لن أسميه انتقام ولكن ليعاقب كلٍ على فعلته، فالانتقام قد يقود الشخص ليرتكب جريمة تلو الآخرى حتى تصبح صفة متأصلة بداخله خاصةً أن لديها المال والقوة اللذان يسمحان لها بذلك.

رغم أني مؤخرا لم يعد يجذبني هذا النوع من الأعمال والتي يظهر أن الثراء والحصول على الأموال هو أمرا سهلا لكن فقط نحن كسالى، ولكن ما فقدته البطلة ليس هينا وفقدانها لشعور الأمومة ليس بسيطا يمكنها رميه خلفها وتذهب وحتى إن تناست ستتذكر ذلك عند رؤية طفل يبتسم أو أم تحتضن طفلتها ودواليك.

الجزاء الأمثل أن يعاقب كل من ساهم في ما حدث للبطلة بنفس العقاب ليشعر بآلمها، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هل كان انتقام البطلة هنا ممكنا لو ظلت فقيرة أو حتى متوسطة الحال؟! بالتأكيد لا المال والسلطة هما من سنحا الفرصة للبطلة بالحصول على فرصتها بمعاقبة كل من أذاها من قريب أو بعيد.

أيضا دائرة الانتقام توسعت من البطلة فلم تفتصر فقط على من أذوها هي شخصيا بل من أذى والدتها وكان سببا في موتها، لذا أرى أنها خضعت للانتقام وأصبح يتحكم بها، ولم يعد الأمر معاقبة المجرم فقط.

التفكير في الإنتقام أو الإنتقام يضعف الإنسان ،لكن هناك من يصبح ذلك هاجسه .لو تمت معاقبة الأم و الطبيب ،لكن من سيرجع لها رحمها ؟

طبعا لن تنسى أبدا ما حدث لها

يرتكب المنتقم نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها.

هذا تحديدًا ما أراه في المسلسل، وكأنها عادت لتثبت لهم أنهم أشرار وقبيحون، ولكن ألم تترتكب ما ارتكبوه من أجل إرضاء شهوة وضعهم في هذا الموقف بالأساس!!!

لو كنت مكان مسك، كيف تتصرف وكيف ترد الأذية وإن كنت تملك ما تملكه من مال وقوة؟

لست مكانها لأقرر بصراحة لكني اقدر تمامًا الغضب الذي تحمله، طبيعي جدًا

يرتكب المنتقم نفس الخطيئة التي ينتقم لأجلها.

مؤمنة جدًا بهذه المقولة، لكن وعلى الرغم من ذلك لنكن صادقين مع أنفسنا، ألا نشعر بشيءٍ من النشوة والفرح إن رأينا ظالمنا يتألم؟ خاصةً إن كان قد أوقع علينا من الظلم ما لا نحتمل، وتسبب لنا بأضرار جسيمة؟

صحيح أنني غير مؤيّدة لثقافة الانتقام، بل مؤمنة للغاية بأن كل ظالم سيرسل الله له من يظلمه، ويجور الزمان عليه كما جار هو على غيره، وما علي سوى أن أنتظر وأشاهد كيف سينتقم لي ربي، لكن يعود ذلك في النهاية إلى طريقة تعريف الانتقام لدى الناس.

البعض يراه بأنه تخليص حق، وثأر ويجب أن أنتقم ممن آذاني، والبعض الآخر وأنا منهم أجد أن الدنيا دوّارة، والزمن كفيل بتخليص حقي ممن ظلمني.

كما أنني أجد الانتقام بحد ذاته أمر مجهد للنفس، فهو يبقيني مشغولة النفس لا أهدأ حتى أرد الأذى لغيري، فأين المتعة في حياتي وأين السعادة وأنا أنتظر أن يتألم غيري؟

لو كنت مكان مسك، كيف تتصرف وكيف ترد الأذية وإن كنت تملك ما تملكه من مال وقوة؟

ربما كنت سأنشغل بالمال والجاه الذي جاءها وما التفتُ إليهم! سأسافر وأخرج وأتفسّح ولا أنكر قد أُغيظ من آذوني لأنهم في نفس الشركة، لكن لن يصل بي الأمر أن أفعل ما تفعل! أعتقد أنها تسببت بمشاكل كبيرة من تفريق للعائلة وإيقاع المصائب بها، ولا أقول أنني ضدّها، لكنني كذلك لستُ معها فيما فعلت.