إذا لم يكن المال معيارا لقياس السعادة، فما هي المعايير المناسبة لذلك يا ترى؟، من كتاب اعمل 04 ساعات فقط في الأسبوع.


التعليقات

في مجتمعاتنا، يعمل الناس حتى يحصلوا على الأساسيات للعيش، لا يعملون من أجل تجميع 100 ألف دولار، وكذلك أنا، وكذلك الملايين من الناس، قلة هم من يعملون لزيادة ثروتهم التي تتخطى الملايين.

وللأسف فإن الإستمتاع بالحياة يتطلّب المال شئت أم أبيت، كلاهما مرتبطين، إن لم تحصل على المال ووفّرت الوقت لحياتك الشخصية، سيصبح الأمر صعبا في النهاية لأنه ليس لديك مال كاف.

لذا فمن وجهة نظري، أعتقد أنه لا غنى عن المال، وبالتالي لا غني عن العمل من أجل تحصيل المال الكافي للعيش في مستوى جيّد.

بالطبع، وهو ليس اختيار، إن كان لديك مسؤوليات مثل أسرة أو أهل فإنك ستضطر إلى ذلك.

بالطبع المال احد معايير السعادة

وبالنسبة لي أهم معيار للسعادة هو الرضا

فلو كان أحمد راضياً بعدد الساعات التي يعملها مقابل ما يحصل عليه من مال فهو سعيد ..

ربما سارة غير راضية

ول كانت راضية بما تحصل عليه من مال مقابل عدد ساعات عملها فهي هنا فقط سعيدة أكثر من أحمد

لأن أساسيات الحياة أمر نسبي فهذا الأمر لا يمكن الإتفاق عليه فربما يكون وجود الكثير من المكسرات وأنواع فاخرة من البخور الشرقي ضرورة بالنسبة لك

ويكون وجود حليب وجبن وزبد ضروري بالنسبة لي

وآخرون مجرد وجود الخبز بالبيت هو فقط الأمر الضروري بالنسبة له

أن أعمل ساعة في اليوم مقابل 100 دولار يحقق لي الرضا والسعادة

وآخر لو عمل ساعة مقابل 10 دولار هذا قمة الرضا والسعادة له

أرجو أن يصلك مقصدي

أيضاً المال يشتري الدواء لكنه لا يشتري الصحة، المال يشتري السرير لكنه لا يشتري النوم، المال يشتري الكتب لكنه لا يشتري الثقافة و هكذا..

و لكن كذلك عدم وجود المال او نقصه لقضاء احتياجات الحياة الأساسية و ابسط انواع الرفاهية فسوف يؤدي إلى تعاسة مؤكدة مما يعني ان وجود المال سيمنعها و يجعلها فقط محتملة اذا أثر عليها عدة عوامل سلبية أخرى.

بالإضافة إلى أن الفراغ يقتل الحياة فعلينا استخدام الوقت لكسب المال و استغلاله بشكل صحيح.

أغلب الأمراض سببها الفقر لذا لا أعلم كيف يروج الفقر على أنه يضمن الصحة و هو يدمرها

المال مرتبط إيجابا بالصحة كثيرا.

لم أسمع من قبل ترويجاً يدعم فكرة أن الفقر يضمن الصحة فالفقر يحرمنا التغذية السليمة ويكون عائقاً أحياناً لممارسة الرياضة بشكل مستمر ويعوق سرعة الكشف والتداوي حال المرض على أمل أن يتعافى المريض بلا مصاريف .

و الثراء أيضاً لا يضمن الصحة ولكنه يُسهل الحفاظ عليها وإكتسابها .

وبناءا على الفرضية الشائعة التي ترى بأنّ المال هو السبب الرئيسي لتحقيق السعادة يقضي الناس معظم وقتهم في العمل، وفي المقابل يتم اهمال الحياة الخاصة.

إفتراض خاطيء. المدمنون على العمل حتى ولو وضعتيهم في غابة فإنهم سيحملون فأسا و يبدأون بتقطيع الأشجار.

ليس المال دافعهم الأساسي بل الشعور بمزاج سيء (ربما الشعور بالذنب، لا أعلم) عندما لا يعملون.

القول أن المال عنصر ضروري لتحقيق الرفاه الذاتي (لم أسمع بوجود مدينة في كوكب الأرض الخدمات فيها مجانية، سوى بعض مجتمعات الهيبيين الذي قد يتركوا لك دور زراعة الحشيش ربما و يعطونك طعاما مجانيا) لا يعني أنه العنصر الوحيد، فالصحة الجسدية أيضا شديدة الأهمية، و العلاقات الإجتماعية و المهنة و غيرها...

صحيح، أتفق معك، لكن لو نظرنا فإنّ الصحة الجسدية تأتي من الأكل الجيد والعلاج والإهتمام الشخصي، ونحن نحتاج للمال للقيام بهذا. و بقية العوامل المتحكمة في السعادة يتدخل فيها المال بطرق غير مباشرة هي أيضا، أعتقد أنّ هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل أغلب الناس يعتقدون أنّ المال هو الأهم في معادلة السعادة.

نعم المال في هذا العصر أصبح مرتبطا إيجابا بالصحة و ليس عكسيا. منظمة الصحة العالمية قالت أن أغلب الأمراض سببها الفقر(سأبحث عن المصدر)، بل قامت بتصنيف العديد منها ب"أمراض الفقر".

كما أن المال يسمح بالحصول على رعاية صحية أفضل و القدرة على إجراء عملية جراحية أو علاج مكلف في الدول المتقدمة.

كما أن الفقر مرتبط سلبا بالصحة بطرق غير مباشرة كعدم توفر أماكن لممارسة الرياضة، أو أن الحرمان يسبب القلق و الإكتئاب و بدوره يضر بالصحة و بطرق أخرى عديدة غيرها.

المقارنة بين المال و الصحة في هذا العصر تعد من أعراض الخبل.

فهل تعتقد مثلا أن هناك شخص ما يمكن أن يوافق على العمل وفق عقد معين لصالح شركة ما بدون مقابل مادي؟

أعرف أشخاصا يقضون بقية اليوم يساعدون الآخرين في حل مشاكلهم بدون أي مقابل. (فقط رغبة في العمل اللإضافي)، لذا نعم، خاصة إذا كانت المؤسسة ذات ميزانية صغيرة.

إضافة: المنافسة أيضا دافع آخر لقضاء وقت طويل في العمل.

من يقولون أن المال أهم شيء هم في العادة مندفعون (ضعف التحكم في السلوك) و غير منتجين عكس الإفتراض أعلاه.

ما هي معاييركم لقياس الرضا أو الرفاه الذاتي؟ 

يقول الشاعر:

المال عزٌ ومن قلت دراهمه... حي كمن مات إلا أنه صنم

مقياس الرضا هو أن يكون معي مال يسد حاجاتي الأساسية والكمالية من وجهة نظري، وألا أحتاج في أي يوم أن أمد يدي لأحد طالبة دين مؤجل!

المال كما يقول الشاعر عز، وقلة المال تعني أنك لا تعيش.

لذا فمقياس الرضا يختلف من شخص لاخر حسب احتياجاته هو، فالمال الذي يرضيني قد لا يرضي غيري.. وهكذا.

وهل توافقون طرح تيموثي فيريس بتخفيض ساعات العمل إلى هذا الحد، أو أنّ هذا الأسلوب قد لا يكون مناسبا للجميع، وخصوصا للأشخاص الذين لا يزالون في بداية مسيرتهم المهنية؟

حينما فال تيوثي رأيه، لم يقل لنا كم هو نسبة الراتب الفعلي لكل شخص، هو فقط افترض أن كلا منهما يعمل عدد ساعات أكثر وبذلك يكون الراتب.

أما لو جئنا لواقعنا، فلان يعمل ثماني ساعات باليوم وراتبه أكثر بكثير من شخص آخر يعمل طول اليوم، ليس السبب عدد الساعات أو كثرتها، ولكن لأن الأول يعمل في وظيفة مرموقة ولها راتب مريح، وحوافز، والثاني يعمل في الأعمال الثقيلة كالبناء أو التبليط، وهذه الأعمال يأخذون أجر زهيد بخس، ويعملون عدد ساعات طويل.

إذا النتيجة ليست كما قال أن عدد الساعات السبب!

بل طبيعة العمل والراتب.

لنتفق ان المال يحقق السعادة لنا و لا يمكن ان ننكر هذا، لكن طرق تحقيقه تختلف من شخص الى اخر، وقد لا يكون الشعور بالرضا مرتبط بقيمة المال التي يتم جلبه.

مثلا اعرف الكثير من الأشخاص مشغولين طوال النهار، وعمر مثلا يشتغل نصف المدة ولكنه يجلب أضعاف الأموال التي يحققونها هم، ولو بحثنا في الأمر مثلا لوجدناه مرتبط بمهارات التي يتمتع بها، ذكاءه، حبه لما يقوم به، الإنجاز الذي يعمل عليه، وإيمانه وثقته بأفكاره، تخطيطه لما سيقوم به...كلها عوامل تساعد في تحقيق المال بجهد أقل ولكن بذكاء أكثر.

لكن الرضا موجود سواء لاشخاص يعملون بجهد أكبر او بأقل، أما بالنسبة لأشخاص الذين في بداية مسيرتهم المهنية فلا انصحهم بتقليل ساعات العمل و إنما العمل على ترتيب الأولويات وتدريجيا سيلاحظون ان الساعات تقل تلقائيا بتركيزهم على أداء العمل وليس بالمدة المنجزة.

ما هي معاييركم لقياس الرضا أو الرفاه الذاتي؟ 

المعيار الأهم في وجهة نظري هو الشعور بالهدف وفهم معنى الحياة الحقيقي، حيث أنك إن نجحت في ذلك ستتخطى أي معضلة بنجاح.

وهل توافقون طرح تيموثي فيريس بتخفيض ساعات العمل إلى هذا الحد، أو أنّ هذا الأسلوب قد لا يكون مناسبا للجميع، وخصوصا للأشخاص الذين لا يزالون في بداية مسيرتهم المهنية؟

لا أتفق، لأنه فعلا لن يناسب الجميع، ولهذا أخبرتك فهم الهدف من الحياة سيجعل الأمر بسيط، بمعنى أنه لن تقتل نفسك من أجل الحصول على المال، وبنفس الوقت لن تستسلم للجلوس بلا عمل، وتحاول وجود الراحة والرضا حتى لو خلال وقت فراغك وبين أولادك.


كتب وروايات

مُجتمع متخصص لمناقشة وتبادل الكتب (غير المتعلقة بالبرمجة والتقنية بشكل مباشر) والروايات العربية وغير العربية والمواضيع والأخبار المتعلقة بها.

77.8 ألف متابع