في ظل عصر يتسم بالتفاهة، و ظهور مشاهير السوشل ميديا و إنشغل الشاب المسلم و إنخراطه فى دوّامة لامتناهية و عزوفه (الا من رحم ربك) عن الدين ظناً منه ان الإسلام يختصر على أداء ركيعات بلا روح، و شعائر زمنية كالصوم و الحج، و أن التدين و التخلف مرادفان.

و هناك ثلة من أبناء هذا الدين الحنيف، أدركوا جوهرة الإسلام ، و شموليته لكل جوانب الحياة.. لكنهم أعجبوا بالثقافة الغربية ، و أفتتنوا بجمالها و ركضوا خلف التيار الجارف ، فشربوا من معين الغرب حتى ٱرتوا، فما عاد لمعين الإسلام شارب .

بين هؤلاء و هؤلاء، مجموعة نضرة ، تشبعت بالهووية الاسلامية و أرتوت من ماءه العذب الزلال ، و شبعت من غذاءه النافع، ثم إنفتحت للعالم و للثقافات الأخرى. فأضحى حديثهم عذب، كلامهم طيب، إستدلالهم بالدين قبل كل شيء. يسحرك كلامه، فتجد فيه أنس و إنتماء، لأنه داعٍ الى الفطرة، يخاطب القلب حتى يلامس كلامه الشرايين، و يحاور العقل حتى يفيق.

ليس المقصود نبذ العلم الغربي، فـ {الحكمة ضالة المؤمن } ، لكنها دعوة الى الرجوع و التمسك بالعلم الشرعي و الثقافة المعاصرة.. والموازنة بينهما حتى لا ينشئ جيل بأكمله يغلب عليه طابع العلم الغربي، عازفاً عن الثقافة الإسلامية.

يقول إبراهيم السكران "العلم الشرعي غذاء، والثقافة المعاصرة وعاء... والوعاء الجميل يفتح شهية المتلقي للغذاء النافع"