في الوقت الحالي لا يزال الذكاء الاصطناعي الفائق احتمالًا نظريًا وليس واقعًا عمليًا، لكن وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة أبحاث الذكاء الاصطناعي في يناير 2021، خلص باحثون من معاهد رائدة مثل معهد ماكس بلانك إلى أنه سيكون من المستحيل تقريبًا على البشر احتواء الذكاء الاصطناعي الفائق، حيث استكشف فريق الباحثين التطورات الأخيرة في التعلم الآلي والقدرات الحسابية وخوارزميات الوعي الذاتي لرسم الإمكانات الحقيقية للذكاء الاصطناعي الفائق، ثم أجروا تجارب لاختبار النظام مقابل بعض النظريات المعروفة لتقييم ما إذا كان احتواؤه ممكنًا.

ومع ذلك إذا تم إنجاز الذكاء الفائق، فسوف يبشر بعصر جديد من التقنيات مع القدرة على بدء ثورة صناعية أخرى بوتيرة مذهلة، وعلى الرغم من أنه لم يتحقق بالكامل بعد، إلا أنه حظي باهتمام كبير من الباحثين في جميع أنحاء العالم، ولذلك نجد ممارسي الذكاء الاصطناعي يشعرون أن تحقيقه سيكون إنجازًا كبيرًا للبشرية، لأنه قد يسمح لنا بكشف الألغاز الرائعة للكون وما وراءه. فهو يمتلك القدرة على الفهم والتعلم والتفكير بمستوى يشبه وربما يتجاوز الذكاء البشري، ويتميز بقدرته على التكيف مع مجموعة من المهام والبيئات بنفس الكفاءة التي يمكننا القيام بها كبشر، وهذا يجعلنا نفكر ماذا بعد تحقيق الذكاء الاصطناعي الفائق؟

اليوم يبدو مستقبل الذكاء الاصطناعي الفائق مشرقًا للغاية، على الرغم من عدم اليقين والخوف الذي يدور حول طبيعته التي لا يمكن التنبؤ بها والعواقب الوخيمة التي قد يلقيها علينا الذكاء الفائق الخبيث، ولكن من خلال اطلاعي على الأبحاث المتعلقة به، فإنه سيقدم حلول فعالة لمشاكل عالمية وفي مجالات كبيرة، لكن يقلقني كثيرا أثره على سوق العمل والأمن والخصوصية.