بسم الله الرحمن الرحيم

هذا المقال وما سبقه وما يليه هو وجهة نظر مرتبطة ببعض المصادر, لكنها تحتمل الخطأ, وأرحب بالنقد البناء الذي يفيد القارئ في كل اﻷحوال .

في الجزء اﻷول ذكرنا مشكلة الخصوصية وبالتحديد مع استخدام خدمات جوجل

راجع المقال للأهمية :

اﻵن سنتحدث عن طرق الحفاظ على الخصوصية , لكن قبل البدء دعونا نتفق على بعض اﻷشياء :

من البديهيات أن البرمجيات عموما تنقسم إلى نوعين : برمجيات مغلقة وبرمجيات مفتوحة المصدر .. لمن لا يعرف الفرق أنصحه بالبحث حول فكرة المصادر المفتوحة (1) .

لماذا يفضل عدم استخدام البرمجيات المغلقة ؟

هناك أسباب عديدة أهمها في هذا الشأن هو أنك لا تملك حق منع الشركة من جمع البيانات عنك !

اﻷمر يتعدى ذلك أيضا فقد تقوم الشركة بوضع باب خلفي يسمح للحكومة اﻷمريكية ووكالات الاستخبارات أن تصل لمعلوماتك التي يفترض أنها آمنة .

اقرأ هذه الأخبار :

آبل تحتفظ بسجل المكالمات سرًا

ياهو قدمت بيانات مستخدميها إلى المخابرات اﻷمريكية

إذا أردت معرفة اﻷمر برُمته فأنصحك بشدة أن تشاهد الوثائقي الشهير Citizenfour الذي قام فيه إدوارد سنودن (2) بتوضيح كيف تتجسس الحكومة اﻷمريكية على شعوب العالم بواسطة التكنولوجيا .

ما الذي يجعل استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر أفضل ؟

 اﻷمر يتعدى فكرة الحماية ويذهب بعيدا لفكرة حقك في حرية اﻹطلاع على كود البرنامج , لكن ما يهمنا اﻵن في البرمجيات مفتوحة المصدر أن مطور البرنامج لا يستطيع وضع ثغرات متعمدة لتسفيد منها الحكومة وأجهزتها الاستخباراتية ﻷنه من السهولة كشفها وترقيعها بواسطة أي أحد .. هذا لا ينكر أنه توجد ثغرات تظهر بين الحين واﻵخر في البرمجيات المفتوحة وعلى رأسها نواة لينكس , لكن اﻷمر لا يبعث القلق ﻷن تلك الثغرات يتم ترقيعها بأسرع وقت ممكن .

بشكل عام من الصعب استغلال ثغرات اﻷنظمة المفتوحة ﻷن الكود يتم فحصه بواسطة آلاف اﻷعين يوميا وبمجرد اكتشاف أحدهم لوجود خطأ يقوم فورا باﻹبلاغ عنها .

ليس من المنطقي أن نهرب من جوجل ونحن نستخدم برمجيات مغلقة تدار بواسطة شركات كبرى تتيح إمكانية التجسس عليك بواسطة الحكومات .

اﻷمر أخطر من الحكومات , فقد يتم اختراق تلك الشركات وتسريب بياناتك وبيعها لمنظمات إجرامية كما حدث مع ياهو

كل الطرق تؤدي للمصادر المفتوحة :)

 في البداية تكاد لا تكون هناك خدمة مغلقة إلا ولديها بديل مفتوح المصدر (توجد استثناءات ضئيلة)

سنقوم بعرض بدائل لأشهر الخدمات المغلقة :

في هذا الجزء والجزء التالي سيقتصر حديثنا عن بعض البدائل المتاحة للحاسوب , وبالنسبة للهواتف النقالة سنقوم بتخصيص مقال آخر لها .

أولا : أنظمة التشغيل :

أقترح التوزيعات المبنية على لينكس مثل أوبونتو وفيدورا … إلخ

هناك الكثير من المصادر لتعليمك ماهية اللينكس وتوزيعاته وشرح التنصيب والاستخدام , سأطرح عليك بعضا منها

مجتمع لينكس العربي وكذلك موقع كتب عربية حرة

ثانيا متصفح اﻹنترنت :

أقترح فايرفوكس

ثالثا محرك البحث :

أقترح المحرك الرائع DuckDuckGo

رابعا البريد الاكتروني :

أقترح خدمة Protonmail التي تقدم تشفيرا عال المستوى End to End

خامسا : خرائط جوجل :

أقترح Open Street Map

خدمة Google DNS

البديل اﻷشهر هو Open DNS

موقع يوتيوب Youtube

له بدائل متواضعة مثل Vimeo [سنشرح طرق استخدام يوتيوب بدون التضحية بالخصوصية في المقال القادم]

  • توجد خدمات عديدة أخرى لكن لا تحضرني اﻵن .. يمكنك اقتراح أحد البدائل وسوف أضيفه للقائمة

  • إذا انتقلت إلى خدمة بديلة وواجهتك مشكلة فاذهب إلى الموقع المقدم للخدمة وابحث عن صفحة الدعم أو اﻷسئلة الشائعة أو المنتدى ... بكل اﻷحوال ستحل المشكلة بإذن الله .

  • كذلك تستطيع دائما معرفة البدائل عن طريق البحث في أحد المواقع المتخصصة مثل هذين :

 

https://www.osalt.com http://badil.io

في هذا المقال تطرقنا لفكرة الاستغناء عن تلك الشركات التي لا تحترم خصوصيتنا … لكن ماذا لو لم تعجبك البدائل ؟ ماذا لو انتقلت ﻷحد البدائل وشعرت أنه يقدم تجربة سيئة ؟ في الجزء القادم إن شاء الله سنتطرق لشرح كيفية استخدام هذه الخدمات لكن مع تقليل حجم البيانات التي تجمعها عنا للحد اﻷدنى .


هامش

(1) يوجد فارق بين البرمجيات الحرة والمصادر المفتوحة ولا يسع المقال لشرح أي منهما لذلك اختصرت لك الطريق فكل برنامج حر هو مفتوح المصدر فالمعنى أشمل ويختصر الكثير , لكن في حال أنك أردت الاستفاضة يمكنك الاستعانة بالويكيبديا وكذلك توجد بعض الكتب ضمن موقع كتب عربية حرة تشرح تلك الفكرة في مقدمتها .

(2) إدوارد سنودن هو أحد الموظفين الكبار السابقين في وكالة اﻷمن القومي اﻷمريكية NSA وقد هرب من الولايات المتحدة عام 2013 بعد أن كشف تعمد الوكالة وباقي أجهزة الاستخبارات في التنصت والتجسس على الناس بلا استثناءات سواء كانوا أمريكيين أو من أي دولة .


المراجع :

http://alyassen.com/blog.pl...
https://forabi.net/post/clo...
http://alyassen.com/blog.pl...

:)


شكر خاص للأخ الفاضل @يونس بن عمارة على مقاله "الوفرة تصعب الوصول" تستطيعون قراءة المقال من هنا