إعداد صغيرتك لتُصبح مُبَرمِجة، هل يتعارض مع حريتها في اختيار مسارها في الحياة ؟

فلتعلم أولادك البرمجة، ولكن الاستمرار من عدمه يرجع إليهم..

تعلم التفكير ليس مقتصرا على البرمجة فقط يوجد مهارات اخرى لتعلم التفكير منها القراءة الرياضة تعلم التكلم

و حفظ القرآن الخ

لكن تعلم البرمجة مفيدة اذا كان الطفل يهتم بذلك

سمعت في احد البرامج الوثائقية عن اليابات حيث يدرسون قواعد البرمجة للطلاب من المراحل الابتدائية للدراسة ،

وذلك لايمانهم من أن البرمجة مهارة أساسية يجب أن يتعلمها الفرد مهما كان تخصصه ،

فالهدف أن يكون هناك طبيبا مبرمجا ، مهندس معماري مبرمج ، محاسب مبرمج .... وهكذا.

أنا أؤيد تعليم الابناء البرمجة وخاصة عندما نتحدث عن المرحلة الابتدائية. ستخبرني بأن هذا يتعارض مع حرية الطفل، لا أرى ذلك صحيح، لأنّ الطفل في هذا المرحلة نصنعه بيدنا أقصد هنا عقل الطفل صفحة بيضاء يحتاج إلى توجيه منا ومساعدته على اختيار مسار يفيده مستقبلًا وألا ينتابه الندم في ذلك الوقت.

أعلم أنه ربما مستقبلًا قد لا يجد الشغف في هذا المجال، لا بأس في ذلك،لأنه ببساطة تعلم البرمجة أو مجرد المحاولة الإنخراط في هذا المجال يعني أن الطفل:

• سيتسطيع حل الكثير من المشاكل التي تواجهه في حياته، سيصبح شخصًا منظمًا.
• سيتحسن أداءه المدرسي.
• سيثق في نفسه بشكل أكبر، للأسف نحن ننهي التعليم الجامعي ونحن نفتقد لهذه الصفة، فِلم لا نزرع هذه الصفة في الطفل!

وإن وجد شغفه في هذا المجال؛ لن يقف في طابور البطالة وينتظر وظيفة يؤسس بها حياته.

تعلم البرمجة أمر أساسي أضعه في قائمة ما أنوي فعله مع أطفالي مستقبلًا، إلى جانب حفظ القرآن وتعلم اللغة الإنجليزية.

تلك المهارات تثقل من مكانتهم في المستقبل، توفر لهم المجال ليحددوا أهدافهم وطموحاتهم، حيث تساعد في فتح آفاق التفكير والإبداع، وتجعل الطفل له رأيه الشخصي منذ صغره.

أما عن وظيفته المستقبلية فهي بيده، فطفل قد تعلم البرمجة واللغات سيتمكن من إنتقاء أفضل الوظائف التي تناسب مهاراته.

مساهمة في وقتها. لدي أختي الصغيرة منى، بلغت من العمر 11 عامًا، وقج فاتحتها بحذر في هذا الموضوع. لن أنكر رغبتي في أن تطلع في هذه السن المبكرة على عالم البرمجة، كي لا يفوتها ما فات جيلنا على الأقل، خاصةً أنها تمتلك الأدوات المعاصرة التي تمكّنها من هذا بكل سهولة وأريحية. لكنني أيضًا لا أريد أن أضغط عليها، وإن لم تهوَ هذا المجال فلن أضغط عليها مطلقًا في أن تخوضه، لكنني أريد فقط أن أتيح الفرصة. أرى أن مهمة الكبار في القرار تتمثّل فقط ف إتاحة الفرصة، والتي لا يجب أن تتخطى خططهم مسألة إتاحة الفرص في هذا الصدد. أمّا السيطرة، فقد تؤدي، في معظم الأحيان بالمناسبة، إلى نتائج عكسية تمامًا.

هذا موضوع مهم جداً، وأريد أن أقص تجربتي كوني مبرمج ولدي شغف منذ الصغر بالبرمجة وصاحب شركة برمجة

بالنسبة لي لا أحب أن يفرض الآباء على أبنائهم مهن وشغف معين. لذلك كانت طريقتي مع أبنائي أن لا أستعجل لهم تعلم البرمجة، فعندما بلغوا سن وإدراك يمكنهم فيه تعلم البرمجة وفرت لهم اﻷدوات المناسبة والكُتب وبدأت لهم الطريق، لكن لم أشجعهم بطريقة تجلهم ينشغلون عن باقي المجالات، فكان الهدف أن يتثقفوا بكافة مناحي الحياة والمهن المختلفة والمهن التي يحتاج إليها البلد والمجتمع، فكانت النتيجة أن اختار أبنائي الكبار (إثنان منهم) مجالات مختلفة، مع أن كل واحد تعلم لغتين (بايثون واسكراتش، ولغة لوغو على ما اعتقد) وكانت البرمجة بالنسبة لهم شيء سهل الفهم إلا أنه لم يُلامس شغفهم، فتفهمت ذلك، ولم أحاول أن أعيش حياتهم بدلاً عنهم في فرض ما أحبه شخصياً، بل شجعتهم على ما اختاروه من مجالات أخرى. أما الثالث فكان لديه شغف أكثر منهم بالحاسوب والبرمجة، وهو في الصف السادس ابتدائي، وقرأ أحد كتبي التي كتبها في لغات البرمجة، فوصل بفضل الله درجة مبرمج في فترة وجيزة وأصبحت أعطيه بعض المهام البرمجية لبرامج نحتاج إليها في العمل

أنا أرفض تمامًا أن نعكس حبنا لأبناءنا بتنفيذ رغباتنا عليهم.

علينا أن نربي أبناءنا على أنهم أشخاص مستقلون، عليهم البحث عن شغفهم وملاحقة أحلامهم وتحقيقها ودورنا هنا سيكون توجيه ودعم غير مشروط لهم ليسلكوا طريقهم الخاص في الحياة.