القدر

تزوجته لثروته وانتظرت موته

يوم ...يومين...شهر...شهرين...سنة...

مرت السنوات

وهي تفكر بالأموال التي سترثها بعد موته

تفكر متى ستشتري ملذاتها

وتمر الأيام وتأتي اللحظة المرتقبة

تستيقظ ذات يوم فتجده دونما حراك

البسمة تدغدغ بواطنها والكيد يحرك شياطينها

تنظر للجسد المستلقي وتدعي الا يستيقظ

وبعد مرور ساعة وتأكدها من موته

تتصل بالإسعاف لاستكمال الإجراءات

تأتي الإسعاف وتأخذ الرجل للمشفى

وعند الوصول للمشفى يدخلون الرجل غرفة العمليات

سيروم إنعاش كهرباء

يخرج الطبيب متعرق الجبين ويخلع الكمامة

تنظر المرأة في عينيه مترقبة أجمل خبر في حياتها

يأخذ الطبيب نفس عميق

ويبتسم ويقول لها حمدا لله مرت على خير

لكن يجب أن ينتبه لصحته أكثر

يحتاج لساعتين ليصحو

لطفا منك سيدتي سأكتب لك وصفة ببعض الأدوية من فضلك قومي بجلبها

تصدم المرأة دونما حراك تتسمر في مكانها

لا تعلم ماذا تتكلم أو ما الذي حصل

تأخذ الورقة من يد الطبيب وتمضي

تائهة حائرة حزينة

دموع الحسرة والحقد تحرق كبدها

تمضي تائهة لشراء الأدوية

تمشي وتترنح كمن شرب حتى سكر

من شدة الغيظ تمشي كالأعمى

وهي تقطع الطريق لتصل الصيدلية

ضوء كالقدر زمور طويل

وأصبحت أفكارها وكيدها وسوادها

تحت سواد إطارات الشاحنة

عاش الحق ومات الكيد

انه القدر فمهلا يا بني البشر