في عام 2018 كان هنالك مؤتمر عن الثورة الصناعية الرابعة  4th Industrial Revolution. و الذي كان برعاية عدد من الجهات و المؤسسات الصناعية، و جامعة الحسين التقنية. و كنت متحدثا رسميا مع عدد من الأساتذة الجامعيين و المهندسين و وزير الشباب الأردني. كان محور الحديث هو الثورة الصناعية الرابعة و أثرها على الإقتصاد و المستقبل. أحد المتحدثين أشار إلى أنه من المبكر التحدث عن ثورة صناعية رابعة، إذ أن منطقتنا هي منطقة نامية، فهي لا تحدث التغيير التكنولوجي الثوري، لكنه تابع لأنظمة تكنولوجية يتم خلقه و ابتكاره من قبل الدول المتحكمة بالتكنولوجيا. 

ثم استهل الحديث المهندسة ربى و قامت بتوجيه السؤال لي و أردفت: ألا تعتقد أن التكنولوجيا و خلق ثورة هو ممكن في دولنا في الوقت الحالي؟ 

أجبت: إذا كان يجب أن نخلق ثورة في التكنولوجيا فيجب علينا التفكير جيدا عن نوعية التكنولوجيا التي نريد أن نتطور فيها و أن نركز على شيء أساسي و من ثم نتوسع في الثورة التكنولوجية. ما قاله الأستاذ زيد عن التطور التكنولوجي في دولنا هو صحيح لكن إعادة البناء ليست مستحيلة. صحيح أنه لا نقدر حلق ثورة تكنولوجية فعلية، لكن لدينا التكنولوجيا التي تخلق الثورة. لدينا شبكة المعلومات و الإتصالات و البنية التحتية الأساسية لها، و نملك المصانع التي تمتلك التكنولوجيا الأساسية، و منها من يمتلك تكنولوجيا عالية تنافس مصانع دول، و لا ننسى الأجهزة الذكية و الإلكترونيات التي بإمكاننا استغلالها للتعلم عن هذه الأجهزة و المحاولة في تطويرها، و يجب علينا الإشهار بالمؤسسات العلمية و دفعها للأمام أن تشارك في المحافل العالمية الضخمة. و أخيرا، لا ننسى أننا نمتلك العديد من المختبرات التكنولوجية، و الميكانيكية، و الكهربائية، و التي تمثل محاكاة واقعية للمختبرات التي بالخارج. 

ثم رد الأستاذ بالإيجاب قائلا: لا ننسى أننا نمتلك هذه المرافق، لكن من يستغلها بالشكل الصحيح؟ ليست بتلك السهولة أن تشير إلى أننا نمتلك هذه الموارد، لأن الموارد البشرية متهالكة، إذ لا يمكنك أن تنافس عالميا و تحدث ثورة و ضجة عالمية، إلا إذا تمكنت من العمل على تحسين جودة الموارد البشرية و تحسين العقول الموجودة!

في نهاية المؤتمر خرجنا بخلاصة و هي أنّ المحاولة في التطور و صنع ثورة صناعية لن تحدث في ليلة و ضحاها. و لن تحدث إلا اذا قمنا بتأسيس البنية العقلية لدى المتعلم. و شد أواصر المؤسسات المعنية فيما بينها لتحاول التطور.