قرأت جملة جذبت انتباهي في واحد من أحدث الكتب التي تتناول الروبوتات والذكاء الاصطناعي، وهو كتاب (حكم الروبوتات…كيف سيغير الذكاء الاصطناعي كل شيء في حياتنا). إذ قال مؤلف الكتاب مارتن فورد: "أن الروبوتات لن تحدث تغيير في بعض الأشياء أو حتى الكثير من الأشياء في حياتنا، وإنما ستعمل على تغيير الحياة بأكملها وتنقلب الأمور التي نعرفها كليًا".

ربما لا نستشعر خطر الأتمتة إلى الآن، وإن كنا نستخدم الذكاء الاصطناعي يوميًا سواء في الهواتف الذكية أو شبكة الإنترنت وغيرهما. ولكن كما يقول المثل "ما خفي كان أعظم".

فالروبوتات لم تعد مجرد آلات مبرمجة لتقديم بعض المساعدات، وإنما هي الآن في طريقها للهيمنة على بعض الأعمال، وقد طرحت من قبل مساهمة حول الروبوت الجراح وهو ما يؤكد بأن الأتمتة هي المستقبل الذي ننتظره.

خلال تصفحي لبعض الأخبار حول الروبوتات فوجئت بالقيمة المالية المتوقعة لصناعة الروبوتات لعام 2030، فمن المتوقع أن تصل إلى 260 مليار دولار!

وأول سؤال خطر ببالي هو: هل ستحتل الروبوتات وظائفنا لدرجة ارتفاع نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها؟ وهل ينبغي علينا البحث منذ اليوم عن وظائف لا تمثل الروبوتات تهديدًا قويًا عليها؟

بالفعل هذا ما قام به بعض الباحثين حينما لجأوا إلى دراسة وثيقة MAR وهي الوثيقة التي تحدد المهارات التي يحتاج الروبوت إلى اكتسابها ويتم تحديثها باستمرار، وحينما اطلعت على بعض تلك المهارات وجدتها مهارات عادية في مجملها كالرؤية والتفاعل البشري، إلا أن طرق استخدامها قد تؤدي إلى روبوتات تشبه الإنسان في الكثير من خصائصه مثل الروبوت صوفيا. 

وقد اعتمد الباحثون على تقنيات معينة لمعرفة الوظائف التي سنحتاج إلى الروبوتات أداءها، والوظائف التي يمكن للإنسان القيام بها. وبالمنطق إن طرحت سؤالًا حول الوظائف التي نحتاج فيها الروبوتات، ستكون أغلب الإجابات تميل إلى الأمور التي تحتاج إلى دقة متناهية للغاية، كذلك وظائف مثل التغليف والتعبئة قد تقتصر في المستقبل على الروبوتات، ولكن الوظائف التي تحتاج إلى تفكير أو إبداع فالأحق بها هو الإنسان. وعلى كل حال لا نعلم ما سيحدث في المستقبل!

وسؤالي هو: ما هي اقتراحاتكم لمواجهة الأتمتة، وهل تعتقدون بأن الإنسان سيتكيف معها مثلما تكيف مع العديد من الصعوبات من قبل؟