في فترة ما من الفترات كان العالم يعيش حلماً شبه مستحيل عن يتحول إلى حقيقة، وهو تمكن الربوتات بمختلف أنواعها وأشكالها آلآت، معدات، أجهزة ذكية وغيرها؛ من فهم السلوك البشري وتفسيره ضمن سلسلة معقدة من الإجراءات، والتصرف حيال المواقف المواكبة بصورة تلقائية ملائمة دون تدخل فعلي من البشر، وهو الأمر الذي فشل فيه رواد ومطوري التكنولوجيا مراراً وتكراراً منذ الثورة الصناعية وعلى مدار العقود السباقة ليبدأ هذا الحلم في التلاشي شيئاُ فشيئاً.

إلا أن هذا الحلم استيقظ مرة أخرى في زماننا المعاصر وبدأ بالتحول الى واقع ملموس؛ حيث تشهد مجالات وقطاعات التكنولوجيا طفرة وثورة لم يسبق لها مثيل، كما أصبح العالم أكثر إيماناً واعتماداً على التكنولوجيا والمجال الرقمي، وعليه تبنت بعض الشركات هذا الحلم مرة أخرى وبدأت عملية تطوير تقنية جديدة قد تكون المعبر لبلوغ الآمال وتحول الحلم لواقع وهي تقنية NLP.

ما هي تقنية الـ NLP:

 هي اختصار لمصطلح Natural language Processing أي "معالجة اللغات الطبيعية" وهي احدى مجالات علوم الحاسوب واللغويات المعنية بالتفاعل ما بين الحاسوب واللغات الطبيعية، وقد كانت بداية هذه التقنية كفرع من فروع الذكاء الاصطناعي AI والتي تتفرع من مجال المعلوماتية.

نتجت الحاجة الى تقنية NLP مع التطور الكبير الذي شهده المجال التكنولوجي قبل وبعد الثورة الصناعية، وعلى وجه الخصوص في الفترة التي ظهر بها الذكاء الاصطناعي، لتغدو أجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا بشكل عام أكثر تطوراً عن ذي قبل بل وأصبحت أكثر قدرة على أداء العديد من المهام والأنشطة التي لم نكن نعلم بإمكانية القيام بها من خلال الحواسيب سابقاً، وعليه اندرجت تقنية الـ NLP تحت أجنحة هذه التطورات.

تقنية الـ NLP والذكاء الاصطناعي AI:

أرتبط ظهور تقنية معالجة اللغات الطبيعية ارتباط وثيق بالذكاء الاصطناعي، بينما إرتبطت المرحلة الأولى من فقدان الأمل بابتكار تقنية قادرة على محاكاة الجنس البشري؛ بعدم امكانية تمثيل لغة كاملة داخل الحاسوب، ما جعل الأمر شبه مستحيل تحققه، مما دفع الباحثين والمختصين بتقليص مدى جهودهم وحصرها على ابتكار هياكل لغوية محددة ترتبط باختبارات التحليل الدلالي، والتي لم تكن كافية لجعل الربوتات قادرة على التكييف مع السلوك البشري بالشكل المرجو.

ثم بعد ظهور الذكاء الاصطناعي وجد الباحثين سبل جديدة لتطبيق "نظرية المحاكاة" حيث عن الذكاء الإصطناعي في الأساس يمثل سلوك وخصائص محددة للغاية لبرامج الكمبيوتر ، والتي تمكن هذه البرامج الألة من محاكاة السلوك البشري وقدراته ومهاراته بالإضافة إلى الأنماط البشرية الأخرى، ومن خلال الربط ما بين التقنيتان NLP وai توصل الباحثين الى مستوى عالي من قدرة الألة على محاكاة النمط البشري بشكل أكثر واقعية واعدين بتمكن الآلة عما قريب بشغل مواضع ووظائف استراتيجية.

اذا ًهل ترون مستقبل لتمكن الآلة "الربوتات" من التعامل مع البشر بشكل تلقائي؟ وما تداعيات ذلك؟

مصادر:

 المقال السابق ضمن السلسلة: