يعتبر تقديم صورة واقعية للمجتمع أحد أهم أهداف الدراما التي عادة ما يذكرها النقاد في كتاباتهم، وباعتبار أن كل عمل درامي يعكس جزء من مناحي الحياة، فتضم الأعمال الدرامية وظائف متعددة، من ضمنها وظيفة المحاماة، التي تطور ظهورها في الدراما المصرية كثيرا. 

ففي الوقت الذي كان فيه المحامي شخصا طيبا يحاول أخذ حقوق المظلومين، كان هناك المحامي "العقر" الذي يستغل ثغرات القانون في تبرئة موكليه، سواء كانوا أصحاب حق او على باطل. 

ونظرا لزيادة الظلم في مجتماعتنا نجد أن أدوار المحاماة انتشرت مؤخرا في الدراما المصرية، ففي الموسم الرمضاني فقط ظهرت مهنة المحاماة في مسلسلات المشوار، فاتن أمل حربي، وسوتس بالعربي، وهي فقط المسلسلات التي استطعت مشاهدتها ضمن السباق الرمضاني. 

ولفت نظري كثيرا تناول مسلسل "سوتس بالعربي" لهذه المهنة، وهو التناول الذي أراه من وجهة نظري يتنافى من واقع المهنة في بلد العرض (مصر)، وإن كان تقييمي لآداء أبطاله أكثر من ممتاز ولا جدال عليه. 

فكان المحامين من أصحاب البذات الرسمية (البدل) ، الذين يتعاملون بطريقة رسمية، بما يتفق مع القصة الأصلية المستوحاة من المسلسل الأمريكي "suits"، وهو ما يفتقده واقع المحاماة المصري ويختلف معه، وأعتقد أن طرح المسلسل بهذا الشكل افقده هويته بشكل كبير. 

أنت كمشاهد أيهما تفضل متابعة مسلسل يعكس الواقع الحقيقي للمجتمع أم مسلسل تم تعريبه عن قصة أجنبية لا تمت لواقع بلد العرض بصلة؟