طرحت سابقاً موضوعاً أسأل فيه عن تغطية شبكات الجيل الرابع 4G LTE في مختلف البلدان. هذه المرة لا أسأل عن تغطية الجيل الخامس، إنما عن قيمتها التي تقدمها لي. منذ الإعلان عن شبكات الجيل الخامس و هي تثير الجدل حول تأثيراتها السلبية على صحة الإنسان، بسبب قوة الترددات و استطاعتها مقارنة بالأجيال السابقة من الشبكات. هذا لم يمنع شركات الاتصالات من تبني هذه الشبكات.
عندما ذهبت أستفسر عن أبرز الخدمات التي تقدمها مختلف الشركات، لم تعد الشركات تقدم خدمة الجيل الرابع إلا لمن لديه جهاز قديم. أجهزة الإنترنت الموجودة إما أجهزة الجيل الخامس، أو أجهزة ألياف بصرية. عند النظر للأسعار، أجد باقات الألياف تقدم قيمة أعلى من شبكات الجيل الخامس، نظراً لما تقدمه من حجم البيانات مقارنة بالسرعة.
شبكات الجيل الخامس 5G NR تدعم الاتصال على مدى بعيد Sub-6 أو مدى قصير mmWave. بحسب المعلومات التي قرأتها من مختلف المصادر، شبكات 5G في المنطقة لا تدعم سوى المدى البعيد و الذي لا تقدم سرعات أعلى مقارنة بشبكات 4G.
إن أتينا للجانب العملي و الاستفادة الحقيقية من السرعة، هنا نكتشف الكذب في التسويق. بالنسبة لشخص أقصى ما يستهلك البيانات لديه مشاهدة الفيديو، لن يستفيد شيئاً. مواقع مثل يوتيوب و نتفلكس تتبع أسلوب DASH أو Dynamic Adaptive Streaming over HTTP لإيصال محتوى الفيديو. يعمل أسلوب DASH على بث أجزاء صغيرة من مقطع الفيديو على حسب حاجة المستخدم، بالتالي لو أوقف المستخدم الفيديو pause فإن البث سيتوقف موقتاً كذلك. يستأنف البث في حال استأنف المستخدم مشاهدة الفيديو. أسلوب DASH صمم ليخفف الضغط على الخوادم مع كثرة الأجهزة المتصلة بالخادم. موقع مثل يوتيوب يدخله ملايين حول العالم في نفس الوقت، و أسلوب DASH يساعد في تخفيف الضغط و تقليل المشكلات الناتجة عن كثرة المستخدمين.
في حالة يوتيوب، تكفي سرعة 1MB/s لمشاهدة أي مقطع، و أي سرعة أعلى لن تقدم فائدة ملحوطة. من خلال تجربتي لتنزيل المقاطع من يوتيوب، لا تتعدى سرعة تنزيل المقطع 2MB/s ، و هي أقل بكثير من السرعات التي تقدمها شبكات الجيل الرابع. نعم، شبكات الجيل الرابع تكفي أكثرية المستخدمين. من خلال استخدامي لشبكات الجيل الرابع خلال الست سنوات الماضية، أعلى سرعة تنزيل وصلت حتى 10MB/s، لكن ليس من تلك المواقع المشهورة، إنما من موقع Kaggle. كنت حينها في وقت الفجر، و كنت أعمل على تقرير لتجربة مختبر أيام الدراسة، لكن كنت أنجز التقارير في البيت، و مطلوب منا تنزيل مجموعة بيانات تحتوي على صور، و كان عدد الصور هائلاً. عدد الصور مهم لتطبيقات تعلم الآلة. كانت تلك المرة الوحيدة التي أحصل فيها على سرعة عالية و كانت السرعة ضرورية لإنجاز التقرير في أسرع وقت.
بالعودة لشبكات الجيل الخامس، ذكرت أن أشعار الباقات مرتفعة، و كأن شركات الاتصالات تبيعنا الهواء. هل يوجد أحد له تجربة في جهاز من أجهزة الجيل الخامس أو هاتف يدعم الجيل الخامس؟ ما قيمة الباقة؟ و ماحجم الاستفادة من الجيل الخامس؟
التعليقات