عالم افتراضي للعجائز والموتى. هل تدخله؟

أليس يموت التفكير حين يموت الإنسان؟ بالطبع نعم، وأظن أن هذه أول ثغرة لنقد الفكرة "التي تحترم بكل تأكيد كونها تنتمي لأحد ضروب الخيال، فهي هدفها المتعة والتفكير خارج الصندوق"

بالطبع وأنا احترم الفكرة كونها خيال علمي في حد ذاتها وأحبه أيضًا. ولكن هذه النقطة قريبة للحدوث في الحقيقة مع التطور الكبير الحاصل في تقنيات الواقع الإفتراضي وظهور الميتافيرس وغيرهم لذلك أحببت عرضها للمناقشة.

افتراضيًا كلامك صحيح فعلًا ولذلك سألت سؤال عن النسخ. فلنفترض أن في ذلك الواقع يمكن صنع نسخة من وعيك الحالي وبثها في عالم أخر لتعيش وتتعايش حتى بعد وفاتك. هل يعد هذا من الأساس أنت؟ أم أن ذاتك الحقيقية قد رحلت بينما الباقي هو مجرد نسخة فحسب.

مفيد لمن يقبع في غيبوبة مرضية فقط، أما الشخص السوي المعافى الذي لا زال على قيد الحياة عليه أن يصنع سعادته بنفسه، فهو يملك القرار، فلماذا لا يقرر أن يفعل ما يجعله سعيداً؟

فعلًا فلا أعتقد أنه مهما بلغت مثالية هذه التقنيات فإنها ستصل للحياة الحقيقية وسعادتها ومادامت الحقيقة معنا فلا فائدة من محاولة إيجاد ما لم نستطع صنعه فيها في الخيال. ولكن أتعتقد أن هذا الواقع الإفتراضي إن لم يكن يمثل الحياة فلا ضرر في ذلك؟ أعني أن يصنع واقع يمثل فترة من التاريخ تود زيارتها مثلًا أو مدينة أخرى بعيدة عليك. أتحاول دخوله حينها لتعزيز تجاربك؟

أغلب هذه المشاكل مثل النصب والاستغلال صنعها بالفعل وجودنا على عالم الإنترنت الإفتراضي ولكن تواجد حواسنا ووعينا بالكامل في عالم ما سيجعل من هذه النقطة تتعمق وتزداد فعلًا.

وعندما يحاول العودة للواقع يفشل لأن صدق الوهم، وما عاد قادرًا على تصديق غيره.

هذه مشكلة أخاف أيضًا من حدوثها عندما تتطور التقنية بشكل يجعل الواقع الإفتراضي والواقع الحقيقي متشابهان لهذه الدرجة. خاصة أن الألعاب الإلكترونية مثلًا في أوج تطورها وتشبهها بالحقيقة والبشر الآن وفي المستقبل ستزداد هذه التقنيات وتتضخم بشكل أكبر.

وهذه النقطة تطرح أيضًا بعض النقاط الفلسفية التي أخذت باعًا كبيرًا من الفلسفة. فبعض العلماء يظنون أنه لو جاء اليوم الذي نتمكن فيه من صنع واقع افتراضي يخدع بينه وبين الحقيقة فكيف نعرف أن واقعنا الذي نسميه حقيقيًا ليس واقعًا افتراضيًا أخر؟ ما رأيك في هذه المعضلة سارة؟