شركات تقنية ربما لم يسمع بعضنا عنها من قبل كانت الأقوى في مجال عملها، ولكنها سقطت من القمة لأنها لم تستطع مواكبة التطور والإبداع وسرعة النمو في عالم التقنية. سأعرض لكم بعض منها 

شركة كوداك: 

تأسست في عام 1892 م، كانت شركة كوداك مسيطرة على سوق الكاميرات بنسبة 90% في أمريكا معظم القرن الماضي، كانت مختصة بإنتاج إنتاج الكاميرات القديمة، وأفلام الكاميرات، و لكن في أواخر عقد التسعينيات، بدأت معاناة الشركة المالية، انخفضت أسهم الشركة بصورة كبيرة داخل سوق البورصة الأمريكية، حتى وصل ثمن السهم إلى دولار واحد فقامت الشركة بإعلان إفلاسها عام 2012م

والسبب في ذلك لأنها استمرت في صناعة الكاميرات التقليدية حتى بعد اختراع الكاميرا الرقمية واستخدام التكنولوجيا .

شركة نوكيا: 

تأسست في عام 1865م، الجميع يعرف مكانة نوكيا في سوق الهواتف كانت من أهم شركات المحمول في العالم، بالاضافة إلى أنها أول من قدم للعالم الهواتف الذكية وكانت تنتج تطبيقات للهواتف وبرامج لأجهزة الكمبيوتر، وكان يبلغ حجم أرباحها نحو 13 مليار دولار سنوياً، في أواخر الثمانينات من القرن الماضي اشتهرت هواتفها المحمولة في كل مكان وأصبحت تكتسح العالم كله، لكن قبل سنوات انخفض بريقها ووصل سعر سهم نوكيا لأقل من 4 دولار حتى توقف نشاطها ومن ثم تم بيعها إلى شركة مايكروسوفت .

والسبب في ذلك لأنها بالغت في تقدير قيمتها وإهمال تطوير هواتفها حتى خسرت السباق أمام أبل و سامسونج و غيرها….

شركة بلوك باستر:

تأسست في عام 1985 م، كانت من أبرز الشركات في عالم تأجير الأفلام وألعاب الفيديو عبر متاجر تأجير الفيديو وقد توسعت متاجرها دولياً في مختلف أنحاء العالم، وبلغت ذروة نجاحها في عام 2004 ، إلا أنها اضطرت لإعلان إفلاسها عام 2010 و إغلاق متاجرها ، وخاصة بعد الانتشار والتقدم الهائل لشبكة الإنترنت وزيادة مستخدميها.

والسبب في ذلك هو التغير الذي حدث في سوق الأفلام الرقمية، ومنافسة شبكة نتفليكس الشرسة، بدأت شركة بلوك باستر تخسر إيراداتها في عام 2010، ثم أعلنت افلاسها فهي كانت تقوم بتأجير أقراص الأفلام في المتاجر ونتفليكس حولت الطريقة إلى التأجير عبر البريد والانترنت .

شركة ياهو: 

تأسست في عام 1994 م، في نهاية التسعينات كان محرك البحث ياهو مثل جوجل الآن، كانت خدمة كهذه أمراً ثورياً حقاً وسرعان ما بدأ الملايين بالتدفق إلى الموقع، مع نهاية التسعينيات وصلت قيمة ياهو السوقية إلى 125 مليار دولار، وهذا ما جعلها حينها من أكبر شركات التقنية في العالم. وفي عام 2002 خسرت الشركة أكثر من 90% من قيمتها السوقية خلال أشهر فقط، ومع أنها تجاوزت المحنة دون أن تنهار، فقد كان تعافي الشركة من هذا الحدث بطيئاً جداً وغير مكتمل، في عام 2016 تم بيع الشركة لصالح شركة Verizon مقابل 4.5 مليار دولار، ومع أن هذا المبلغ كبير جداً لشركة عادية .

والسبب في ذلك هو تضييع الفرص والعجز عن رؤية المستقبل حيث أن شركة ياهو رفضت عدة صفقات كانت ستجعلها تستمر في الزعامة ومنها صفقة شراء جوجل .

أرى أن السبب الرئيسي لسقوط معظم الشركات هو المحافظة على الطرق التقليدية وغياب قابلية التطور لديهم فسبيل النجاح والاستمرارية هو نتيجة القيام بدراسة السوق ومتابعة ميول المستخدمين ، والقيام بالأبحاث التسويقية طويلة الأجل وبشكل دائم. 

برأيكم ما هي الأسباب الأخرى التي قد تكون سبباً في فشل شركات التقنية، وكيف يمكن تجنب ذلك؟