في الساعة الثالثة مساءا أنهت صافية وصديقتيها دورتهن التكوينية و غادرن. الوجهة الآن صوب المنزل سرن يتحدثن وهن متذمرات من اليوم المتعب، وكذا من الجوع الذي قطع أمعاءهن. قالت صافية:أنا أشعر أنني سأسقط أرضا من شدة الجوع، فأجابت سامية: وجبة الغداء في المنزل اليوم السمك لا شك في أنه مقرف،ككل مرة كما أن رائحته نثنة....آه شممتها من هنا. دعونا نذهب ونأخد سندويش في أحد المطاعم هكذا أجابت راضية، صافية:كيف ذلك وثروتي لا تتعدى تسعة دراهم لن أجده بهذا الثمن ولو درت الأرض كله. فجأة سمعن صوتا ينادي بإسم صافية أدرن وجههن فإذا بعينيها تلمحان ماض بئيس، شخص كانت قد دفنته في مقبرتها منذ سنوات. عادت مشاعرها المزعجة تسارعت دقات قلبها، شعرت بدم جسمها بلغ ذروة الغليان، تقدمت خطوة ثم استيقظت من الحلم.... ألقت السلام ثم أدارت وجهها،فتمنت لو أنها لم تخرج اليوم. كن قد إقتربن من المنزل لم تسمع ما دار بين صديقتيها من اتفاقات، لكن اعتذرت عن مشاركتهما في الوجبة فهي ستدخل، أقفلت الباب، تمنت أن لا تعود تلك اللحظة.
أيت بوزيد سعاد