السلام عليكم اود ان اطرح عدة اسئلة بخصوص الاستفادة من القراءة هل يجب علينا ان نقوم بحفظ الاقتباسات لكي نستعملها في حديثنا او علينا فقط ان نقرأ الكتب والروايات بدون حفظ والكلمات مع الوقت نجدها في ذاكرتنا . انا لست فصيحة مع العلم بإني قرأت عدة روايات .سؤال اخر كيف استفيد من القراءة ماذا اكتب انا حاليا احس بإني اقرأ ولا اعرف ماذا اقتبس من الكتب .احس بإني فقط اضيع وقتي واتعب بصري ولم استفد كثيرا
كيف استفيد من القراءة
لا يعني أنني إذا قرأت كتاب أو رواية ما ، قد حفظت ما بها من إقتباسات وكل شيء يتعلق بالمحتوى ، فالأمر طبيعي
مع تحديد الهدف من القراءة سواء كان للإطلاع أو للتسلية أو للبحث العلمي ، ومع التنويع بالقراءة ، بحيث تُغطي كافة المجالات وايضًا مع القراءة المستمرة ومع مرور الوقت وتلخيص بعض الكتب ومع مشاركة النقاش مع أصدقاءنا حول ما قرأناه من كُتب مُختلفة ، قد نجد أننا بدأنا ندرك أنفسنا بأننا على الطريق الصحيح في القراءة ومدى إستيعابنا لِما تمت قراءته ، ناهيك عن المفردات اللغوية التي سنكتسبها من قراءة الكتب .
احس بإني فقط اضيع وقتي
طالما حددتي الهدف من القراءة ، لن يضيع وقتك .
اتعب بصري ولم استفد كثيرا
بالنسبة لعيونك ، حاولي أن تردي نظارة لحفظ النظر .
ما يحدث معكِ يا إلهام هو طبيعي جداً، حتى أكثر الناس ثقافة وعلم وذكاء ينسون ما يقرأون ولكنهم يستمرون بالقراءة لأن هدف القراءة ليس تماماً الحفظ والتذكر الدقيق، بل هدفها الإطلاع والاستنارة على الفكر البنّاء الذي ينسجم معنا ويؤثر في أعماقنا.
بالنسبة للاقتباسات فإنها "ملح الكتاب" وليس عليكِ إلزاماً حفظها وستلاحظين في فترةٍ ما بينما تجلسين مع من حولك يحدث الموقف الذي ينطبق عليه مقولة قرأتِها في كتاب وتجدينها مناسبة لوصف ما بداخلك تجاه هذا الموقف، هذه أمور تحدث معي بشكل دائم.
وليسهل عليكِ الاحتفاظ بشيء دال على هذه الاقتباسات من الأفضل أن تتبعي طريقة للتوقف عندها أثناء القراءة، أنا مثلاً أستخدم أقلام التحديد واللون الأخضر أخصصه للاقتباسات فقط، فكلما تمر عليّ عبارة أحبها وأجدها مميزة أقوم بتحديدها ومن ثم متابعة القراءة وهكذا إلى أن ينتهي الكتاب، وحين أتذكر أنني بحاجة لهذه الاقتباسات أعود إليها بسهولة.
تحدثنا عن هذا الموضوع قبل فترة وكان حوار الأصدقاء ثريّ وجميل، يمكنك الإطلاع على المساهمة من هنا علّ وجهات النظر المختلفة تكون أكثر إفادة لكِ
لا أعتقد أنّ عمليّة حفظ الاقتباسات تدلّ على أنّ القراءة آتت مفعولها، الغرض من قراءة الروايات والقصص هي توسيع الأفق والخيال بالإضافة للاستمتاع بالوقت فهي من المفترض أن لا تتطلّب مجهود ذهني قوي لممارستها (أتكلّم عن الروايات).
إن أردتِ حفظ الاقتباسات التي تعجبكِ فأقترح عليكِ باستخدام دفتر مخصّص لتسجيل الاقتباسات التي تنال إعجابك، أو كتابتها على ملف على حاسوبك أو هاتفك في حالة لم تفضلي خيار الكتابة.
أمّا بخصوص بصرك، فلا أعتقد أنّ القراءة يجب أن تجهد العين بهذا الشكل فأنتِ إمّا تقومين بالقراءة لساعات طويلة دون أن تقومي بإراحتها أو تقرأين في وضعيات غير صحيّة. أنصحكِ بالانتباه لهذا الجانب من القراءة لأنّه مهمٌّ للغاية.
أريد أن أخبرك بأمر مهم ..
مهما كنت ما تقرأه فإنك تستفيد منه تلقائيا ..
عند قراءتك لرواية مثلا فإنك تكتسب
التجربة
تكتسب حياة أخرى عشتها عند قراءتك لقصة، فالشخصيات قد مرّت بصعوبات ومشاكل، وأنت أثناء قراءتك مررت معهم، فعلى المستوى الشخصي بالتأكيد أنك اكتسبت خبرات فوق خبراتك وحيوات فوق حياتك، قد لا يكون ذلك الأمر مرئيا أمامك ولا ملموسا، لكنه أُضيف إلى عقلك تلقائيا دون أن تكتبه في ورقة وتقول استفدت كذا وكذا ..
اللغة
بمجرد قراءة كتاب بالفصحى او حتى واية بالفصحى ستجد أنك اكتسب مفردات جديدة، أو تعبيرات جديدة، فاللغة بالممارسة لا بالحفظ، وهذا أمر معروف، فعند قراءتك كثيرا ستجد تلقائيا أن بداخل عقلك مفردات جديدة، وتعبيرات وتشبيهات أكثر، فعند قراءتك مثلا لكلمة شكلها غريب ستقول حينها " لقد قرأت تلك الكلمة مرة من قبل " إنه التأثير التلقائي للقراءة ..
وهنا إن كنت تريد أن تستفيد أكثر، فيمكنك عمل دفتر صغير أو قصاصات ورقية تكون بجانبك تكتب بها أى كلمة جديدة أو أى تعبير يعجبك أو أى اقتباس أعجبك وتنشره على مواقع التواصل الإجتماعي أو تجعله جوارك كما هو
لكن ما أريد ان أقوله هو .. لا تقلق، في كل الأحوال أنت تستفيد من القراءة سواء قمت بالتدوين أم لا، سيظهر ذلك في حياتك العملية، فهي ليست كتب دراسية، إنها كتب أدبية، تضيف إلى حياتنا اكثر، فاقرأ ولا تتوقّف وستجد الإستفادة فى حياتك
الهدف من القراءة ليس جمع مصطلحات أو اقتباسات، الغرض أكبر من ذلك فهي توسع المدارك وتساهم بشكل مباشر في تطوير شخصيتك وعمق ثقافتك، وزيادة خبراتك.
أعاني مثلك من النسيان وكنت أتسائل كيف سأستفيد وأنا لا أذكر اسم الكاتب وأحيانا اسم الكتاب حتى، إلى الآن وبعد أعوام كثيرة من القراءة مازلت أنسى أيضا، لكن وجدت إنعكاسها على عقلي ومقدار ثقافتي وإطلاعي.
لذا اقرأي واختاري المحتوى الذي يفيدك ونوعي بمجالات القراءة تدريجيا ستلمسي النتيجة بنفسك.
أهم شيء في القراءة هو إكتساب المعلومات وتراكمها، لينضج بعدها تفكيرك فأنت لست بحاجة لإستعمال الاقتباسات، المهم أن تفهمي محتوى الكتاب فقد يساعدك كثيرا في بناء فكر معين واتخاد القرارات.
كذلك انتبهت أنكِ جديدة في المنصة فقط أود أن أخبرك أن مجتمع إسألني لطرح مواضيع من قبل أشخاص يملكون خبرات شخاص ويطلبون من الأعضاء سؤالهم، لهذا إذا رغبت في أي نصائح من الأعضاء يمكنك النشر في مجتمع إنصحني قد تجدين تفاعل أكبر.
"مهم أن نعرف الهدف من أفعالنا لكي نستطيع أن نحصل على أكبر فائدة ممكنة"
والهدف من القراءة ليس الحفظ وليس تجميع المزيد من الإقتباسات أبدا..دعيّنا نتفق على ذلك، هذا بالنسبة للنقطة الأولى.
الإقتباسات
عالم الإقتباسات يُعد عالم ثري وممتع لأي قاريء بدون شك، بل أن الكاتب الجيد هو الذي يملك القدرة للتعبير عن أشخاص فى بضعة كلمات، لنجد أن لدينا إقتباس ما يُمثلنا فى حالة معينة.. وهكذا، لكن هذه العملية تحدث بشكل لاواعي، فلا نجلس لنقرأ متأهبين لتجميع الإقتباسات أو حتى حفظها.
الإقتباس الجيد لا نذهب إليه بل يأتي إلينا يا عزيزتي.
الهدف
للأسف أن الكتب، أو القراءة عموما أصبحت تُروج لنا أنها سلعة إستهلاكية، فى البداية يتم الترويج بهدف الشراء، ثم يتم الترويج بعدها للقراءة.. القراءة السريعة.. القراءة بهدف الإنتهاء ورفع معدل القراءات حتى لو بشكل وهمي، بدون إهتمام حقيقي إن القراءة تكون فعّالة، أو بأثرها من وعي وفهم.
الهدف الأساسي من القراءة يتمثل فى بناء وعيك وبنيانك المعرفي، الذي بدوره سيساهم فى حياتك كلها حتى مماتك
لذلك ليس بالضروري أن تحفظي كل كلمة تقرأينها، أو حتى أن تحفظي صفحة، نحن هُنا نقرأ خارج أسوار المدرسة، غير مطالبين بحفظ المزيد، يسعدني أن أقول لك أن المطلوب بكل بساطة أن تقرأي بفهم ووعي، أن تسمحي لعقلك بإستيعاب كل كلمة لتؤثر علي أفعالك بعد ذلك وتعيد تشكيل وعيك، ابحثي عما يجيب عن أسئلتك واقرأيه، ابحثي عما يفيدك فى حياتك وحياة أسرتك واقرأيه.. وقتها لن تحتاجي لحفظ المعلومات الموجودة بين طيات الكتاب، ولن تسعي لذلك، بل ستجدي أثر لذلك على حياتك الفعّلية ولن يقتصر الأمر على إقتباسات تحمل لك شعورا لحظيا.. وهنا سنكون قد تخلصنا من مشكلتك مع مضيعة الوقت وضربنا عصفورين بحجر واحد.
اعتقد أنّ هذا طبيعي يا إلهام لأنّ انطباعك بخصوص فصاحة اللغة هو انطباع محدود ربما منبعه قلة موارد القراءة في هذه المرحلة ، بمجرد أنّ تتوسع قراءاتك بشكل اكبر يتحوّل الأسلوب الذي تقرأيه لأي كاتب - بالمعنى الاحترافي أو العادي لمفهوم الكاتب - إلى مستوى ما بين العادي والمتوسّط ، وتكونين مهتمة بنقاش الأفكار اكثر بكثير من طريقة عرضها، وبشكل تلقائي.
في بدايات تكوين الوعي والثروة اللغوية والافكار ، يتكون نوع من الانبهار بخصوص الأمور "العادية". لاحقًا، ستكتشفين أن ما كان يعجبك من أسلوب، وأفكـار، وطريقة عرض ليست بهذه الجودة التي تفترضينها، إنّ لم تعتبرها بدائية وسيئة اصلاً في أوقات متأخرة.
ستستفيدين أكثر بلا شك إذا كانت كتابتك أكثر من قراءتك، وأسمحي لي أنّ أوضح لكم الأمر بشكل أبسط، وهو لماذا عندما تشاركين في الكتابة سوف تستفيدين أكثر من القراءة!
بمعنى أوضح عندما تشاركين الآخرين تجاربك، معرفتك، النزاهة الأخلاقية /المهنية /العلمية /الدينية /الأدبية... كل هذه الأمور سوف تدفعك من أجل البحث، والتأكد من المادة التي تُقدمها، وهذا في النهاية يؤدي إلى التعلم أكثر عن المادة التي تقوم بالكتابة عنها، وفي النهاية هذا يؤدي أيضًا إلى تعميم المعرفة بين السائلين /المناقشين /الكُتاب/ والقُراء /والمحبين على المنصة
بالنسبة لاسئلتك:
1 - الكتاب لو كنت احبه وأرغب في قراءته ... اقرأه كاملاً على تمهل .. في حالة كونه كتاب يناقش جزئيات تهمني ، اقفز مباشرة على الاجزاء المهمة .. الفقرات التي تعجبني ، اكتب رقم صفحتها على الورقة الأولى من الكتاب ..
2- القراءة بهدف الاستمتاع أولاً في رأيي ، قبل أن تكون بهدف الاجبار على الإفادة .. ومع ذلك ، بصراحة القرّاء المخضـرمون ، من نوعية الذين تجلسين معهم فيخبـروك ان هذه المعلومة ذكـرت في كتاب كذا ، في الفصل كذا .. اعتقد انهم يستخدمون وسائل تنظيمية ممتازة ، أجهلها كلها، ولا تُتعبي نفسك في الوصول إلى هذا الحد فلا فائدة منه برأيي .. انا اميل للتنظيم الورقي أكثر ..
3- أما بخصوص التذكُر.. فقط الوسيلة الوحيدة ان تضعي علامة على اهم ما قرأتيه اثناء تصفحك للكتاب ، أو ان تكتبي رقم الصفحة على الورقة الأولى ، أو حتى - اذا كان الكتاب الكتروني - يمكنك ان تضعيه في ملف Folder ، وبجانبه ملف وورد صغير تضعين به بعض الملاحظات ، او ارقام الصفحات المهمة .. سوف تساعدك في استرجاع اهم ما جاء في هذا الكتاب بشكل منظّم .. وستعودين الى أهم ما جاء فيه وصفحاته واقتباساته ..
والمفترض ان يكون هذا الملف جاهزاً اثناء القراءة أصلاً ، ولا تتركيه حتى تنتهي من قراءة الكتاب ، لانك لو أجّلت هذه الخطوة ستشعرين بالضياع والحيرة وعدم القدرة على تذكّـر أهم ما جاء فيه
أظن أن السؤال المهم ماذا تقرأ؟
ستجدين الإستفادة عاجلاً او آجلاً اذا قصدتي كتاب يناقش قضية انتِ مهتمة بها أو يدعو لقيمة تخصك، أنا لست مع الروايات و القصص التي لا معنى لها ولا هدف! لأنك ببساطة ستجدين انك قد أضعتي وقتك!
بعد إختيار كتاب مناسب، حددي الهدف ماذا تريدين أن تتعلمي او تعرفي من الكتاب، لا تقرأي بنهم ربما بضع تبويبات صغيرة لليوم تكفي، اربطي ما قرأته بواقعك مثلاً ناقشيه مع الأهل او الأصدقاء او ابحثي عن بعض المعلومات على الإنترنت أو قومي بتلخيص بعض النقاط للرجوع إليها لاحقاً
لا تقلقي إن لم تجدي في ذاكرتك مكاناً لحفظ الإقتباسات، ليس الغرض من الكتب حفظ الإقتباسات، المهم هو طريقة التفكير
كيف ساهم هذا الكتاب في تغيير طريقة تفكيرك؟
التعليقات