سأبدأ معكم بمثال بسيط يعتمد عليه الأغلبية من الأشخاص منا لمساعدتهم في التنقل من مكان لآخر، وهو تطبيق GPS خاصةً في المناطق غير المألوفة لنا، وهذا يجعلنا تلقائيا نعتمد عليه ولا نقوم بالانتباه لتفاصيل الاتجاهات التي اتبعناها للوصول للمكان الذي نريده، بسبب تركيزنا على اتباع توجيهاته بدلا من إنشاء خريطة ذهنية للطريق.

قياسًا على ذلك لننظر إلى العالم اليوم الشركات، والمؤسسات وبأغلب المجالات أصبح الاعتماد على تحليل البيانات والتوصيات المقدمة  من الذكاء الاصطناعي والتي يعتمد عليها صانعي القرار باتخاذ قراراتهم، ليصبح لا إراديا أن الذكاء الاصطناعي هو صانع القرار الافتراضي، ونحن البشر لسنا سوى منفذين، فنحن تلقائيا نميل ونتحيز لقبول مقترحات وتوصيات الذكاء الاصطناعي دون أي تقييم نقدي.

وبالتالي يجري الذكاء الاصطناعي  عملية اتخاذ القرار كاملة بداية من التحليل وتقييم كافة المتغيرات وإخضاعها للتمحيص والتدقيق وأخيرا إلى استنتاجات وتوصيات لوضع الحلول، ونأتي نحن لننفذ، دون نقد أو تشكيك، ونستدل بتوصيات الذكاء الاصطناعي ونتقيد بها بغض النظر عن مدى صحتها.

هناك أنواع من البيانات، والتي قد لا تعكس بوضوح كافة العوامل المؤثرة في العملية ككل، وقد تكون التوصيات المقدمة قد تجاهلت عوامل أخرى غير مباشرة مؤثرة في عملية صنع القرار، لذا برأيي يجب ألا نرى أدوات الذكاء الاصطناعي سوى أدوات مساعدة لنا لكن عملية التقييم والنقد والوصول للقرار الأخير هي مسؤولية صانع القرار نفسه دون تحيز.

شاركوني تجاربكم هل تعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي في عملية اتخاذ القرار؟ وكيف ننمي قدراتنا على عملية اتخاذ قرار صحيحة؟