نحن هنا في فترة لا مثيل لها من التاريخ سيارات ذاتية القيادة وكمبيوترات أطباء و عرفنا تسلسل الجينوم البشري أنفجار؟ أنفجارات؟ بل سلسلة من الانفجارات اللامتناهية من سيول البيانات اللغات البشرية لم تعد عائقاً الكسل البشري في أوجه لم الكل يكتب بدقة الكل يجد إجابة لسؤله حتى بعض الفنانين يجدون فناً حتى قد يضاهي فنهم نحن هنا سابقاً كنا نقرأ الجرائد فهل نفعل اليوم؟ ماهي المشكلة هنا؟ لا مشكلة هنا علينا أن نعي أنه في الأساس لم نعد هنا منذ بدايتك للقراءة هذا المقال الى هذه الكلمة هناك ألوف من البيانات تنتج بيانات واختراعات وأجزاء من العلوم تتكشف كيف تتوقع المستقبل القريب حين ما تصبح حتى هذه الشبكة التي نظن اننا متطورين تقنياً وأنه "وصلنا" او قاربنا على تخوم "الكمال" شيئاً من الماضي لم يعد بوسعي التفكير الى أين قد تنتهي التقنية أليس من الأفضل التريث للدول الكبرى لعدم المساهمة في التطور اكثر واكثر؟
نحن هنا
جيلنا شهد تغير كبير في التكنولوجيا التي ولدوا وهي موجودة، فالهواتف الذكية بدات في بدايات التسعينات لكن لم تنتشر سوى بعد ذلك فعشنا فترة الهواتف الأرضية وفقط ثم المحمولة ثم الذكية، وبدأنا نتعامل مع الكمبيوتر منذ ويندور ٩٨ حتى الآن، والآن نحن في عصر الذكاء الاصطناعي ولا نعلم إلى أين سيذهب بنا، خصوصا أن التطور أصبح متسارع بشكل كبير جدًا.
من المستحيل أن يتوقف هذا التطور خصوصا و أنه في كل تقنية يرون فقط مميزاتها ولا يحسبون حساب المساوئ الناجمة عنها، و بالتالي سيبقى الأمر على نفس الوتيرة إلى أن تحدث الكارثة بسبب أحد التقنيات، عندها ستبدأ دراسة توقف التطور، أما الآن لا أثر لذلك.
ولماذا نتوقف عن التطور واكتشاف المزيد؟ ربما الأفضل أن نفكر فقط في وضع قواعد أو أنظمة لكي تحمينا من التأثير الضار لأي اكتشافات أو تكنولوجيا جديدة دون حاجة لرفض التكنولوجيا أو الاكتشاف نفسه، فضلا عن أننا لم نصل لذروة الاكتشافات بعد ولا أعتقد أننا سنصل فكل اكتشاف هو خطوة لبداية اكتشاف جديد، فمثلا إنجاز كمعرفة تسلسل الجينوم البشري، مجرد المعرفة للتسلسل ليس الهدف نفسه ولكن الهدف هو ما الذي سنستفيده بمعرفته، فالآن وقد وصلنا لخريطة الجينوم مازال أمامنا طريق طويل لاستغلال هذه المعرفة في فهم طبيعة الأمراض وعلاجها واكتشاف الاختلافات الجينية بين البشر وهو ما سيساعد على تطوير الأدوية والعلاجات لتناسب طبيعة كل حالة. التوقف عن الاكتشاف الآن يلغي أهمية كل الاكتشافات السابقة.
بالفعل قبل ظهور التكنولوجيا كان البشر يتمتعون بأخلاقيات لم تعد موجودة في عصر التطور، فقد كانوا يتعاونون ويتعايشون معاً في حب ومودة واحترام، أما في عصرنا الحالي وبعد ظهور الهواتف الذكية والأجهزة الحديثة أصبح عالمنا أبعد كل البعد عن الإنسانية والحياة الطبيعية، إذ يجلس كل فرد منشغلاً بهاتفه أو جهازه الذكي وحيداً في عالم آخر مما أدى إلى المشاكل النفسية الناتجة عن العزلة الاجتماعية، بل وتدهورت صحة الإنسان أكثر نتيجة تأثير الهواتف على خلايا الجسم، والكم الهائل من التلوث البيئي الناتج عن السيارات والاختراعات الجديدة.
ولكن بالرغم من كل هذه المساوئ إلا أننا لم نعد نتمكن من العيش بدون مظاهر التطور التكنولوجي بسبب فوائدها العديدة، وأرى أن الحل الأمثل هو حسن استخدام التكنولوجيا والموازنة بينها وبين الحياة الشخصية والاجتماعية.
التعليقات