كنت أتوقّع تماماً هذه النوعية من الأخبار ، مع بدء عرض الجزء الثاني من فيلم الرعب " The Conjuring " عالمياً .. والذي - حسب ما يبدو من تريلر الفيلم - تنطـبق عليه كل أدوات الرعب المعياري :

  • الاستحواذ الشيطاني

  • الحركة السريعة للكاميرا التي تحطم أعصابك

  • الموسيقى التصويرية التهديدية طوال الوقت

  • المسوخ الذين يظهـرون خلف البطل / البطلة طوال الوقت دون أن ينتبه..

  • ثم مشهـد استخراج الروح الشريرة الذي يستمر 20 دقيقه يكون فيه الكثير من الدماء والصراخ ، ورشّ الماء المقدس على وجه الممسوس ، والإشارة بالصليب ، إلخ ..

وهي كلها تنويعات في المشاهد لفيلم الرعب الأسطوري " طارد الأرواح الشريرة The Exorcist " الذي تم انتاجه في أوائل السبعينات..

شاهد التريلر :

في الصحافة هذه الأيام ، خرجت علينا أخبار وفاة مشاهد هندي أثناء حضوره للفيلم ، بسبب أزمة قلبية .. ثم تم نقل المتوفي للمشرحة ، الذين اكتشفوا انه قد اختفى منها ولم يعد له أدنى أثر !

في خبر آخر ، ذلك المشاهد الذي عاد من الفيلم ليكتشف أن ثمة ( صليب ) كبير مرسوم على مرآته في غرفة نومه ،فرفع صورتها على تويتر ..

في خبر ثالث ، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لفتـاة شابة تعاني من تشنجات مخيفة اشيع انها بعد خروجها من الفيلم ، وأنها تأثــرت من مشاهد الرعب التي به ، وتم الاستحواذ عليها شيطانياً ..

النتيجة ؟

تسويق هائل للفيلم .. انتشار هائل بين الشباب والمراهقين ومحبي الرعب عموماً لضـرورة مشاهدته .. تركيز كامل للنقاد عليه .. ربما لثلاثة أيام - حتى الآن - الصحافة العالمية الفنية تركز على هذه الأحداث التي لا يُمكن اثباتها أو نفيها ..

لن يمل البشر من الإنجذاب للشائعات ، خصوصاً عندما تأخذ - بشكل ما - طابعاً جدياً ، ويتم الحديث عنها في الصحافة الرسمية .. رغم أنك لو أجريت بحثاً بسيطاً بخصوص أشهر أفلام الرعب خلال الـ 100 عام الأخيرة ، سوف تقرأ أيضاً عن تلك السيدة التي توقف قلبها من الرعب .. أو ذلك الفتى الذي وجدوه مشنوقاً بعد مشاهدة الفيلم ، إلخ..

يظل هذا هو الأسلوب الأنجح للتسويق على مرّ العصور .. بدليل أنني وأنا أكتب هذه السطور ، متشوّق جداً لمشاهدة هذا الفيلم بعد ما كُتب عنه ، رغم أنني أرى أن الجزء الاول منه كان السخافة ذاتها..

مصدر ، هافنغتون بوست ، نقلاً عن مصـادر غربية :