مسلسل "موضوع عائلي" : «الله يخرج هاد الضحك بخير» «خير اللهم اجعله خير». لماذا نردد هذه العبارة عندما نضحك كثيرا ؟

إما من يرددها اكتسبها كعادة سمعها من اهله أو أحد أقاربه المتشائمين ولا يدري ما مدى فاعليتها أو أنّ هذا الشخص حقًا يعاني من مرض رهاب السعادة أو "الشيروفوبيا" (cherophobia).

بالطبع دعنا نقول بأنّ هذا الشخص انطوائي أو يبحث عن الكمال والمثالية، فتجده يرى أن الشيء الذي يضحكه كون هذا الشيء لا يعطيه أي تطور في حياته. وحتى أنه يؤمن بأن الحظ السعيد قد يتبعه الكثير من الكوارث وفق اعتقادهم. وربما يرفضون المشاركة في المناسبات السعيدة

عمومًا لابد أن يدرك أي شخص يؤمن بمثل هذه المقولة أنّ يذكر نفسه، أنّ فوائد الضحك جمة وكثيرة وتقي من الكثير من الامراض وفق للكثير من الدراسات.

العلاج السلوكي المعرفي لمثل هؤلاء الأشخاص يعد علاجًا فعالًا.

تمارين التنفس والرياضة أمر مهم لهؤلاء الأشخاص.

التعرض للمواقف السعيدة، وتجربة ما سيحدث بعدها أمر مهمة أيضًا.

في فلسطين نستعمل الجملتين أيضًا. برأيي هذا بسبب ان كثير من المواقف التي مر بها الانسان وكان في أشد لحظاته فرحًا ثم انقلب الوضع لسوء وحزن كبير وتكرر الامر عدة مرات مع الكثير من الأشخاص، فهذا ما صور للعقل البشري أن كل ضحك سيأتي بعده حزن فأصبح الغنسان يخاف ويردد هذه العبارات. مع العلم أن السيء كان سيحصل سواء كان قبله ضحك أم لم يكون لكن هذه طبيعتنا البشرية نقوم بتحليل كل الأمور ونربطها بشيء ىخر ونجعلها عادة حتى لو كان بعيد كل البعد.

هي فعلا غباوه ان الإنسان بيخاف من الحاجات الي بيحبها ".

ليس فقط الضحك ما نخاف منه فعلًا حتى أشياء او أشخاص نحبهم، عادة ما نضع في اعتبارنا أننا ممكن أن نخسرهم ونحاول التمسك بهم مع انهم باقيين لكن الخوف يكون مسيطر. هذا يمثل مقولة "احذر من عدوك مرة ومن صديقك ألف مرة". على افتراض أنهم أقرب الأشخاص لنا ويعرفون أسرارنا ويمكنهم أن يضرونا بها. فلهذا دائمًا نتوقع أن كل ما نحبه سيسبب لنا الاذى وانه زائل، هذا ليس حقيقي لكن هذه النفس البشرية وطبيعتها.

بالإضافة إلى ذلك، أجد عاملًا حرجًا للغاية في الثقافة العربية يؤدّي إلى ظهور مثل هذه العبارات في الأحاديث العابرة، والذي يتمثّل في الإيمان بشكل أو بآخر بفكرة الفأل، حيث انّها تمثّل العديد من الأزمات على صعيد السلوكيات الخاصة بالتعامل مع الفرح بشكل أو بآخر. وبالتالي فإن فكرة السعادة نفسها دائمًا تمثّل تهديدًا بغيابها، لذلك فمفهوم الفأل السيّء والفأل الحسن تظهر بشكل غير واعٍ في الوعي الجمعي بشكل عام، وتلوح في هيأة مجموعة من الألفاظ المماثلة في شتّى الثقافات العربية.

 «خير اللهم اجعله خير».

في فلسطين نقول : " الله يجيرنا من هالضحك" دليل للتشاؤم ولكن أعتقد أن الإنسان اعتاد على تقلبات الحياة وأصبحت السعادة هي الطفرة أما الكآبة هي المعتادة .. لذا في كثير من الأحيان بعد أن نمر بلحظات ضحك يصادف بعدها أخبار سيئة أو حتى مشكلة على غفلة ولهذا ألتمس عذرا لهؤلاء الناس ولكني لا أقبل المبالغة بالأمر وأعتبر أن مثل هذه المقولات فيها دلالة على زعزعة الإيمان لأن الإنسان المؤمن ومهما كان دينه فهو يعلم أن الله معه ومن كان الله معه، فمن عليه؟