكننا تغييرها، فلا يعني ذلك أننا نتخلى عن هدفنا بدلاً من ذلك يمكننا تجربة أشياء جديدة، وضع أهداف جديدة، والتعرف على اهتمامات جديدة، فمن الممكن أن تفتح لك التجارب الجديدة أبواباً جديدة تؤدي في النهاية إلى تحقيق هدفنا الأول
ما هي نصائحك للمبتدئين الذين يرغبون في احتراف كتابة السيناريو؟
وما هو سبب تشابه السيناريوهات في وقتنا الحالي؟ أشعر أن المشاهد تتكرر في الكثير من الأفلام باختلاف بسيط، كما ألاحظ أننا كعرب نفتقر للإبداع ونميل إلى نقل قصص الأفلام الأجنبية بشكل عام.
وما هو سبب تشابه السيناريوهات في وقتنا الحالي؟ أشعر أن المشاهد تتكرر في الكثير من الأفلام باختلاف بسيط، كما ألاحظ أننا كعرب نفتقر للإبداع ونميل إلى نقل قصص الأفلام الأجنبية بشكل عام.
في البداية، أعتذر عن البدء بالإجابة على هذا السؤال أولاً، يعتقد الكثيرون أن السبب وراء تشابه السيناريوهات وافتقار السينما العربية للتجديد يعود إلى كتّاب السيناريو لكن هذا فهم خاطئ، المشكلة الحقيقية تكمن في شركات الإنتاج التي تخشى التجديد، فتكرر نفس السيناريوهات أو تلتزم بنوع واحد فقط، بالإضافة إلى أن هناك قلة من الفرص المتاحة للكتّاب الجدد، فالوصول إلى شركة إنتاج وعرض سيناريو خاص بك أمر صعب للغاية، وحتى إذا تمكنت من إرسال عملك، فمن المحتمل أن لا تلقى أي اهتمام أو رد، وهذا يفسر قلة ظهور كتّاب جدد، نحن لدينا العديد من الكتّاب الموهوبين لكنهم يفتقرون إلى المساحات الآمنة والفرص ولحل هذه المشكلة، يجب تغيير نظام شركات الإنتاج، وكسر حاجز الخوف من التجديد، مع خلق فرص حقيقية للكتّاب الجدد.
ما هي نصائحك للمبتدئين الذين يرغبون في احتراف كتابة السيناريو؟
بخصوص هذا السؤال، فبالطبع أقترح عليه أن يتقدم لدراسة كتابة السيناريو بإحترافية في المعهد العالي للسينما وأن لم يكن قادراً على فعل هذا، فإليك بعض الطرق الأكثر فائدة للتعلم والاحتراف:
- معرفة الأسلوب الأكاديمي لكتابة السيناريو: "سيد فيلد" هو أحد الأمثلة، ورغم أنني لا أفضل ذلك الأسلوب، فمن المهم معرفة جميع الأساليب لفهم قواعد السيناريو التي يمكن كسرها لاحقاً، فلا يمكن كسر قاعدة دون معرفتها
- معرفة مراحل بناء السيناريو: من الفكرة (اللوج لاين) حتى كتابة الشخصيات والمعالجة، وأرشح بشدة كتاب "فن كتابة المسرحية" خاصة في كتابة الشخصيات، وهذه القناة مفيدة جداً: https://www.youtube.com/@fi...
- مشاهدة الأفلام وتحليلها: مشاهدة الفيلم وتحليل الشخصيات والأحداث، أي نشاهد الفيلم ونحن معنا ورقة وقلم ونحلل الشخصيات والاحداث ومتى وقع البطل في الصراع والخ، في بداية رحلتي في المعهد، تحولنا من مشاهدين إلى نقاد ومحللين، وأحياناً يفقد هذا متعة المشاهدة لكن هذه النقطة مهمة جداً للتعلم،
- معرفة كيفية كتابة السيناريو: هناك طريقة فرنسية وأخرى أمريكية، لكن من المهم معرفة كيفية كتابة المشهد، وكيفية إنهائه، والأساليب المستخدمة ولماذا، ولا أعتقد أن هناك محتوى عربياً جيداً لتعلم هذه الأشياء، فأنصحك بالبحث في المحتوى الإجنبي لأنه أكثر إفادة، وهذه المعلومات لا تقدم في الورش كذلك، فالورش تكتفي باعطاءك فورمات السيناريو فقط.
- أنواع السرد وأساليبه: معرفة أنواع السرد وكيفية استخدامها لأنها من أهم الأشياء في كتابة السيناريو، والتي لا تدرس في أي مكان سوى المعهد، ومن الممكن إيجادها في المحتوى الأجنبي على ما أعتقد، لكنها بالفعل نقطة فارقة جداً.
- المعرفة الشاملة: كاتب السيناريو يجب أن يعرف عن الإخراج، الموسيقى، التصوير، المونتاج، وغيرها للثقافة السينمائية، لأنه من حق الكاتب وضع موسيقى أو أغنية محددة للمشهد، لكن لا يُسمح بكتابة أسلوب الإخراج أو كيفية تصوير المشهد كما نجده في السيناريوهات الموجودة على الأنترنت.
- القراءة المستمرة: مفيدة جداً لتغذية الخيال البصري وتجديد الأفكار، فمن المهم للكاتب أن يكون مطلعاً على كل شيء في الحياة، مثل علم النفس، علم الاجتماع، التاريخ، الأديان، والفنون الأخرى والخ.
- التعامل مع كل شيء كأنه مشهد: التدقيق في التفاصيل وتدوين الأشياء التي تلفت انتباهك، فقد تحتاجها يوماً ما أو تخلق منها فكرة، ففي الشارع هناك الاف المشاهد والاف القصص والشخصيات.
مرحبًا أ. سارة...
كنت أود أن أعرف ما الذي يفعله الكتَّاب عادة عندما يفقدوا وحي كتاباتهم؟
هل هناك خطوات معينة، أو ربما أنشطة خاصة تساعد على عودة تواتر الأفكار للكاتب؟
صراحة أرى أن خطوة كتابة السيناريو هذه هي أحد أهم وأخطر الخطوات في مجال الكتابة بشكل عام والسينما بشكل خاص، لأن كل ما يليها يعتمد عليها كليًا.
مرحباً أ. عمر، يختلف كتّاب السيناريو في طرقهم للتعامل مع فقدان الإلهام لكن بالنسبة لي، هناك بعض الأساليب الفعالة، مثلاً، القراءة تساعدني على تجديد أفكاري وتوسيع خيالي البصري، مما يلهمني بأفكار جديدة، كما أحياناً أحتاج فقط لخوض تجربة جديدة أو مقابلة أشخاص جدد لأن التجارب والشخصيات تلهمني كثيراً، فكان هناك دكتور في الجامعة يقول لنا: "إذا شعرت أن أفكارك قد انتهت، خذ هاتفك وأركب أي وسائل النقل العامة، من البداية حتى النهاية، وشاهد الشارع والأشخاص، وقم بتدوين ما يلفت انتباهك" وهذه نصيحة جيدة بالفعل.
وبالطبع أتفق معك بخصوص أن خطوة كتابة السيناريو هي أحد أهم وأخطر الخطوات في مجال الكتابة بشكل عام والسينما بشكل خاص.
مرحبًا سارة، أتمنى أن تكوني بخير. أنا مهتمة جدًا بتجربتك في دراسة صناعة الأفلام وأرغب في معرفة المزيد مثلا ما هي عن التحديات التي واجهتيها خلال دراستك. لهذا المجال ؟ هل يمكنك أن تشرحي لي بعض الصعوبات الرئيسية التي صادفتها، مثل التحديات التقنية أو الأكاديمية أو حتى الشخصية؟ وكيف تمكنتِ من التغلب على هذه الصعوبات أو التعامل معها بشكل فعال؟
مرحباً لمياء، أتمنى أن تكوني بخير. أول تحدي واجهته كان اختبارات المعهد، حيث كان يجب علي اجتيازها للالتحاق به، أما بالنسبة للتحديات الأخرى، فهناك العديد منها لكن أحد تحدياتي في السنة الأولى كان إنتاج أول فيلم قصير لي، لقد شاركت في إنتاج الفيلم، ولأن الميزانية لم تكن كافية، اضطررت لبيع الكمانجة الخاصة بي لتكملة الإنتاج، وهذه المشكلة شائعة بين شباب صناع الأفلام في بداياتهم.
كما أنني اكتشفت أيضاً أنني أفتقر إلى الكثير من المعلومات التقنية لذا لجأت للبحث عبر الإنترنت للحصول على المحتوى الأجنبي في هذا المجال، ومن أهم التحديات التي أواجهها حالياً هي العثور على فرص لإنتاج أعمالي، حيث من الصعب الوصول إلى شركات الإنتاج وعرض أعمالك عليها، وحتى إذا نجحت في الوصول، فمن المحتمل أن لا تتلقى رداً ومع ذلك، من المهم الاستمرار في المحاولة وتكرار المحاولات حتى يفتح أحدهم لك الباب، وهذا التحدي يقودنا إلى تحد آخر وهو التواصل، حيث يتطلب هذا المجال بناء علاقات اجتماعية مستمرة، وهو تحد كبير بالنسبة لشخصية انطوائية مثلي، وفي الحقيقة لم أتغلب على هذا التحدي بالكامل بعد لكنني أحاول، برأيك أنتِ، كيف يمكن التغلب على الانطوائية والرهاب الاجتماعي في مثل هذه الحالة؟
مرحباً سارة ، أتمنى أن تكوني بخير أيضاً. شكراً لمشاركة تحدياتك وقصتك الملهمة. يبدو أنك واجهت العديد من الصعوبات بشجاعة وإصرار.
اما بخصوص سؤالك فانصحك بالتواصل عبر الإنترنت الذي يمكن أن يكون بداية ممتازة للتغلب على الانطوائية والرهاب الاجتماعي في مجال صناعة الأفلام. فالإنترنت يوفر منصة رائعة لبناء علاقات مهنية وتوسيع شبكة معارفك دون الشعور بالضغط الاجتماعي المباشر. يمكنك الانضمام إلى مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، لينكدإن، ومنتديات متخصصة في صناعة الأفلام. هذه المنصات تتيح لك التفاعل مع محترفين وهواة آخرين، مشاركة أفكارك وأعمالك، والحصول على نصائح وملاحظات قيمة. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك حضور ندوات وورش عمل عبر الإنترنت، مما يسمح لك بالتعلم والتواصل دون الحاجة إلى الحضور الشخصي. بمرور الوقت، يمكن أن يساعدك هذا النوع من التواصل في بناء الثقة وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي .
مراحب أخت @Sara11Rafek ، السؤال المطروح
الأساليب المتبعة في تحرير السيناريو، الأدوات والمصادر؟
وكذا التعامل مع التغيرات والمعيقات لنمذجة السيناريو واقعا.
اتمنى تقدرون تساعدوني لايجاد هذا الفيلم الاسطوري :)
تدور احداث الفيلم في مدينه تخلو من الجرائم بسبب شريحة ذبابيه تطير مع كل شخص في المدينه وتراقب كل حياتها القصه ان فيه بنت تحاول التخلص منها للكشف عن جريمة قتل حصلت في المدينه ، اتذكر ان في حال مغادرة الشخص للمدينه في المطار ترجع النحله الالكترونيه مكانها في خلية نحل حتى يعود للمدينه ، الفيلم شفته قبل سنتين تقريبا ما اعرف هل هو الماني او اسباني ارجو مساعدتي في الحصول عليه
شكرا
التعليقات