أعلنت شركة OpenAI أنها ستتيح للمستخدمين تخصيص شخصية ChatGPT، ليكون أكثر توافقًا مع أسلوب كل مستخدم، سواء أراده رسميًا، مرِحًا، ناقدًا، أو حتى مجاملًا. هذا التحديث جاء بعد ملاحظات كثيرة من المستخدمين تفيد بأن الأداة أصبحت تميل للموافقة على كل ما يُقال، دون نقاش أو تصحيح.

الفكرة تبدو جذابة جدا. فكل شخص يستخدم الذكاء الاصطناعي لغرض مختلف، فاحتياجات طالب ليقوم النموذج بمصارحته بأخطائه تختلف عمن يبحث عن دعم نفسي وتختلف أيضا عن من يريده مساعدًا سريعًا دون جدال. إتاحة تخصيص الشخصية قد تعني تجربة أكثر إنسانية وسلاسة وتتوافق مع احتياجات المستخدمين بشكل أفضل.

لكن من جهة أخرى الحياد ليس مجرد رفاهية. هو صمام الأمان الذي يمنع الذكاء الاصطناعي من أن يتحول إلى أداة للتأكيد على الأفكار الخاطئة أو تأجيج الانحيازات. شخصية ودودة جدًا قد تجامل في الخطأ، وشخصية صارمة جدًا قد تثبط الطموح. والخطر الحقيقي أن المستخدم قد يختار شخصيات تؤكد فقط وجهة نظره، فيعيش في فقاعة رقمية شبيهة بفقاعات التواصل الاجتماعي التي ساهمت في الانقسام المجتمعي.

فهل الأفضل أن نمنح المستخدم حرية تشكيل شخصية الذكاء الاصطناعي كما يشاء؟ أم أن الحفاظ على الحياد يظل هو الخيار الأصح؟