في نهاية الحكاية، لم تكن النهاية عادلة، بل كانت واقعية حد الألم.
أن تُخيّر بين نار العاطفة ونار التقاليد، بين امرأة أحببتها بصدق وعائلة تخشى أن تخذلها... فأخترت العائلة، لا لأنك لم تحب، بل لأنك كنت ابن مجتمع لا يرحم الخارجين عنه.
لكن الحب لا يُسامح، ولا ينسى.
تترك من أحبّك وترحل، تظن أنك ستكمل حياتك كأن شيئًا لم يكن،
لكنّ الندم لا يُطرق بابك... بل يكسر أبوابك كلها، ويدخل دون إذن.
بحثت عنها، حين صار الوقت متأخرًا جدًا.
بحثت عنها في الشوارع، في الصور القديمة، في الأغاني، في العطر العالق على أطراف ذاكرتك...
لكن لا أثر لها. فبعض الخسارات لا تمنح فرصة ثانية، وبعض النعم حين ترحل، لا تعود أبدًا.
كان كل شيء في هذه الحكاية يستحق الوقوف عنده:
الحوارات، التفاصيل، الصمت، الغضب، الوداع...
لكن أكثر ما هزّني هو ذلك الوجع الكامن في الكلمات:
"لقد جئتني حطامًا فرمّمتك، حجرًا فوق حجر، وحين اشتدّ بناؤك، حطّمتني... الوداع، يا أكثر من أحببت في هذه الدنيا، وأكثر من خذلني فيها."
كم منّا كان هذا الشخص؟
ذلك الذي رمّم، وآمن، واحتضن الحطام، ليجد نفسه لاحقًا مهدومًا، من نفس اليد التي أنقذها؟
كم منّا ندم، ليس على الحب، بل على الطيبة، على التضحية، على الأمل؟
خرجوا من حياتنا، لا ليتركونا فقط، بل ليتركوا خلفهم فوضى لا تُرمم... وقلوبًا لا تُشفى.
نحن لا نُدرك قيمة النعمة إلا حين تغيب.
ولا نُدرك فداحة الخسارة، إلا حين لا يكون بوسعنا حتى أن نعتذر.
التعليقات