بينما العديد من دول العالم الثالث لا تزال تستخدم تقنيات الجيل الثالث والرابع من الإنترنت، إلا أن العالم المقابل يتهيّأ لإطلاق تقنية الجيل السادس وهي إحدى التقنيات المتطورة للاتصالات اللاسلكية والتي تهدف إلى تحسين سرعة وسعة وموثوقية شبكات البيانات الخلوية وهي تؤثر على شبكة الاتصالات والإنترنت العالمي بشكل كبير، حيث يمكن أن تمكّنها من تطوير تطبيقات جديدة ومبتكرة في مجالات مثل الواقع الافتراضي والمعزز، والذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والسيارات ذاتية القيادة. لكن ماذا سنحصل على ميزات كمستخدمين لهذه التقنية؟ المعلوم هو تحقيق سرعات أعلى بكثير من تقنية الجيل الخامس، حيث يمكن أن تصل إلى 1 تيرابايت في الثانية، مما يعني أنه يمكن تنزيل أي كمية من البيانات في ثوان معدودة. سعة أكبر لشبكة الاتصالات، حيث يمكن أن تدعم 10^6 مستخدم لكل كيلومتر مربع، مما يعني أنه يمكن ربط المزيد من الأجهزة والأشياء بالشبكة دون ازدحام أو تأخير. موثوقية أعلى لشبكة الإنترنت، حيث يمكن أن تصل إلى 99.99%، مما يعني أنه لا يوجد احتمال لفقدان أو تشويش على الإشارة في أي ظروف. الاتصال الفوري في كل مكان، حيث يمكن أن تصل إلى 0.1 مللي ثانية من زمن التأخير، مما يعني أنه يمكن التفاعل مع بعضها البعض في الوقت الحقيقي دون أي تأخير. ولتحقيق هذه المزايا، سيتم إستخدام نطاقات تردد أعلى من تقنية الجيل الخامس، مثل نطاق THz، مع شبكات satellite وunderwater لزيادة التغطية والوصول إلى المناطق التي لا يمكن لشبكات الأرضية الوصول إليها، أعتقد أنها تقنية واعدة وستغير المشهد ويمكن أن تشكّل نقلة ثورية في عالم الاتصالات والإنترنت، وستفتح آفاقا جديدة للابتكار والإبداع في مختلف المجالات، ما رأيكم فيها؟ وفي الإنتقادات التي طالت الجيل الخامس من قبله؟ وهل حقا توجد مخاوف وانعكاسات خطيرة لهذه التقنيات الحديثة؟
كيف تؤثر تقنية الجيل السادس على شبكة الاتصالات والإنترنت العالمي؟
أنا معجب يا اخي ياسر بمدى توسعة معلوماتك عن تقنية الجيل السادس والفوائد التي يمكن أن تجلبها للعالم. لكني أرى أنك تتجاهل الجانب السلبي والخطير من هذه التقنية، والذي يمكن أن يؤثر على حياتنا وصحتنا وخصوصيتنا بشكل كبير.
تقنية الجيل السادس تستخدم نطاقات تردد عالية جدا، مثل نطاق THz، والتي تحتوي على طاقة كبيرة وتستطيع اختراق الأشياء بسهولة. هذا يعني أنها قد تسبب ضررا للخلايا الحية والأنسجة البشرية، وتزيد من خطر الإصابة بالسرطان والأمراض الوراثية. حتى أن هذه الترددات قد تتداخل مع بعض الأجهزة الطبية والإلكترونية، مثل المزروعات القلبية وتؤدي إلى عطل أو خلل في عملها.
أنا قد أتفق معك في هذا التخوف وهو مشروع ومنطقي. ولكن هل ثبت علمياً أنً تلك التقنية ستؤثر تلك التأثيرات؟! لأننا في نهاية المطاف سمعنا عن مثل أو شبيه تلك التأثيرات في الأجيال السابقة وحتى عند اختراع الهاتف الذكي ولكن شيئاً من هذا لم يحدث أو نتضرر. أو ربما نتضرر حقيقة و تضرر أدمغتنا غير أن هذا غير ممثبت أو مطروح على الملأ. لماذا را ترى؟ هل لعمالقة التكنولوجيا و التجارة التي يحصلونها من خلالها يد في التعتيم على هكذا أضرار؟ أم أن تلك الأضرار مجرد إشاعات لم تثبت بعد كما وردت في لقاحات كورونا مثلاً؟
دعاة رفض الجيل الخامس والسادس صراحة لم يقنعوني لكنهم مع ذلك يواصلون حملاتهم باستمرار، أدلتهم بخصوص الإشعاعات ألم تكن الدول والمنظمات المسؤولة لها الأولوية في عمل هذا التحذير والتنويه من خطورته فلماذا لم تفعل هي وفعلوا هم؟
مشكور أخي شهاب لكن هذا التخوف أعتقد أنه مبالغ فيه نوعا ما خاصة وأنه لا توجد تقارير علمية منشورة ومعتمدة لذلك مرى الدول المتقدمة لا تراعي لهذه التخوفات فهل هي تؤدي بمواطنيها إلى التهلكة؟ أستبعد ذلك فهذه التخوفات نسمعها فقط عندنا في مجتمعاتنا العربية.
أستبعد ذلك فهذه التخوفات نسمعها فقط عندنا في مجتمعاتنا العربية
التخوف من تقنية الجيل السادس ليس مجرد خرافة أو مؤامرة يا أخي ياسر، بل هو تعبير عن قلق مشروع من المجهول. فلا يمكن لأحد أن يضمن سلامة هذه التقنية أو فائدتها دون إجراء دراسات علمية مستفيضة وشاملة.
فلا يمكن لأحد أن يضمن سلامة هذه التقنية أو فائدتها دون إجراء دراسات علمية مستفيضة وشاملة.
لكن العديد من الدول الأوروبية والمتقدمة تستخدم تقنية الحيل الخامس بالرغم من ظهور هذه التخوفات ولم يكترث لها على الإطلاق نحن نسمع عن هذه المخاوف والاستنكارات فقط في عالمنا العربي وفي دول العالم الثالث، فما رأيك؟ لماذا هذه الدول بالرغم من هذه المخاوف لا تزال ماشية في رأيها في تجسيد نظرتها لواقع أفضل وأسرع في الاتصالات بعيدا عن نظرية المؤامرة المستهلكة في وسطنا، أبحث عن رأي مقنع لكني لم أجد، هل توجد دراسة علمية مثبتة توضح التخوف بشكل علمي كي نستريح ويكون التقرير معتمد.
من يهتم لصحتك يا أخي؟
يوجد دراسة أجراها البرلمان الأوروبي في يوليو 2021، تستعرض الحالة الحالية للمعرفة بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان المرتبطة بالجيل الخامس، استنادا إلى الدراسات الوبائية والتجارب الحيوية. توصلت الدراسة إلى أن هناك دليلا محدودا على خطورة الإصابة بالسرطان في الدراسات الوبائية، ودليلا كافيا في التجارب الحيوية، بالنسبة للترددات المنخفضة (700 و 3600 ميغاهرتز) المستخدمة في الجيل الخامس. أما بالنسبة للترددات المرتفعة (24.25-27.5 جيجاهرتز)، فلم تجد الدراسة دراسات كافية أو مناسبة لنفس المؤشرات.
كما أن هذه الدول ترى في التقنية 5G فرصة لتطوير اقتصادها ومجتمعها، وأنها تثق في قدرتها على التعامل مع أي تحديات تظهر في المستقبل. ربما تعتبر هذه الدول أن فوائد التقنية 5G تفوق مخاطرها، أو ربما تكون هذه الدول على دراية بالأبحاث الجارية حول سلامة التقنية 5G، وتتابعها بانتظام.
من يهتم لصحتك يا أخي؟
إن كانت هذه الدول تعلم كما قلت بشأن هذه المخاطر المزعومة لكنها تفضّل المال والأرقام على سلامة وأمن الإنسان فلا أعتقد أن هذا الأمر سيمر مرور الكرام في حال ما تم اكتشافهومن قبل الهيئات العالمية المسؤولة والمتخصصة في مكافحة هذه الأمور.
تبدو بالفعل هذه التقنية واعدة للغاية وتحمل العديد من الإمكانيات لتحسين تجربة المستخدم ولكن أعتقد أن التحدي يكمن في توفير هذه التقنية في البلدان التي تفتقر للبنية التحتية القوية لأنها ستتطلب إستخدام نطاقات ترددية عالية جداً وهذا يتطلب استثمارات ضخمة وموارد كبيرة.
وهل حقا توجد مخاوف وانعكاسات خطيرة لهذه التقنيات الحديثة؟
لابد من دراسة الجانب الصحي ومعرفة تأثيرات الإشعاع المستخدم في تقنية الجيل السادس على الصحة البشرية، وهذا مهم للحفاظ على السلامة والصحة.
التعليقات