في تلك الأيام البارده نشدت الذهاب للبحر فهو صديقي يشعر بحزني لم يفارقني قد .. تجده في كل مكان حولي في معصمي في تلك السلسه الصغيره حتي ميدالية مكتبي ..
كلما شعرت بالحزن و الثقل هربت إليه و بكيت لا يرى أحد الدموع و لا يشعرها إلا البحر
فبعد رحيله لم أجد سوى البحر لأحكي له عما حدث ، كانت تدور العديد من الأسئله بداخلي و لم يجبني بها قبل و لا أجد من يجيب عنها ..
هرعت للشط المعتاد لي و الموقع المعتاد لي بدأت الأستعداد لإلقاء ثقلي للبحر لأسمع ..
_هناء ماذا تفعلين هنا؟ _
_من ؟! من يناديني ؟_
لا أرى أحد حولي من ينادي إذا!! _هناء كفي عن ذلك _
لا هناك أحد يناديني حتما ً ليس شبح أحدهم ، لم أعره أنتباه و توجهت للبحر لأسمع في هياج الأمواج مره أخري
_هناء كُفِي عن البكاء_
لم أنتبه و لم أعر الصوت انتباه و أخذت في التفكير في كل ماحدث وقت رحيله و أسأل نفسي كل تلك الأسئله التي تسبح في البحر معي بدون إجابات
_هناء عودي للشط فوراً _
هذه المره إلتفت لأري وجهه و لكنه مُشوش كأنه خيال أو صدى عقلي الباطن لينظر بجديه لعيني كالمعتاد و بنبره تشوبها الحده _فوراً_ الجميع حولي يصرخ و يهرب من البحر
و أنا في مكاني هذا ليس حقيقي هناك شئ غير صحيح
إن كان هناك شئ كيف عرف ذاك الخيال ؟ و الجميع يهرع للخارج كان يجب علي الحراك و لكن قدماي أخذت تجرف بعيداً داخل البحر ، و كأنه يبتلعني ..
لأول مره أخشي البحر .. لا أجد أرضاً تحتي و إذ بيد تسبحني من قدمي و أخرى من يدي
لا أرى من هول الأمواج من هولاء لا أسمع إلا إسمي في الوجهتين
_هناء تمسكي بي _ على الأخري _لا تستمعي له لا تفلتي مني_
و أنا في الوسط بين الأمواج الهائجه و الأيدي الساحبه _أخبرتك بالخروج لا تفلتي يدي هناء لا تستلمي الآن _
كالمركب في وسط الأمواج تمسكت بذاك الصوت و أنا أبكي أنقذني أنقذني _لا تخافي لن أفلتك_
أخيراً تلك قدمي من كان يسحبهما لا أعلم هل أُغشيَ علي أم كنت مترنحه و لكن لم أشعر بجسدي
لم أسمع سوي أصوات من البُعد الآخر تقول _الحمد لله حمداً لله دماغ الذئاب تلك!! _
أعتقد أني أستيقظت بعد عدة أيام لأني وجدت نوته معلقه علي حائط غرفه بيضاء تحمل في جوفها تلفاز و العديد من أصوات الطنين حولي و أنبوبة بداخل فمي مهلاً !! ماذا؟!! أنا بالمستشفي ؟!!! جبت بعيني أنظر حولي ماذا يحدث أين أنا؟!! وجدتك علي الكرسي المجاور لي غلبك النوم ذراعيك ملقاه خلفك
أيقظتك لتهُب من الكرسي كالقط الخائف _من !!م! ماذا!!ماذا؟!! هناء هناء أنا آسف أنا آسف _
أعتقد أني سمعت انا آسف عشرات المرات منك في أقل من دقيقه ناديت المسعفين و طاقم الممرضين وجدت حولي العديد من الأشخاص المخيفه لم احبذهم قط ، هرعت بقولك _عذراً عذراً هي لا تحب الممرضين اعذركم ممرض واحد علي الأقل _
لم أصدق ذلك و لكن انسحبوا واحد تلو الآخر_ و الآن أريد إجابات أين أنا و ماذا يحدث ؟_
رد أحد الممرضين أنني كنت في غيبوبه لبضعة أشهر و أنني أُصبت بإختناق جاف كان وقع تلك الألفاظ علي غريب و غير محبب لم أرد سوى الرحيل .. معك .. أو لا لا أريدك ..
و لكن أنشدك .. و لكن لحظه من أنقذني سألت
وُجهت العديد من الإصبع إليك لمعت كالنجم نظرت بتمعن لك لأجدك شاحب اللون تتزين بهالات ضحكت ضحكه خفيفه و لكني مازلت غاضبه ثم عادت إبتسامتي الممزوجه بالحب فمنذ موت والديك و أنت تتسم بتلك الشخصيه المهتمه
أخذوا بعض العينات و فحصوا عيني و اجهزتي و تركوني معك ، كانت فرصتي للومك علي العديد و لم أجد فمي يقول سوى _شكراً لك شكراً لك علي كل شئ _
قبلت جبهتي بحنان و خضت في النوم مره أخرى هذه المره أحسست براحه كأن الثقل تحول لسحاب ..
_استيقظي يا حلوتي إنها الثامنه الآن _
وجدتك بجانبي في نفس السرير و لا اجهزه تطن و اختفت تلك الغرفه البيضاء و الممرضين حمداً لله
وجدت العديد من الصور التي تجمعنا في سعاده و نافذه مطله علي بحر امامها زرع اخضر إنه زرعة النعناع المفضله لي
حسناً بقي سؤال واحد _كيف عرف أني بالبحر و من شد قدمي ؟_
الإجابه في أول سطر في المساهمه
التعليقات