لقد عانيت ٨ سنوات من الوسواس القهري ومررت بنوبات قلق واكتئاب وتجاوزتها اسألني عن العلاج او طرق التعايش
أسألني عن الوسواس القهري الاكتئاب او القلق
هذه الفترة التي قضيتها في التعامل مع هذا الأمر كانت فترة طويلة فعلاً، أتذكّر أخي حين مرض بالتهاب السحايا، دامَ علاجه في تلك الفترة سنة واحدة فقط واستطعنا تلمّس الكثير من التغييرات على العلاقة بيننا أنا وهو كأخوة ومع كل عائلته سواء من جهته أو من جهتنا، هناك تراكم نفسي غير طبيعي ينشأ عن هذه الأمور يجعل المحيط يتصرّف مع المتأثّر بمرض أو علّة بشكل مختلف والعكس صحيح أيضاً، ما الذي لاحظته حضرتك من هذه التجربة الطويلة؟ هل أثّر هذا الأمر فعلاً؟ وغيّر من (ستايل) الحياة الخاص بكم أو النموذج المُتفق عليه بالعلاقة بينك وبين المحيط؟ سواء على مستوى عائلة أو أصدقاء وأقارب.
وبالمقابل أيضاً لديّ سؤال علمي، لا اجتماعي: هل الوسواس القهري مرض ينتقل بالوراثة؟ هل الجينات تملك عوامل مؤثرة ومساعدة على الإصابة؟
سؤالك عميق ويستحق اجابة تليق به، لا شك ان التغير الذي نتج عن اصابتي بالوسواس القهري هو تغير عميق أثر على كل شيء في حياتي بدون استثناء ولازال هذا التغير يحدث إلى اليوم، انا ارى أن المحنة تحمل للإنسان منحة وقبل ان اصاب بالوسواس القهري كنت أسعى جاهدًا لأغير اسلوب حياتي حتى اصبت بالوسواس الذي حقق لي هذا التغير هل هو تغير إيجابي ام سلبي في نظري هو عطاء رباني وهبة لم اكن احلم بها صحيح ان حياتي طيلة هذه السنوات تعطلت وفقدت علاقاتي ومشاريعي واصبحت اشعر بغربة تجاه الواقع والمجتمع ولكن بالمقابل اكتسبت حريتي النفسية ووفرت على نفسي عناء السعي لأشياء كثيرة كنت اتوق لها اليوم هي بلا ادنى قيمة بالنسبة لي لقد صقلني المرض النفسي وهذبني من كثير من الشوائب وازدت يقينًا بالله وهذا ارى ان لا شيء من كنوز الدنيا يعدله
اما بالنسبة للوراثة فانا اسمع من هذا القبيل غير ان الذي تعلمته من خلال بحثي وتجربتي أن الاضطراب النفسي ظاهرة تتظافر فيها عدة عوامل وربما الوراثة تؤدي للقابلية غير أن الشخصية والتنشئة والبيئة وظروف العيش هي التي تفجر المرض
من المؤكد أنك مررت بتجربة صعبة يا علي
على ضوء تلك التجربة:
ما التغير الملموس الذي حصل لك، مقارنة بمعاناتك مع الوسواس بما بعد المعافاة بشكل نهائي منه؟
سؤال آخر يشغلني:
لماذا تأخرت في اتخاذ طرق علاجية طالما عانيت من تبعات الوسواس منذ ثمان سنوات؟ وهل كان لتأخرك في أخذ الخطوات العلاجية السليمة أثر في ازدياده حدة أم أنه لا يتأثر بذلك؟
مرحبا عبد الرحمن التغير كان شامل لكل جوانب حياتي، لكن باختصار لقد جعلني الابتلاء أدرك كم انا ضعيف وجاهل وكم ان الحياة صعبة وان الإنسان هش ممكن ان تسحقه الظروف في لحظة وان كل شيء قد يذهب في غمضة عين لقد جعلني هذا الامر اصبح إنسان حذرا محاسبا على خطواتي قدر ما وفقت لذلك، ومع ذلك علمتني الصعوبات التي أمر بها أن لكل شيء نهاية فمهما كان الامر صعبا هي مسألة وقت وينتهي وقد نما فيني الشك الذي هو سمة أساسية في المرض النفسي ان اطرح على نفسي اسئلة وجودية عميقة ما معنى ان اعمل ما معنى ان اكسب المال ما معنى ان انجح ما معنى أن اكون سعيدًا ...الخ ولازلت في طور التعلم والتعافي لأن الوسواس لا يذهب بالكلية فحتى الأنسان الصحيح يوسوس.
اما سؤالك الثاني فقد اقبلت على الطبيب في وقت مبكر لكنني رفضت العلاج بسبب التشويش الذي حصل لي حيث اني قرأت بعض الكتابات التي تقول ان المؤمن لا يمرض نفسيا وتأثرا بها والتي اختلف معها اليوم اختلافا جوهريا اضف على ذلك انني خلال الثمان سنوات كنت متعايش يزيد الوسواس وينقص بحسب الظروف ولكن لم اصل إلى مرحلة التكيف الا بعد الاف المحاولات والاخطاء التي اخذت مني هذه السنوات لأتعلم مما وجدت بعضه في متفرقات الكتب ومشاهد الحياة اليومية وتجاربي الشخصية ..
بداية شكرًا على مبادرتك. و حمدًا لله على سلامتك. لدي أكثر من تساؤل، ارجو الإجابة عليهم.
- كيف علمت بأنك تعاني من الوسواس القهري؟
- كيف تغلبت على هذا المرض؟ هل زرت أطباء نفسيين؟ وكيف كانت نظرة الناس إليك؟
- هل اعتمدت على العلاج السلوكي المعرفي أثناء رحلة العلاج؟
- من هم الأشخاص التي ساندتك ووفرت لك الدعم المعنوي أثناء العلاج؟
الله يسلمك
- كيف علمت بأنك تعاني من الوسواس القهري؟
من خلال التجربة الشخصية والقراءة عن الاعراض فالوسواس القهري اعراضه واضحى وهي عبارة عن افكار غير مرغوبة ترد في قلب الإنسان بشكل متكرر
- كيف تغلبت على هذا المرض؟ هل زرت أطباء نفسيين؟ وكيف كانت نظرة الناس إليك؟
الوسواس القهري غالبا لا يختفي مئة بالمئة فلا يوجد إنسان في الحياة الا ويرد على قلبه الوسواس ولكن يصل الإنسان إلى مرحلة من التكيف بحيث لا يعود يتأثر به نعم زرت طبيب نفسي واستخدمت الادوية وقد انقذت حياتي لان الوسواس عندي تطور إلى ثنائي القطب في احدى المراحل وثنائي القطب لا يمكن التحكم به الا من خلال الدواء
- هل اعتمدت على العلاج السلوكي المعرفي أثناء رحلة العلاج؟
لم اخضع لجلسات نفسية ولكن اطلعت على تقنيات العلاج الغير دوائي كالتعرض ومنع الاستجابة والانتباه والقبول والعلاج بالمعنى وغيرها واستفدت منها جزئيًا غير انها لم تكن ذات فعالية كبيرة في حالتي
- من هم الأشخاص التي ساندتك ووفرت لك الدعم المعنوي أثناء العلاج؟
- لا أحد كان يدعمني بشكل مباشر فقط اهلي ساعدوني ماديًا اما معنويًا فالصلاة خير داعم
أولا أود السؤال عن سبب الوسواس القهري الناتج لديك إن تطرقت إلى هذا الموضوع، فالعلاج بالطبع يتطلب معرفة للمسببات. وأنا أعلم أن الرأي المنتشر هو أنه لا يوجد سبب مباشر لهذه الحالة بل هي بضع عوامل، ولكن هل جربت أن تفكر بعمق واستعراض بداية الحالة وكيف ظهرت؟ هل من حدث معين سبق ذلك؟ هل تعتقد أن للتربية دور؟
فيوجد تقنية تثير اهتمامي، ربما لا تزال غير مستعملة في العالم العربي، ولكنها تعتمد على التويم المغناطيسي لإخراج الفكرة أو الحدث المعين من اللاوعي الذي يعتبر بمثابة البذرة التي أدت إلى نشوء الاضطراب. مثلا، عند علاج فتاة تعاني من الأنوركسيا، تستطيع أن تتذكر خلال التنويم المغناطيسي نعت صديقها لها بالسمينة وهي في عمر الأربع سنوات، ففور تذكر الحدث وإستشعارالغضب المرتبط به، يبدأ الاضطراب بالتلاشي. سؤالي لك هو إن كنت قد اضطلعت على هذا النوع من التقنيات أو فكرت بها.
لقد اطلعت على هذه التقنيات قليلاً ولكنني لم اقتنع بها نظرا لعدم اقتناعي بمفهوم العقل الباطن فقد بحثت عن حقيقته فوجدته مسمى مجازي لتركيبة ابتدعها سيمغوند فرويد ولم يقطع بالبراهين على صحتها
هناك ما يعرف بالعلاج بالوهم وهو فعال في بعض الحالات النفسية وقد يتداخل مع مثل هذه الفتاة فتقتنع وتختفي مشكلتها النفسية
سبب المرض النفسي في نظري الشخصي هو عدة عوامل وجود القابلية عند المريض مع حدوث ظروف تدفع به للاضطراب
شكرًا على شجاعتك اخ علي في مشاركة تجربتك معنا والمبادرة للمساعدة في هذا الموضوع.
كيف يُصاب الإنسان بالوسواس القهري ومتى يكون الشخص لديه وسواس قهري؟ أرى اننا لدينا بعض صفات الوسوسة في بعض الامور مثل النظافة أو النظام وما إلى ذلك، فمتى إلى أي مرحلة يصل إليها الشخص ليتم تشخيصه بأن لديه وسواس قهري؟ وهل هناك علاج مثل الأدوية للوسوساس القهري ام أن الامر نفسي ويتم معالجته بدون ادوية أو شيء كهذا؟
كيف يُصاب الإنسان بالوسواس القهري ومتى يكون الشخص لديه وسواس قهري؟
الاسباب متنوعة فكل حالة تصاب بالوسواس القهري لاسباب مختلفة عن الحالات الاخرى غير ان هناك روابط مشتركة كحدوث صدمة وكنسبة عالية من الذكاء لدى المرضى مما يضعهم في مأزق امام تساؤلاتهم وفهمهم للحياة ويؤدي إلى ظهور الاضطراب النفسي
أرى اننا لدينا بعض صفات الوسوسة في بعض الامور مثل النظافة أو النظام وما إلى ذلك، فمتى إلى أي مرحلة يصل إليها الشخص ليتم تشخيصه بأن لديه وسواس قهري؟
لا يوجد إنسان الا ولديه وسواس ولكن عندما يؤثر الوسواس على حياته فيشكل عائق امام تقدمه هنا تصبح الحالة مرضية
وهل هناك علاج مثل الأدوية للوسوساس القهري ام أن الامر نفسي ويتم معالجته بدون ادوية أو شيء كهذا؟
الادوية هي علاجات نافعة في كثير من الحالات والادوية لا يتم اخذها الا عندما تكون الحالة متفاقمة ولا يوجد استجابة من المريض لطرق العلاج الاخرى فالادوية خيار مؤلم يتخذ لتجنب ألم أكبر .. وهناك حالات يتم علاجها بدون ادوية وتتحسن مع الوقت وغالبا الاكثرية تتحسن مع مرور الوقت ولكن احيانا لا يكون الاضطراب عبارة عن وسواس انما يكون مقدمة لاضطرابات ذهانية فمراجعة الطبيب واجب من البداية لتفادي المخاطر
شكرًا للتوضيح.
عندما يتم معالجة الوسواس القهري هل هناك إحتمالية رجوع الوسواس بعد فترة بعد العلاج؟ وعند انتهاء فترة العلاج ما الإجراءات التي يتبعها الشخص للبقاء في حالة مستقرة؟
نعم الوسواس عرضة للعودة في اي وقت اذا توافرت الظروف والقابلية النفسية.
أفضل ما يمكن ان يقوم به الإنسان للوقاية من الوسواس هو أن يستغل وقته تمام الاستغلال
ولكن الإنسان معرض للخطأ وان كان حريصا
فالحل الامثل هو أن يملئ الإنسان جوانب حياته المختلفة بما تحتمه أولوياته وينشغل بها وهناك شيء اخر مهم ان لا يحمل الإنسان نفسه فوق طاقته يتجنب حتى التفكير في المواضيع التي تقلقه الابتعاد عن المثيرات والاشخاص والاحداث التي تتعب النفس
وأن لا يتكل على نفسه في شيء بل يتوكل على خالقه ويبني بينه وبين الله علاقه متينة قال صلى الله عليه وسلم اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة واحفظ الله تجده تجاهك.
في البداية يا علي دعني أحييكَ على شجاعتك وهمّتك في المواجهة. ثانيًا، أرغب منك في التركيز على نقطة معيّنة أريد أن تقدّم لنا تجربتك حولها، حيث أنني لن أتطرق إلى فكرة العلاج نفسها، أو التقنيات المستخدمة في العلاج، أو حتى الأعراض.
ما أريد أن أعرف وجهة نظرك حيالي هو فكرة طلب المساعدة، فهي المفهوم الأصعب الذي يواجه مختلف الأشخاص ممّن هم في مواقف مماثلة. كيف كانت المرة الأولى التي شعرت فيها أنك في حاجة إلى المساعدة؟ وبماذا تنصح أي شخص في هذا الصدد لا يستطيع أن يطلب المساعدة أو لا يقوى على ذلك؟
مرحب علي
المرة الاولى التي شعرت فيها بحاجة للمساعدة كانت صعبة للغاية تشعر بخوف شديد وانك لا حول ولاوقوة لا تفكر بشيء الا بالنجاة وكانت متأخرة ولعل ذلك كان خيرا لي
في الحقيقة حالتي مختلفة كنت اعتقد اني لو تكلمت عن مشكلتي امام احد فإن ذلك سيعظم منها وسيزيدها تعقيدًا ولذلك كتمت الامر في البداية حتى خرج عن سيطرتي وذهبت للطبيب النفسي، أنصح كل من يمر بوسواس او اي اضطراب نفسي ان لا يهمله يأخذ بالاسباب والاستعانة بالله قبل كل شيء فهو خلق الداء الدواء ولكن احيانا الكتمان يكون أفضل من اللجوء للشخص الخطأ، وأي إنسان لا يستطيع طلب المساعدة عليه أن يدرك ان الامر يعتمد على ظروفه فإن كانت فعلا لا تسمح له بطلب المساعدة فذلك عسى أن يكون خيرا له فالله سبحانه عندما يضعك في ظرف فيه تحدي يهيء لك اسباب الخروج منه احيانا وجود القلق النفسي قد يكون دافع من اجل تغيير عميق في نمط واسلوب حياة هذا الشخص فحتى الذين يطلبون المساعدة قد لا يكون الطب او العلاج مساعد لهم بما يكفي تختلف ظروف كل واحد فينا واسباب علته ومن يبحث يجد الجواب
ياعلي كيف علمت انك تملك اكتئاب؟ كيف اعلم ذلك عن نفسي أيضا؟ سمعت كثيرا أن مالدي اكتئاب لكني ارفض ذلك بحجة انها مبالغة، اخبرني شخص مقرب اني اعاني من ذلك ويجب أن أتأكد ولعلي أستطيع أن اعلم من مجرب سابق
تشخيص الاكتئاب يجب أن يكون من قبل طبيب مختص لا تعتمد على قول أحد، فالاكتئاب له أنواع ودرجات متفاوتة، لذا إن كان لديك أعراض مستمرة لأكثر من أسبوعين مثل مشاعر الحزن والبكاء واليأس، مع نوبات غضب وإحباط، كذلك فقدان الاهتمام أو المتعة في معظم الأنشطة العادية مع اضطراب بالنوم وإرهاق وأحيانا يكون فقد بالشهية وقلق وشعور بانعدام القيمة واحيانا يرافقها أعراض جسدية مثل الصداع أو آلام الظهر.
في حال اجتمعت عليك بعض هذه الأعراض لفترة تزيد عن أسبوعين، يجب أن تذهب لمختص ليقيمك بدنيا ونفسيا وقد يطلب من إجراء بعض التحاليل وبناء على ذلك يشخصك ويحدد نوع الاكتئاب الذي لديك مثلا اكتئاب مصحوب بقلق، أو اكتئاب شديد أو اكتئاب مصحوب بهلوسة وتخيلات وهكذا. بخلاف ذلك لا تسمع لأحد لأن لو الشخص تضايق ليوم الكل يقول عليه مكتئب، الناس أصبحت تكرر الكلمة بسهولة دون وعي
التعليقات