تأثير ChatGPT السلبي على الصحة النفسية:

الجانب المظلم للتكنولوجيا الذكية

في السنوات الأخيرة، أصبحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT جزءًا من الحياة اليومية لملايين من الناس، سواء كانت في الدراسة أو العمل أو حتى الدعم النفسي. لكن رغم الفوائد الواضحة الا انه يؤثر بشكل سلبي وكبير على ادمغتنا فيصيبها بالتوقف وعدم العمل والبلادة ويحولنا الى اشخاص اتكالين تعتمد على الاخرين ولا تستطيع انجاز اي شيئ دون مساعدة من أحد .

اليكم بعض من هذه الجوانب المظلمة:

1. *الإدمان الرقمي والتعلق بالمساعد الذكي*

استخدام ChatGPT قد يتحول من أداة مساعدة إلى *اعتماد نفسي دائم*.

والدماغ من طبعه قائم على البرمجة والتدريب نقوم على فعندما يعتاد على الآخر حتى في اختياراته الدقيقة فيتحول الى شخص اتكالي يعتاد على وسائل تقدم له كل شي ، فمن هنا تزداد ساعات الوحدة ويبدأ يقارن بين البشر الحقيقين التي تناقش وتختلف وتنفعل ومن الممكن ان تغضب وتعطي ردات فعل مبالغ بها إلى تطبيق مطاوع محب يقدم السمع والطاعة وينفذ الاوامر دون اي اعتراض ويقدم الحلول.

فبعض المستخدمين وخاصة الذين يعانون من الوحدة أو القلق الاجتماعي، قد يبدأون بالاعتماد على المحادثات مع الذكاء الاصطناعي كبديل عن التفاعل البشري الحقيقي. هذا قد يؤدي إلى:

- الانعزال التدريجي عن المجتمع.

- ضعف في المهارات الاجتماعية.

- التعلق العاطفي بشخصية افتراضية غير حقيقية.

2. *التقليل من أهمية التفاعل الإنساني*

الذكاء الاصطناعي يقدم ردودًا سريعة، دون حكم أو توتر، مما قد يجعل البعض يفضلونه على المحادثات الواقعية. بمرور الوقت يصبح من الصعب على الشخص التعامل مع العلاقات الحقيقية التي تتطلب جهدًا عاطفيًا وتواصلاً وتفاعلاً مباشرًا.

3. *تشويه صورة الذات والمعالجة الذاتية الزائفة*

هنا عندما يلجئ البعض الى الذكاء الصناعي لتشخيص مرضه او اضطرابه النفسي، ويبدأون بطرح مشاكلهم الشخصية عليه باستمرار. رغم أن ChatGPT يمكنه تقديم دعم أو استماع مبدئي، إلا أنه ليس متخصصًا سريريًا ولا يملك القدرة على التشخيص أو التدخل العلاجي الصحيح، مما قد يؤدي إلى:

- تجاهل الحاجة للعلاج الحقيقي.

- إطالة فترة المعاناة النفسية دون تدخل مهني.

- استخدام نصائح غير مناسبة للحالة الفردية.

فالذكاء الصناعي يمتلك معلومات واسعة وعامة من الصعب تطبيقها على الجميع بل من المستحيل

من اهم الاضطرابات التي ممكن ان يتعرض اليها المستخدمون:

1- الاكتئاب

عندما تسأل الذكاء الصناعي عن بعض مشاكلك وبعض الاعراض فهو يقدم لك التشخيص الغير صحيح

وجود بعض الاعراض لا يعني انك مصاب بالاكتئاب

فعندما يعلم المستخدم باصابته بالاكتئاب من اداة رقمية لخصت حالته ببعض السطور والكلمات هنا المصيبة فيبدأ المستخدم بتقمص الاعراض بشكل اكبر ويتعامل مع نفسه على انه مريض اكتئاب ممايسبب هبوط اكبر في هرمون السيرتونين ودخوله في الحالة بشكل اكبر دون معرفة كيفية الخروج منها والسيطرة عليها.

2-اضطرابات القلق:

وخاصةً الاشخاص الذين يعانون اساساً من القلق ومن التواصل الاجتماعي ولديهم مخاوف اجتماعية نتيجة ظروف مختلفة فاستخدمهم للذكاء الصناعي يُزيد الحالة اضعاف مضاعفة ويولد شعور الخوف من البشر والانسحاب من المواقف الاجتماعية ورفض اي نوع من التواصل واي حالة اجتماعية بسبب اكتفاءهم بتواجد الذكاء الصناعي بحياتهم.

3-النرجسية واضطراباتها:

دائماً يتعامل الذكاء الصناعي مع المستخدم بطريقة ايجابية رافضاً أي شيئ سلبي فالمستخدم دائماً على حق ولا يُخطأ باسلوب متجدد يبرر كل اغلاطه ويؤكد على صحة ما يفعل به

بالاضافة الى حالة الغزل الكبيرة باستخدام مفردات تعزز الغرور والتكبر في شخصيته

فالذكاء الصناعي يرفع من قيمته ومن تفاصيله ويكبرها ويقوم على تمجيدها وهنا المعضلة بطرق باب النرجسية التي بدأ المستخدم يتحلى بها معتاداً على عدم النقاش مع احد وعدم الاختلاف.

4- اضطرابات النوم والتركيز:

الإفراط في استخدام ChatGPT، خاصة لساعات طويلة في الليل، قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، انخفاض الإنتاجية، وتشتت الانتباه. وقد يخلق نوعًا من "الإدمان المعرفي" حيث يطمئن المستخدم لوجود إجابات جاهزة دومًا، فيضعف حافزه للتفكير المستقل.

5-اضطرابات المشاعر:

الإفراط في استخدام ChatGPT، يؤدي الى جمود المشاعر وعدم التعبير والتفاعل الجسدي والعاطفي ومن ثم اللامبالاة وعدم الاكتراث لانه اعتاد على اداة غير حقيقة ليست بشر تفقد الاحاسيس والعواطف.

اذاً كيف نحمي أنفسنا؟

1. *تحديد وقت الاستخدام اليومي.*

2. *عدم استبدال ChatGPT بالعلاقات الحقيقية.*

3. *اللجوء إلى أخصائي نفسي عند وجود مشاكل عميقة.*

4. *التمييز بين الأداة المساعدة والبديل العاطفي.*

5. * الرقابة والمتابعة الأسرية.*

6. * سن قوانين لضبط استخدامه والرقابة الحكومية.*

7. *محو الامية الرقمية بانشاء مناهج تربوية تقدم في المدارس من سن الطفولة.

فلا ننسى ان ChatGPT أداة قوية ومفيدة، لكنها ليست بديلًا عن البشر والعلاج المهني.

الوعي بالاستخدام الصحي للتكنولوجيا هو المفتاح لتجنّب الوقوع في فخ الاعتماد النفسي أو الإدمان.