الولايات المتحدة تعتبر من الدول الرائدة في صناعة الرقائق المتطورة، وتمتلك شركات أمريكية على شاكلة إنتل وإن فيديا وآي إم دي، وتعمل على تصنيع رقائق بحجم 10 نانومتر أو أقل. كما تستخدم الولايات المتحدة رقائق مصنوعة في تايوان أو كوريا الجنوبية أو اليابان، التي تسيطر على حصة كبيرة من سوق الرقائق في العالم.

الصين، من جهتها، تحاول تحسين قدراتها في صناعة الرقائق، وتخفض اعتمادها على الواردات من الخارج. فالصين هي أكبر مستورد للرقائق في العالم، حيث تستورد حوالي 60% من احتياجاتها من الولايات المتحدة وشرق آسيا وهذا مع الضغوطات التي تتعرض لها فهي تواجه الصين قيودا وعقوبات من قبل الولايات المتحدة، التي تحاول منعها من الحصول على التكنولوجيا المتطورة لصنع الرقائق، خصوصا في المجالات العسكرية والأمنية.

شخصيا لم أعد أطيق هذه الحرب التجارية الاقتصادية التي يحبذ البعض نسبها إلى أنها تتافس بين الشركات العالمية، لكن الحقيقة هي أن أمريكا تبذل كل ما تملك كي تبقى في القمة بأي ثمن كان، فأين التنافس وأين الاحترافية؟

في هذا السياق، أثار إعلان شركة (SMIC)، وهي أكبر شركة صينية لصناعة الرقائق، عن إطلاق آلة طباعة رقائق بحجم 28 نانومتر القلق في الوسط الأمريكي، فهذه الآلة هي الأولى من نوعها في الصين، وستسمح للشركة بزيادة إنتاجها من الرقائق المستخدمة في مختلف المجالات مثل الذكاء الاصطناعي والإنترنت والاتصالات، والأهم أنها تحاول تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال،

لذلك، ترى الولايات المتحدة أن تقدم الصين في صناعة الرقائق يشكل تهديدا لمصالحها وموقعها العالمي، وتسعى إلى حماية تفوقها التكنولوجي والابتكاري في هذا المجال. وتواجه الولايات المتحدة تحديات في هذا الصدد، مثل نقص الرقائق على المستوى العالمي، وانخفاض الإنتاج المحلي، وزيادة المنافسة من دول أخرى، لكن أسلوبها في الحماية مستفز فهي تستخدم العقوبات والقوانين الملتوية لصالحها! لكني مع ذلك أرجح كفة تفوق الصين مستقبلا، يمكن أن يحصل تغير كبير في سوق الرقائق بين الولايات المتحدة والصين في المستقبل، حسب نتائج الحرب التجارية والتكنولوجية بينهما، وحسب قدرة كل منهما على تطوير وإنتاج رقائق أكثر تقدمًا وكفاءة، ما رأيكم في هذا الاحتكار أو التنافس بين عمالقة التقنية في العالم؟ هل يحق لأمريكا أن تفرض عقوبات اقتصادية على الصين فقط لأنها تسير بسرعة كبيرة ويمكن أن تتفوق عليها؟ وماهو مستقبل صناعات الرقائق؟