في هذه المراجعة لن أتحدث عن أحداث الفيلم أو قوة القصة أو منطقيتها حتى، هذه المراجعة الغير عادية للفيلم سوف تتطرق إلى التحليل النفسي و التعمق في شخصية باتمان و بروس واين.
فارس الظلام و أمير الظلال الشخصية التي كلما مر الزمن كلما أصبحت سوداوية أكثر، لكن في هذا الجزأ كان التغير الأكبر في الشخصية من كل النواحي، في الحقيقة أعتقد أن DC حاولت في هذا الجزأ تغيير مفهوم باتمان بأعين المتابعين القدامى، فباتمان الذي لا يقتل سوف يقتل، باتمان الغير متسرع سوف يصبح متسرع، باتمان أيضاً سيصبح أقل ذكاءاً وبشكل ملحوظ.
لنبدأ بتحليل باتمان الرجل، بروس واين و لنقارنها و نحللها مه بروس واين كريستيان بيل، أصبح أقل هدوءاً أكثر غضباً، أقصر نظراً وأقل ذكاءاً، بإختصار يبدو أن بروس واين الجديد ليس رحيماً و ليس عاطفياً، على الأقل إذا ما قارناه ببروس واين الخاص بكريستيان بيل.
بروس واين في هذا الجزأ بدا أقل ذكاءاً، لعل هذه النقطة تتركز في عدة قرارات قرر أن يتخذها، منها أولاً قراره المتسرع في مواجهة سوبرمان ظناً منه أنه سيحقق العدل دون وجود أدلة واضحة أمامه تدين سوبرمان، خاصة أن بروس واين إعتاد على أن يكون محقق و غير متسرع و متأكد مما يفعل، ثانيا عندما قرر أن يسرق المعلومات من ليكس لوثر قام بها بالطريقة العادية الإندفاعية، لا أدري هو ضعف في النص أم ضعف في شخصية بروس واين، ليس هذا فحسب بل بشكل عام لم يكن بروس واين الرجل العبقري الذي لا يخدع بسهولة.
اما باتمان فكان أكثر ظلاماً، أكثر تسرعاً، أكثر عنفوانا و أقل ذكاءاً أيضاً، من كان يتخيل أن باتمان سوف يسعى وراء مجموعة من المرتزقة ليأخذ حجر الكريبتونايت منهم بهذه الطريقة الساذجة ؟ من كان يتخيل أن باتمان سوف لن يكون قادر على إكتشاف مخططات ليكس حتى لو لم يتمكن من منعها، باتمان كان واضحاً عليه أنه يريد أن ينتقم لا أكثر و للأسف بدون سبب واضح، أيضاً بدون هدف واضح امامه، كما لو أن سوبرمان هو العائق الوحيد أمام باتمان الوحش ليسيطر على العالم.