مراجعة فيلم الدراما والإثارة First Reformed، أحد أفضل أفلام 2018 التي لم تنل القدر الكافي من التقدير والإشادة.
إرنست تولَر هو قِسّ في منتصف العمر يعمل في كنيسة (فيرست ريفورمد) التي تبلغ من العمر 250 عام وتفتح أبوباها كمزاراً سياحياً. قرر تولر أن يحتفظ بدفتر لكتابة يومياته وأفكاره لمدة عام، على أن يتم التخلص منها بعد انتهاء المدة. يعاني تولر من الوحدة والاكتئاب بعد زواجه الفاشل ووفاة ابنه في أحد الحروب. ذات يوم، يقابل ماري، التي تريده أن يتحدث مع زوجها مايكل، المتخصص في مجال البيئة صاحب الرؤية التشاؤمية للعالم، حيث يرى أنه من الخطأ إحضار طفل جديد إلى عالم محكوم عليه بالفشل نتيجة لتأثير الإنسان على تغير المناخ. بعد مخاطبته لمايكل، يبدأ تولر في إعادة النظر في ماضي ومستقبل حياته، وتلاحقه أسئلة بشأن الأمل والأخلاق والإيمان.
بعد مشاهدتي للفيلم للمرة الأولى، قررت إعادة مشاهدته في نفس اليوم. ثم شاهدته مؤخراً لمرة ثالثة وقرأت سيناريو الفيلم. أعتقد أن هذا يكفي لتوضيح مدى حبي وإعجابي بالفيلم. أصف دائما هذا الفيلم بأنه فيلمٌ "جادّ"، يلقي الفيلم الضوء على قضية جادةّ، حتى أن جوانب الفيلم التقنية تتميز بالجدّية. عندما شاهدت الفيلم، كنت لا أعلم أي شيء عن قصته أو أحداثه، وفور بدء المشاهدة وخاصة بعد المشهد الأول منه، علمت تماماً أنني أشاهد فيلماً مختلفاً. لا أعتقد أننا نشاهد فيلماً عن رجل دين يواجه أفكار متعلقة بالبيئة ومصير العالم كل عام، هذا سبب كافي يدعوك للاهتمام بهذا الفيلم.
بول شريدر Paul Schrader، المخرج وكاتب السيناريو، أضفى حالة من الجدية على أجواء الفيلم لاقت إعجابي الشخصي، حتى من الباب التقني ستجد الفيلم مختلفاً عن معظم أفلام الوقت الحالي، بداية من أبعاد الشاشة التي لم تعد مألوفة، ومروراً بطريقة التصوير والتركيز على تقنية الكاميرا الثابتة، واستخدام اللقطات المقربة، ووصولاً إلى الاستخدام الممتاز للموسيقى والأغاني والأصوات، كلُّها أمورٌ ساعدت في توصيل فكرة الفيلم بطريقة مثالية، دون الحاجة إلى استعراض لمهارات إخراجية أو تصويرية لا طائل منها. سيناريو الفيلم هو الآخر بلغ درجة عالية من الرقي والجودة، ولاسيما الاستخدام الرائع للحوارات الطويلة التي قد تكون من أفضل ما رأيت في أي فيلم درامي من قبل.
إيثان هاوك Ethan Hawke، في دور البطولة، قدم أحد أفضل الأداءات خلال العام المنصرم، لا أريد التطرق للحديث عن جوائز الأوسكار، لكن تجاهل هاوك ما هو إلا نكتة كبيرة وخطأ لا يغتفر، في رأيي استحق هاوك الفوز وليس حتى مجرد الترشح. أداءه في الفيلم لا تشوبه شائبة، وبالأخص تعابير وجهه ونبرة صوته، التي لعبت دوراً كبيراً في سرد أحداث الفيلم، كلاهما كانا مقنعين للغاية، لا تأتي إلا من ممثل عملاق. اختيارٌ موفق من بول شريدر لبطولة فيلمه. إيثان هاوك من أفضل الممثلين من أبناء جيله في رأيي، ومشاهدته في مثل هذا الدور في هذا النوع من الأفلام كان بالأمر الرائع.
فيلم First Reformed هو فيلمي المفضل خلال عام 2018، ودور هاوك هو الأداء الأفضل في رأيي الشخصي. إذا كنت مهتماً بقضايا البيئة، أو إن كنتَ متعطشاً لمشاهدة فيلماً درامياً راقياً ومليئاً بالحوارات العميقة والأداءات الرائعة، فلا يجب أن تفوتك هذه التحفة الفنية.
ماهو فيلمك المفضل خلال عام 2018؟
التعليقات