الويب3 ويطلق عليه بالجيل الجديد من الإنترنت أو الويب اللّامركزي أين يتمّ بناء تطبيقات لامركزية على مستوى أعلى من تقنية البلوكتشين Blockchain، هذا الإصدار الجديد من الإنترنت تمّ تصميمه خصّيصا لجعل شبكة الإنترنت أكثر أمانا وحمايةً للخصوصية، على خلاف الويب 2 فهذه التقنية الموعودة ستتيح لنا كمستخدمين القدرة على التحكّم في بياناتنا الموجودة على الويب، من خلال استغلال اللامركزية في مختلف التطبيقات، فماهي هذه التقنية؟! وماعلاقتها بالبلوكشين؟

يعمل الويب 3 من خلال تعاون العديد من التقنيات كال Blockchain وشبكات الأقران والعقود الذكية، التخزين اللامركزي وغيره من أجل الاستغناء عن الوسطاء في الإنترنت وبذلك يتيح لنا هذا الأمر التحكّم المثالي في بياناتنا، ولتبسيط المفاهيم أكثر، لنفترض أنّه وبعد تصفّحنا للإنترنت وجدنا إعلانا لبيع قطعة فنية، رسم أو لوحة زيتية، فحاليا باستخدام ال Web 2.0، يجب أن نستعين بمنصة وسيطة للشراء التي تعتبر منصة مركزية، على سبيل المثال شركة Amazon، فهذه المنصة تلعب دور الوسيط بين المشتري والبائع، فتقوم بتخزين معلوماتنا الشخصية من اسم ولقب وعنوان شخصي ورقم هاتف وغيرها، وصولا إلى معلومات بطاقة الإئتمان، أمّا بدخول الويب 3 حيز الإستخدام فإنّ الجميع يعوّل على لامركزيته المبنية على تقنية الكتل أو ال Blockchain بحيث لن نحتاج لأي منصة وسيطة، وكلّ ما علينا فعله هو الشراء مباشرة من البائع، وجميع معلوماتنا الشخصية سيتمّ تخزينها على البلوكشين بالإضافة لتفاصيل البيع وهذا الإجراء يزيد من خصوصيتنا ويحميها.

استخدام أمثل للإنترنت، لطالما اعتبرت مجال التقنية مجالا متطوّرا بتسارع رهيب، وتقنية الويب 3 أراها هي البداية فقط والتغييرات متوقّعة مستقبلا، إحدى الميزات الهامة لهذه التقنية كونها تعتمد التخزين اللامركزي من خلال الإعتماد على أنظمة موزعة، أو العقد المتعدّدة.

تجدر الإشارة إلى أن تطوير الويب 3 عملية مستمرة، وقد تكون هناك تغييرات وتحديثات كبيرة في المستقبل مع تطور التكنولوجيا وظهور حالات استخدام جديدة، على سبيل المثال نجد أن العديد من المصادر ذكرت الويب 4 في مقالاتها مما ينبئ على حدوث تطور رهيب في المستقبل.

ما أراه مميّزا ومشجّعا على استخدام الويب 3 هو تقليل نسبة تعرّض المستخدمين للإحتيال والخداع، والسرقة، خاصة أنّ الإنترنت حاليا مرتع للكثير من المخترقين الذين يحترفون هذه المهنة، لكن كما نعلم جميعا فلا يوجد أمان مطلق على الويب، فهل سيبقى البلوكشين آمنا كفايةً كي يمهّد الطريق للويب 3؟! ما رأيكم؟