يقول الله تعالى : 

الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268)

راجت فكرة أن المال هو أهم ملهيات العصر، وأن الله يحب الفقراء، وهم أسرع في دخول الجنة من الأغنياء! وأقنعونا أن النبي عاش فقيرًا، وعلينا أن نتأسى به في فقره، وزهده، وترك الدنيا. 

العجيب أن النبي كآن تاجرًا ناجحًا وكان ينفق على 9 زوجات مهورهن وكسوتهن وطعامهن، وكان كثير الصدقات والعطايا، ناهيك عن أولاده وأحفاده وخدمه وضيوفه، حتى إنه فى عام الوفود، قدم إليه 70 وفدًا"

هؤلاء الجهلة أنكروا قول الله عن رسوله الكريم: وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ (8) 

لقد امتدت هذه الفكرة الخبيثة حتى منتهاها وأوصلتنا إلى أمة فقيرة ومسحوقة، عالة على غيرها، خارجة عن المنافسة، غائبة عن عالمها، ويستحيل أن تبني حضارة ولا تقيم نهضة، ولا تطور اقتصادًا، بل هي ثقافة ترسِّخ لدين يصلح لتبرير الواقع، والرضا بالحال،وأن نزهد في الدنيا، و أن نتفرغ للآخرة، ونترك الدنيا لغيرنا ..!!

والأمر ليس موقوفًا لدى رجال الدين المسلمين فقط ، بل أن رجال الدين المسيحي في فرنسا قبل الثورة الفرنسية كانوا يرغِّبون الناس في الزهد، ويعلمون الناس الصبر على الجوع والفقر، في حين أن عُشر أرض الدولة وعُشر إيرادات الدولة كان مخصصًا لهم، باعتبارهم شفعاء للجميع أمام الرب..

الفقر هو رأس كل الأزمات التى يواجهها العالم الإسلامى فهو أساس كل المصائب الأخلاقية، ارتفاع معدلات فقر فى الدول الإسلامية تعود إلى"ثقافة تمجيد الفقر، المنتشرة فى ثقافتنا الدينية، وهي ثقافة خبيثة ترضى الفقراء وتخدرهم فيزدادون فقرًا، يستخدمها الدعاة، لأنها تدغدغ عواطف البسطاء".