ملخص الفيلم:

ولدت ناي في الثامن والعشرين من يوليو العام 1913، في مقاطعة ترينتينو النمساوية، ولدت بعينين واسعتين يملؤهما اللون الأزرق ومبسم ناعم وبشرة بيضاء كالقطن، سميت بهذا الاسم لأن والدتها كانت تحب عالم الموسيقى وتدرس الآلات الموسيقية، كانت تشبه والدها بشدة الا ان شعرها كان اسوداً ناعماً كأمها، عاشت في بيئة مرموقة وبين والدين أحن ما يمكن، كانت هذه أجمل أيام معهما لأن السكينة لم تدم طويلاً... اتمت ناي العام واحتفل الجميع بها كانت أجمل وآخر فرحة عاشتها، ففي يوم ميلادها دقت الحرب العالمية الأبواب بدأ الدمار يزداد يوماً بعد يوم، بدأت الدولة بأخذ الشباب من بيوتهم قصراً للحرب لم يسلم والدها من الحكومة فأخذوه رغماُ عنه ليدافع عن الوطن ودعهما بحرقة وعاشت ناي مع والدتها في تشرد دائم، لم يسلم مكان ليحتموا فيه، في يوم كانت القذائف تطلق بشكل عشوائي وبجنون أصيبت والدة ناي إصابة بالغة لم يسع للمسعفين انقاذ والدتها او حتى نقلها للمشفى ماتت وهي تحتضنها أفلتها المسعفون بصعوبة من حضنها، كبقية الأطفال في ذلك الوقت كان الخيار الوحيد لمن يفقد اهله اما ان يترك في الشوارع او يوضع عن أحد يهتم به، لجمالها ونعومتها أخذتها ممرضة من اللاتي كن يعملن هناك أحبتها فاحتضنتها كابنتها مدة العام والنصف وماتت بإصابتها بالإنفلونزا الشديدة حيث لم يكن وقتها أي ادوية او علاجات من شدة الفقر وظهرت الصيدليات فارغة تماماً، وتركت ناي للمرة الثالثة في حياتها، حتى وضعت في ميتم، كبرت ناي هناك كانت طفلة كباقي الأطفال تتحرك تتحدث كثيراً لكنها كانت تزيد عنهم بالذكاء وحبها للاستطلاع والاستكشاف، تعلمت القراءة والكتابة في الميتم، كانت دوماً تأخذ الكتب من المكتبة وتقرأ في كل وقت تقرأ في كل المجالات حتى اكتشفت معنى اسمها يوماً، وبدأت تقرأ عن الموسيقى وعن عالم الآلات الموسيقية، كانت الفتيات تنزعج منها كثيراً لحديثها الكثير وحب الاستكشاف فكانت ما تعاقب دائماً بالتنظيف والترتيب وأخذ الكتب من بين يديها، وصلت سن الرابع عشر في هذا السن لم يكن جميع الأطفال يكملون تعليمهم الا اذا كان هناك وصي عليهم او من يتبناهم، وناي لم يكن هناك من يتبناها لأنها كانت مختلفة عن باقي الأطفال في افكارها وحركاتها، في يوم من الأيام وهي تقوم بتنظيف الارضيات من بعد احتفال الزوار وكفلاء الميتم، نادت عليها السيدة بريجيت مديرة الميتم وقالت لها أنه حان الوقت لإكمال تعليمها تفاجئت ناي من كلامها حيث انها لم تكن تصدق وقالت لها كيف لهذا ان يحدث ولا يوجد احد يكفلني او يتبناني فأجبتها السيدة بريجيت انه قد رآها رجل قدير وهي تعمل وسأل عنها وكفلها لكن أراد أن يتحفظ على اسمه، طارت ناي من الفرحة لأنها ستدرس الان ما تحب وتقرأ وقتما تشاء وتخرج من الجحيم الذي تعيشه في الميتم، سافرت الى لندن للدراسة كما أوصى كافلها ومرت الأيام والسنين وكانت تصلها رسائل دوماً بمكتوب ذهبي اللون عليه زهرة التوليب الصفراء للسؤال عنها والاطمئنان وإعطاء الكفالة لها، كانت تحاول اكتشاف من وراء هذه الرسائل والكفالة لكن في كل مرة كان يتغير عنوان الرسائل التي تصلها ويطلب منها فقط وضع رسالتها في مركز شرطة لندن، حتى لا يتم معرفة من صاحب العنوان حاولت ان ترافب من يأخذ رسائلها لكن عبثاً في كل مرة يتغير الشخص، مرت السنين وأصبحت ناي من الآنسات اللواتي أبدعن في عالم الموسيقى والدراسة والكتابة ففي يوم تخرجها بعدما نادوا على اسمها ظهر من العدم رجل واضح عليه ملامح السعادة والبهجة ويصفق لناي تقدم الى المنصة وسط ذهول الجميع واندهاشهم واندهاش ناي منه وقف بجورها ودموع الفرحة تملأ عينيه أعطاها مكتوب بيديها فلاحظت انه نفس المكتوب الذي كانت تصل به الرسائل لها دوماً، بدأت تقول لا مستحيل!! كيف لهذا ان يحدث؟! من أنت تحدثت بطريقة مليئة بالدهشة وصوت رقيق مرتجف، قال لها نعم أنا وصيك وهذه الرسالة آخر رسالة كتبتها بها سر اختفائي طيلة هذه السنين، خفت أن أموت قبل هذه اللحظة فأعددتها، تفاجئت أكثر عندما أخرج من جيبه قلادة ذهبية قديمة بها صورة والدها وهو يحتضنها ووالدتها، قال لها انا صديق والدك من الحرب طلب من ان اهتم بك ان عدت حياً من الحرب بحثت عنك لعشر سنوات حتى وجدتك اخفيت نفسي عنك مجبراً، بكت ناي وبكى جميع من كان بالقاعة وصفقوا لهم وخرجت ناي وصديق والدها وهي تملأها الفرحة وتحتضن قلادتها وتبكي وتقول مهما بعدتما عني فقد اتيتما اليوم للاحتفال بي أحبك والدي احبك والدتي وعاشت بقية حياتها سعيدة وانتشرت كتابتها وكتبها الموسيقية الى ارجاء العالم حتى توفيت بعمر 30 في الحرب العالمية الثانية