ممّا لا شكّ فيه أن شركة Yahoo صاحبة المنصة الشهيرة تسيّد عالم الإنترنت لفترة كبيرة عاصرناها جميعًا. لكن في عام 2008، وفي أوج تلك السيادة والشهرة التي حازتها المنصة الشهيرة منذ تسعينيات القرن الماضي، قرّرت شركة مايكروسوفت الإقدام على تقديم عرض خرافي لشراء منصة وموقع Yahoo.
قرّرت شركة مايكروسوفت آنذاك أن تعرض على Yahoo ما يعادل 44,6 مليار دولار. في عام 2008 أعد المبلغ قيمة خرافية، خاصةً أن بيع وشراء كبرى المنصات لم يكن شائعًا بالحال التي عليها الأمر خلال الفترة التي نعاصرها الآن. لكن قرار Yahoo! كان هو المفاجأة الكبرى.
كيف يمكن لآلية اتخاذ القرار أن تخدعنا؟
بالرغم من ضخامة الرقم، قرّر مجلس إدارة Yahoo رفض عرض Microsoft، وذلك تحديدًا بسبب "انخفاض قيمة العرض" كما أتى على لسان ممثّلي مجلس الإدارة. وقد يظن العديد منّا أن مجلس الإدارة كان على حق، وأن تراجع النشاط لشركة Yahoo! بعدها ما هو إلا مصادفة بين تقديم العرض وانخفاض أعداد المستخدمين للمنصة. لكن عالم إدارة الأعمال لا يعترف بالمصادفة.
نجد في يومنا هذا العديد من المنافسين الذي أطاحوا بشركات مثل Yahoo، وهم أمثال Google وFacebook، وقد وصل الأمر بشركة Yahoo -بعد أن نالت عرضًا بحوالي 44,6 مليار دولار- إلى أن تم بيعها في 2017 لشركة فيريزون الأمريكية بمبلغ 4,7 مليار دولار فقط، ثم بيعت مرة أخرى في صفقة جديدة بعدها حيث تعرضها شركة فيريزون مع شركتين أخريين بمبلغ 5 مليار دولار للشركات الثلاثة.
نهاية محزنة للعملاق Yahoo، لكنها أيضًا تمنحنا مؤشرًا حول أهمية اتخاذ القرارات الصحيحة في عالم الأعمال، والتي قد لا تبدو صائبة في وقتها. لكن بالنظرة بعيدة المدى، لو أدرك مجلس إدارة Yahoo عدم قدرتهم على تطوير الخدمات وإمكانيات المنصة، لاتخذوا القرار الصائب في اللحظة المناسبة، ومنعوا تلك الخسارة الفادحة التي وصلت إلى 39,9 مليار دولار.
من خلال هذا المثال، برأيكم ما هي أهم العوامل المؤثرة في عملية اتخاذ القرار والتي يجب أن نأخذها بعين الاعتبار أثناء عملية صنع القرار؟
التعليقات