دراسة تكشف أن 800,000 طفل تحت خمس سنوات يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي

أعتقد أن الأطفال في هذا العمر لا يديرون هذه الحسابات بأنفسهم أصلًا، فأعرف أقاربًا أنشأوا صفحات لأبنائهم فقط كنوع من الاستعراض أو توثيق اللحظات اللطيفة، أكثر مما هو رغبة حقيقية في أن يكون للطفل وجود رقمي مبكر. المشكلة أن هذا السلوك البريء ظاهريًا يفتح الباب لاعتبار وجود الطفل على السوشيال ميديا أمرًا طبيعيًا، وكأنه امتداد تلقائي للحياة اليومية.

لكن بصراحة لو كان فعلاً هناك أطفال بين الثالثة والخامسة يتفاعلون بأنفسهم على هذه المنصات فهذه كارثة تربوية قبل أن تكون رقمًا صادمًا. طفل لا يعرف القراءة ولا يفهم العالم بعد لا ينبغي أن تُصاغ هويته من خلال شاشة، ولا أن تقتصر طفولته على إعجابات ومتابعات. التقنية قد تكون جزءًا من العصر نعم، لكن ترك طفولة بهذا الصغر تتشكل رقمياً هو شيء يستحق القلق وبشدة.

المقلق في الرقم ليس ضخامته فقط، بل أن الطفل صار يدخل العالم الرقمي قبل أن يكتمل وعيه. الهاتف تحوّل في بيوت كثيرة من أداة مساعدة إلى مربية بديلة، فقلّ اللعب الحقيقي وتراجع الخيال والصبر. المشكلة ليست في التكنولوجيا بقدر ما هي في طريقة إدارتنا لها، لأن شكل الطفولة نفسه يتغير بصمت أمام الشاشات....

رقم 800 ألف طفل بين 3 و 5 سنوات على السوشيال ميديا ليس مجرد إحصائية. إنه صدمة حقيقية.

نتحدث عن أطفال لا يتقنون القراءة بعد، لكنهم يملكون "وجوداً رقمياً كاملاً". هذا جنون. هذه المنصات لم تُصنع لهم. لا المحتوى ولا الأمان يناسب هذا العمر الحرج.

البعض يرى هذا تطبيعاً، ويقول: "هذا عصر الأجهزة الذكية". الهاتف صار جزءاً من حياة الأسرة. لكن التطبيع مع الخطر لا يجعله صواباً. هذا يغير شكل الطفولة من أساسه.

أول ذكريات الطفل أصبحت مرتبطة بشاشة وتفاعل رقمي. هذا يقلب أولويات النمو الطبيعي رأساً على عقب.

أين اللعب الحقيقي؟ أين التفاعل البشري المباشر؟

نحن نربي جيلاً يعيش في عالم افتراضي قبل أن يكتشف العالم الحقيقي. هذا هو الخطر الأعمق.

لنركز على مسؤولية الأهل والمجتمع. يبدو أننا نضحي بالنمو الطبيعي لأطفالنا مقابل الراحة اللحظية التي توفرها الشاشة.