الاستنساخ الصوتي هو إحدى التقنيات التي أثارت الجدل طيلة السنوات الماضية ولا تزال، وهذا نتاجا لتأثيره المحتمل على مختلف جوانب حياة البشر الواقعية، فهذه التقنية تمتلك قدرةً هائلة قد تغيّر الكثير من المعادلات في حياتنا، وتغيّر من نهجنا في التّعامل مع الأجهزة التقنية، فقد طُرحت في الآونة الأخيرة العديد من التّساؤلات المختلفة التي حملت في طيّاتنا مخاوف وإنزعاجا لما تحمله من صفاتٍ سيّئة غير أخلاقية منها إنتحال الشخصية، الإحتيال، الإساءة والتنمّر، فماهي هذه التقنية؟ وماهو تأثيرها المحتمل على حياتنا؟! هذه التقنية تستخدم الذّكاء الإصطناعي Artificial Intelligence لتوليد كلام شبيه لصوت شخصٍ ما، وهذا إنطلاقا من إعداد نماذج ذكاء إصطناعي وتعلّم آلة، من خلال تدريبها بكميات ضخمة من البيانات الصوتية لذات الشّخص، ثمّ تقوم التقنية باستخدامها من أجل توليد صوتٍ جديد مطابق بنسبة معينة لصوت الشّخص، لا شكّ في أنّ الإستنساخ الصوتي له إيجابيات كما لديه سلبيات، ويعتمد ذلك على إستخدامات البشر وفيم يتمّ توظيف هذه التقنية للخير أم للشرّ! فلو نظرنا لجانب الأشخاص المرضى الذين يعانون الأمرّين جرّاء تعرّضهم لإعاقات في الكلام، وحالات التّلعثم في الكلام، والتّأتأة وغيرها، من خلال إنشاء مساعدين رقميّين على شكل روبوتات دردشة، مع ذلك فهذه التقنية لا تزال تسيل الكثير من الحبر خاصّة من خلال تخوّف الكثيرين من إحتمال إساءة الإستخدام لأغراض الإحتيال وإنتحال هوية الأشخاص! وهذا ما أستنكره في هذه التقنية، فمثلا لو إفترضنا أنّ هنالك شخصا مُقدما على محاكمة حرجة نتيجة إتّهامه زورا وبهتانا في قضية إستعمل فيها بعض الأطراف الذكاء الإصطناعي وإستنسخوا صوتا وقاموا بتركيبه وفبركته ليجزّوا بالبريء في غياهب السّجون، ماذا ستكون ردّة فعلك لو كنت مكانه؟ وأنتم ما رأيكم في الإستنساخ الصوتي البشري؟ شاركوني ببعض الحالات التي يمكن أن يكون فيها إستخدام هذه التقنية سلبيا وإيجابيا؟!