نعيش اليوم مع أشخاص لديهم شريحة صغيرة في المخ تمكنهم من التحكم في الحاسوب. أحيانًا عند أخذ الوقت الكافي للتعليم تتمكن الشريحة من إعطاء الأوامر لتحريك ذراع آلي أو قول كلمة صغيرة وهذا بسبب إصاباتهم أو الحوادث التي يتعرضون لها.

في الواقع فكرة زرع شرائح في الإنسان قديمة وقد بدأت منذ الستينات لكن أول التجارب على البشر كانت في بدايات الألفيات ولكن حتى بعد سنوات طويلة من الدراسة والبحث لم تصل أي تجربة إلى الخروج من حيز المعامل. 

 العديد من الناس تعتقد أن رقائق الدماغ بها أجزاء متساوية من العلم والخيال العلمي. والتقنيات مازالت بعد غير قادرة على علاج المرض الفعلي أو الإعاقة والأمر بالتأكيد علم وليس شركة. ولكن بمرور السنوات بدأت النتائج الإيجابية بالظهور ولكن الشركات المسؤولة عن التقنية تعبر الآن ما يسميه أهل التكنولوجيا بوادي الموت. وهي الهوة بين البحث والتسويق! 

وذلك لأن رأس المال أخيرًا قد توصل إلى سوق مربح محتمل لتلك الشرائح. ومن يعرف تاريخ العلم وارتباطه بالسياسة والمال يعلم أن تواجد المال مع مؤسسات صناعة الشرائح يعني مستقبلًا واعدًا في البحث العلمي في مجالها! 

صادفتني الكثير من الدراسات التي تقول أن هناك العديد من التجارب البشرية التي أخذت الضوء الأخضر بالفعل وبعض الشركات التي تنتظر الموافقة الكاملة على البدء في العمل مما يعني أن شرائح الحاسوب قادمة لا محالة بالقرب من أدمغتنا. 

الأمر الدافع للتساؤل فعلًا هو هل المدى الذي ستصل إليه الشرائح في عقولنا. هل ستساعدنا على القيام بمهمات محددة فقط أم قد تتحكم بنا بشكل كامل وهل سيكون هناك أخلاقيات وقوانين لحمايتنا من الاستغلال الغير عادل لها. والأهم هو كيف ستتحكم الأموال في هذا الطريق الذي يسلكه العلم وكيف سنتمكن من خلق تقنيات مفيدة لنا في عالم البيزنس والاقتصاد بواسطة تلك الشرائح. كلها أسئلة كبيرة سيجيب المستقبل عليها ونحن على حافة البداية هنا. 

 بما أنه يتوقع العلماء أنه في المستقبل ستكون كل أدمغتنا مربوطة مع الحواسيب بشكل معتاد. ماذا تعتقدون؟ هل يخلق هذا كائنًا جديدًا لا هو إنسان ولا هو ألي؟ أم ستكون خطوة مفيدة للبشرية ككل؟