التحقيق الجنائي الرقمي، ما المهارات المطلوبة لهذا المجال والمهام المنوطه به؟

تقريباً ذات الأمر الذي يحتاجه أي محقق جنائي عادي برأيي، بالتأكيد يستلزم المعرفة القانونية، يحتاج إلى فهم أساسي للقانون من حيث صلته بالأدلة الرقمية، إنه بحاجة إلى معرفة كيفية جمع الأدلة الرقمية والحفاظ عليها بطريقة مقبولة في المحكمة، هذا الأمر يحتاج إلى معرفة مفصّلة في مسألة الأدلة من وجهة نظر القانون بالأمر لا الافتراضات المنطقية فقط للأمر، لتأتي المهارة الثانية الأهم من بعد ذلك هو تعلّم كيفية تحديد وجمع الأدلة الرقمية، يجب أن يكون قادر على تحديد المصادر المحتملة للأدلة الرقمية وجمع تلك الأدلة بطريقة تحافظ على سلامتها، هذا علم حقيقي ومعرفة تأخذ وقتاً لتُحصّل، شاهدت فيديوهات بدافع الفضول عن الأمر في طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الأمر.

هناك أمر إضافي قد لاحظته أيضاً خلال متابعاتي بأنّهم، هؤلاء المحققين، قادرين على شرح الأمور التقنية المُعقّدة وأدلّتهم بطريقة سلسة بسيطة جداً، يقدر على فهمها غير المُختص أيضاً بكل سهولة وهذه مهارة يجب تحصيلها برأيي أيضاً، جنباً إلى جنب طبعاً قدرة المحقق على الانتباه إلى التفاصيل، يجب أن يكون قادر على الاهتمام بالتفاصيل من أجل تحديد الأدلة الرقمية والحفاظ عليها وملاحظتها وتمييزها بسهولة بدون عناء أو ضياع في بعض الأمور المهمّة.

نعم، أعتقد أن التحقيق الجنائي الرقمي هو مفتاح مكافحة الجرائم الإلكترونية والحفاظ على أماننا الرقمي. فهو يساعد على تحديد وملاحقة ومعاقبة المجرمين الذين يستغلون التكنولوجيا لارتكاب جرائم ضد الأفراد والمؤسسات والدول. فهو يحمي حقوقنا وخصوصيتنا وأموالنا وسمعتنا من التهديدات السيبرانية. فهو يرفع من مستوى الوعي والثقافة الأمنية لدى المستخدمين والمطورين والمسؤولين.

أنا لست متخصصاً بهذا المجال، لكن أود أن أشاركك بتجربة شخصية تعرضت فيها لجريمة إلكترونية. قبل بضعة سنوات، تلقيت رسالة بريد إلكتروني من شخص يدعي أنه من شركة فيسبوك، وأنه يطلب مني تحديث بيانات حسابي لتجنب إغلاقه. كانت الرسالة تبدو رسمية ومقنعة، فأرسلت له رقم هاتفي وكلمة مروري. بعد ذلك، اكتشفت أن حسابي تم اختراقه واستخدامه لإرسال رسائل مزعجة وإعلانات مزورة لأصدقائي. كان هذا محرجاً جداً ومزعجاً لي. لحسن الحظ، استطعت استعادة حسابي بعد التواصل مع خدمة العملاء في فيسبوك، وغيرت كلمة المرور وفعلت خاصية التحقق بخطوتين.

من هذه التجربة، تعلمت درساً قاسياً عن أهمية الحذر والانتباه عند التعامل مع البريد الإلكتروني والإنترنت. تعلمت أن أفحص دائماً عنوان البريد الإلكتروني والرابط قبل الضغط عليه. تعلمت أن أستخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب. تعلمت أن أستخدم برامج مضادة للفيروسات والبرامج الضارة. تعلمت أن أحافظ على نسخ احتياطية من بياناتي المهمة. تعلمت أن أبلغ عن أي نشاط مشبوه أو غير مرغوب فيه.

كنت أتجول في عالم الإنترنت متصفحًا الصفحات والتطبيقات، لكنني فوجئت بإعلان لتخصص جديد يسمى "التحقيق الجنائي الرقمي"، وكانت فكرة التحقيق في الجرائم الإلكترونية مثيرة للاهتمام بالنسبة لي. لذا قررت الاطلاع عليه أكثر.

كلمات مثل الأمان الرقمي وحماية البيانات أثارت فضولي، وأدركت أهمية الدور الذي يلعبه المحقق الجنائي الرقمي في كشف الجرائم الإلكترونية وحماية المجتمع. قررت أن أتعلم المهارات اللازمة لهذا التخصص، بدءًا من فهم أنظمة التشغيل والشبكات، وحتى البرمجة والتحليل الاستباقي.

لم يكن الطريق سهلًا، فاحتاجت للتعلم والتدريب لفترة طويلة لأكتسب الخبرة اللازمة. قضيت ساعات طويلة في التحقيق وجمع البيانات الرقمية، وقامت الأدوات المتطورة بمساعدتي في هذه المهمة.

كانت لدي الفرصة للعمل مع فرق أمن المعلومات وشرطة الإنترنت، وقابلت الكثير من المحترفين الذين شاركوني خبراتهم ومعرفتهم في هذا المجال الشيق.

من خلال عملي، تأكدت أن التحقيق الجنائي الرقمي يلعب دورًا حاسمًا في مكافحة الجرائم الإلكترونية والحفاظ على أمان الأفراد والشركات. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن الشعور بالمساهمة في الحفاظ على سلامة البيانات الرقمية ومعاقبة المتسببين في الجرائم كان مكافأة كبيرة لجهودي.

تخصص ممتاز و مطلوب لكن برأيي أن أفضل حل هو رفع الوعي الأمني الرقمي للمستخدمين .. بدون توعية للبشر الحقيقيين فستكون هناك ثغرات أمنية مفتوحة على الدوام لا ينفع معها التحقيق الجنائي الرقمي .. كما من الضروري وجود اتفاقيات حكومية عليا ..