الوظائف المتعلقة بالصوت مهددة بالانقراض في عصر الذكاء الاصطناعي

في حادثة مثيرة أثارت ضجة في أستراليا، أعلنت إحدى قنوات الراديو أنها كانت تستخدم ذكاء اصطناعي كمقدم لأحد برامجها لعدة شهور، دون أن يلاحظ أي شخص ذلك. كانت هذه التجربة بمثابة اختبار لقياس الفارق بين أصوات المقدمين البشر والمقدمين الذين يتم إنتاج أصواتهم عبر الذكاء الاصطناعي. وبالرغم من أن كثيرين قد اعتقدوا أن الاختلاف بين الصوت البشري والصوت المنتج تقنيًا سيكون واضحًا، إلا أن المفاجأة كانت أن الجمهور لم يلاحظ أي تباين يذكر. هذه الحادثة تطرح تساؤلات هامة حول مستقبل العديد من الوظائف التي تعتمد بشكل أساسي على الصوت.

في عالم متسارع في تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من السهل أن نتصور كيف يمكن أن يؤدي هذا التطور إلى تهديد الوظائف التي تعتمد على المهارات الصوتية، مثل مقدمي الراديو، العاملين في مجال الـ Voiceover، وحتى المترجمين الذين يقومون بأعمال الدبلجة وتسجيل الكتب المسموعة. إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع محاكاة الأصوات البشرية بدقة شديدة لدرجة أن الجمهور لا يستطيع التمييز بين الصوت البشري والصوت الاصطناعي، فما الحاجة للبشر في تلك الوظائف؟

من المؤكد أن الذكاء الاصطناعي يقدم حلولًا مبتكرة في العديد من المجالات، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعتمدون على أصواتهم كمصدر دخل رئيسي، قد تكون هذه التقنية تهديدًا مباشرًا. التكلفة الأقل والقدرة على التوسع غير المحدود تجعل من الصعب تجاهل التأثير الكبير الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي على هذه الصناعات. فالتقنية قد تمكن الشركات من استبدال البشر بصوت صناعي يمكن برمجته ليكون في خدمة الجمهور على مدار الساعة، دون الحاجة إلى استراحة أو عطلات، وهو أمر يصعب على المقدمين البشر تقديمه.

فما هي الآثار التي ستترتب على تطور قدرة الذكاء الاصطناعي على تأدية الوظائف المتعلقة بالصوت؟ وهل سيكون هناك مكان للبشر في هذا المجال مستقبلا؟