في السنة الماضية احتلت رواية "خمسين ظلا للرمادي" المرتبة الاولة كالرواية الاكثر مبيعا بعد تربع سلسلة هاري بوتر على عرش الروايات "فترة كافية، بل اكثر من كافية" معلنة بذلك عصر الرواية الاباحية (سبقني الاخ عماد @EmadAboulFotoh الى الحديث عن ذلك هنا:

الإغراء يكون لمحات داخل الرواية من وراء وراء .. والإيروتيكا هي إشارات عامة إباحيـة متضمنة في الرواية في بعض المواضع داخل اطار سياق درامي عام .. والبورن هو الإباحية الفاضحة وهي أحط أنواع الأدب ، الذي لا يعتبر أدباً في النهاية ..

ومع الاباحية العظيمة تأتي المسؤولية العظيمة، فلنحول كل الافكار الاباحية الى افلام

او هذا ما اظنه حصل عندما وجد منتجو الافلام الروايات المنتشرة من هذا النوع، فكانت البداية في الخمسين ظلا من الرمادي... وبدأت موضة البورنو ذو الساعتين المتستر باسم فيلم عاطفي رومنسي تعود للساحة.

لا اعني ان الصرعة الاباحية التي حصلت في الافلام هي امر جديد، سواء كانت في الافلام العربية ام الاجنبية، ولا ادري حقاً ان كنت انا فقط من لاحظت هذا الان، ام انه امر قديم ومنتشر منذ سنوات... ولكن الاباحية العربية أسوا من الاجنبية

وبكلمة اسوا لا اعني ان الاباحية غير جيدة -> الفيلم لا يؤدي ادواره الاباحية -> فشل المخرج في تجسيد الاباحية -> الفيلم جيد

ولكن اعني ان الاباحية سيئة -> اسلوب التطرق الى الاباحية اتفه من نظيره الاجنبي -> اسلوب العرض اتفه -> الفيلم أسوا

كنت اريد وضع صورة لملصق فيلم حلاوة روح هنا، ولكن الامر مبالغ فيه جداً


لم اقصد من ذكر السبكي في العنوان انني اقصد افلام تلك الشركة بالذات، ولا الافلام المصرية بالذات... ولكن اعني ان اغلب الافلام التافهة، المستخفة بالعقول، والمملوئة بالبورنو هي من تلك المنطقة تحديدا، السينما المصرية والسبكي للانتاج الفني


لنأخذ ما ذكرنا من الافلام التافهة سابقاً -كي لا نلوث انظارنا بالمزيد من العناوين الخلابة- ونضعها في مقارنة سريعة، من الانتاج، الجودة، الكادر، الاصل، وردود فعل المجتمع بشكل عام:

خمسين ظلاً من البنّي:

  • الفيلم يتحدث عن العلاقات المهينة بشكل فاضح زيادة عن اللزوم

  • الفيلم يمجد هذا النوع من العلاقات المسيئة والمؤذية ويظهرها بالمظهر الرومنسي

  • تم انتاج الفيلم بناء على رواية مكتوبة، حققت المرتبة الاولى في الكتب الاكثر مبيعا في العالم

  • جودة التصوير والاخراج "حسب المراجعات التي قرأتها" كانت جيدة جدا، اضافة للsoundtrack المميز الذي تم اصداره للفيلم

  • كادر الفيلم بشكل عام ليسوا فنانين ذوي سمعة عالية في المجال الفني، لم يتم توظيف براد بيت وانجلينا جولي مثلا... وانما ممثلين من الطبقة الثانية والثالثة ربما

  • اتفق جميع قراء الرواية ومتابعي الفيلم انها مبالغ فيها، وانها خاطئة، بمجرد بحث صغير على الانترنت يمكنك اكتشاف ذلك "دون ان تتعب نظرك بالصور المشينة حتى" وهذا واضح جدا في المراجعات والتقييمات والمقالات التي تمت كتابتها في انتقاد الفيلم

الفيلم بشكل عام خرج من اللامكان، احتل المرتبة الاولى عالميا بسبب المقدمة الجذابة، وعاد الى الحضيض بعد ان اكتشف الناس حقيقته


وهنا المنافس العربي

حلاوة بالجبن

  • الفيلم مسروق من فيلم اجنبي اقرب ما يكون الى الاباحية المباشرة، دون قصة منطقية

  • يتحدث الفيلم عن العلاقات مع القاصرين... وهو امر ممنوع دولياً على ما اعتقد

  • انتاج السبكي، فخر الانتاج المصري، وعلى ما اعتقد انها اكبر شركة افلام عربية في الوقت الحالي

  • الجودة، لم اقرأ اي موضوع يتحدث عن جودة التصوير او التمثيل او ما شابه، الانترنت العربي اخجل من ان يكتب مراجعة لفيلم احتل المرتبة الاولى في العبارات التي تم البحث عنها عام صدوره

  • الكادر، اعتقد ان الكادر كله كان هيفاء وهبي، بسبب او بدون سبب تم اعتبار الفيلم "حلاوة هيفاء وهبي" وتم تجاهل كل ما قام بالمشاركة في هذا العمل العظيم

وفي النهاية... ردود الافعال

  • امام الكواليس كانت جميع القنوات والبرامج الحوارية والنخبة المثقفة والكتاب والمدونات وال... لا ادري من ايضاً، كانوا كلهم يحاولون محاربة هذا النوع من الافلام ويظهرون الانحطاط الذي وصلنا اليه بسبب هذا الفيلم متجاهلين اطنان الافلام من انتاج سعادة السيد السبكي، التي تحتوي بطون الرقاصات والسيقان الطويلة

  • خلف الكواليس كان الشعب كله دون استثناء متحمسا لظهور الفيلم، على الرغم من كون قصته منافية لجميع الاعراف والاديان السماوية والقوانين الارضية وال... لا ادري ايضا... ولكنها كانت فعلا مريضة ومقرفة، ومع ذلك حصلت على مرتبة مذهلة في نتائج البحث في العالم العربي

  • لم يكتب أحد رأيه عن الفيلم، كلهم انتقدوه وقالوا انه من علائم الانحطاط العربي، ولكن لم اقرأ ولا مقالا واحدا يتحدث عن محتوى الفيلم... ما ادراني لعل هيفاء وهبي كانت تدافع عن الطفل في القصة... كل ما اعرفه هو ما شاهدته من التريلر والمنشورات الغاضبة الحانقة التي تتحدث عن القرف في القصة "الى ان رأيت الوكبيديا"

  • نوعية القصة التي لم اسمع بمثلها سوى في الهينتاي اليابانية، وحتى في الهينتاي اليابانية لا تصل الى هذه الدرجات، هي شيء ارخص من الاباحية.


في النهاية، ليس هناك رابح هنا فعلياً... كلاهما فلمان اباحيان وكلاهما يستحقان الحرق او على الاقل النشر في احد المواقع الاباحية الحقيقية وليس في صالات السينما.