الثورة الصناعية نقلت البشرية الى مرحلة مختلفة وبفضلها بتنا ننعم بحياة مرفهة(مقارنة مع اسلافنا) في ما يخص
العمل ترك معظم الناس الزراعة والاعمال اليدوية الى اعمال اكثر راحة واقل خطورة
ولكن الامر لم يكن بهذه الصورة الوردية!
ففي بداية القرن التاسع عشر حوالي 1810 انتشرت جماعات Luddites في انكلترا تقوم بتكسير الالات في معامل النسيج واصبح ينظر لهم تاريخيا كمخربين كارهين للتكنلوجيا والتقدم العلمي, قاموا بهذا العمل بعد ان استبدلت المصانع العمال المهرة بالالات يمكن تشغيلها بعمالة غير ماهرة بسيطة. تأثير هذه الثروة امتد لكل العالم فمثلا الصناع والمعامل في الشام تاثرت ولم تعد تستطيع المنافسة مع المنتجات الغربية المصنعة بالالات فغلقت وسرح الاف العمال.
اغلبية البشر لم ينعموا بالتطور التكنلوجي بعد هذه الثورة, بل الغالبية وخصوصا بالمدن كانوا يعملون ببيئة مرهقة وكذلك تلوثت المدن...الخ لم ينعم المواطن العادي الا بعد اكثر من 100 عام من بداية الثورة الصناعية.
القصد من هذه المقدمة التاريخية ان التقدم التكنلوجي مفيد على المدى البعيد ولكنه قاسي خلال الفترة الانتقالية خصوصا على الفقراء والطبقة المتوسطة.
ما مميز الثورة الصناعية انها امتدت لفترة طويلة قرابة المئة عام تقريبا(1800-1930), اما ثورة الذكاء الاصطناعي ستكون سريعة وسيصعب على الكثير التأقلم معها, ستظهر مهن جديدة بينما مهن ستختفي واخرى ستتأقلم واخرى لن تتأثر بشكل مباشر. من الصعب على ملايين البشر ان يتأقلموا بسرعة, مثلا محاسب في نهاية الاربعينات من الصعب ان يتعلم امور جديدة كالبرمجة مثلا
الذكاء الاصطناعي سيسرع الاعمال مثلا مشروع برمجي بدل ان يستغرق 10 ايام سيستغرق يوم واحد او حتى اقل, هذا امر جيد ولكنه على حساب الحاجة الى يد عاملة اقل(عدد مبرمجين اقل).
من سيتضرر من هذه الموجة الاشخاص الذين لديهم مهارات متوسطة سيكونوا امام منافسة شرسة
بالطبع لا يمكن التنبأ بدقة بما سيحدث خلال عشرة سنوات, ولكني ميال للتشاؤم بعض الشيء.
التعليقات