هل يجب على المستشفيات الخاص أن تعالج من يتقدم لها من الفقراء بشكل مجاني؟ فيلم نبيل الجميل

اعتقد انه على الأقل يمكن توقيع عقد بين المستشفيات الخاصة و الحكومية و في الحالات الحرجة جدا و التي تستلزم تدخل المستشفيات الخاصة تقوم الحكومة بدفع هذه التكاليف، على الأقل هكذا تكون الحكومة غطت احتياجات المواطنين و كذا المستشفيات الخاصة تستفيد من المال المقدم لها من الحكومة، لانه في الأخير يعتبر الهدف الأساسي للمستشفيات الخاصة هو تحقيق الأرباح. فهي مؤسسات تجارية تعمل في سوق الرعاية الصحية. ومن المنطقي أن يكون لديها استراتيجيات لتحقيق هذه الأرباح.

المستشفيات حتى لو كانت خاصة إلا أنها تقدم خدمات لا غنى عنها بالنسبة لمن يقصدها، خصوصا إذا كان الغرض من التحول نحو مشفى خاص هو قصور المستشفى الحكومي، فإن تحدثنا عن الواجب عموما بالنسبة للطبيب أو الجراح أو أي عنصر سيكون مسؤولا عن السلامة الصحية لشخص آخر فقطعا لابد من واجبات تكفل سلامة وكرامة هذا الشخص.

أما عن المسألة الأخلاقية بخصوص التكفل بغير المقتدر ماديا، فليس من واجب هذه المستشفيات الخاصة علاج كل محتاج لأن هذا سيتعارض مع حاجتها للمال لا للتكسب فقط بل حتى للبقاء ومواصلة النشاط.

أما عن اختيار حالات خاصة وتقديم العلاج المجاني لها فسيكون بدوره تصنيف للمرضى من حيث الأهمية أو أي معيار متحيز آخر

الحل بسيط من وجهة نظري ولو تم تطبيقه سيحقق صاحب المستشفى الخاص أرباحه كما هي وأيضا سيكسب إحترام المجتمع.

الحل هو أن تقوم المستشفى بفتح باب تبرعات لمن يريد لعلاج الحالات الحرجة وننوه هنا للحالات الحرجة الغير قادرة ويتم الصرف على تلك الحالات من هذ الصندوق الخاص بالتبرعات وصدقني باأن الشخص عفيف النفس الغير قادر هو شخص غير متبجح فهو كما قال الله تعالى "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا" فهو لم يقصد باب المستشفى الخاص إلا للضرورة، وفي الواقع رأيت بعيني هذا الأمر في مستشفى خاص بمدينتي مشهورة وأيضا بمجمع طبي خاص.. فلو كان المريض لا يمتلك المال الكافي يتم علاجه من صندوق التبرعات.

هل من واجب مستشفى خاص (هدفها الأوّل والأخير التكسّب) أن تُعالِج من لا يملك مالاً؟

لا، ليس من واجب المستشفى الخاص القيام بذلك. لأنه من المفروض أن تقوم الدولة برعاية مواطنيها وليس الأفراد ممن يمتلكون مستشفيات خاصة.

وهذا حق مشروع وبين من لا يملك المال ولكنّه يحتاج علاجاً مُستعجلاً جداً (وهذا حق مشروع أيضاً)، شاركني رأيك بالسؤال، إلى من تميل ولماذا؟!

أعتقد أنه يكون من واجب المستشفيات الخاصة أن تفتح أبوابها كعمل أخلاقي فقط في حالات الطوارئ و الأوبئة بالضبط كما حدث أيام كورونا. فعندما تكون الدولة كلها بكافة مؤسساتها واقفة على قدم وساق لمجابهة وباء قتال، فساعتها الواجب الأخلاقي الضروري يتطلب من الجميع التعاون وهنا يجب ألا تنظر المستشفيات الخاصة للتكسب في هذا الوقت. ورغم ذلك، ما كان عندنا هو ان أسعار العلاج في تلك المستشفيات وصلت مستويات عالية جدأً لا يستطيعها إلا غني وغني جداً!!!

وهذا حق مشروع وبين من لا يملك المال ولكنّه يحتاج علاجاً مُستعجلاً جداً (وهذا حق مشروع أيضاً)، شاركني رأيك بالسؤال، إلى من تميل ولماذا؟!

المستشفى هو منشأة للكسب وبها عمال وتحتاج دفع رواتبهم في نهاية الشهر وعليها العديد من الالتزامات الأخرى، لو كانت ملجأ للفقراء ومن لا يمكنهم الدفع بتفكير منطقي لا يمكنا تسديد ما عليها من التزامات حقيقة، لكن لو فكرنا بطريقة مشاعرية نجد انه عليها تقديم خدمات علاجية على الاقل باسعار مناسبة لهذه الفئات.

من وجهة نظري يمكن لهذه المستشفيات تطلب دعم جمعيات أو جهات حكومية حتى تتكفل بنسبة من قيمة مثل هذه العمليات مع تكفلها هي بنسبة من المبلغ المستحق وبهذا التكافل يمكن تحقيق التوازن نوعا ما للمستشفى وللمرضى.

قد لا يكون واجباً على المشفى الخاص معالجة جميع الحالات التي تدخلها وهي لا تستطيع دفع التكلفة، ولكن يمكن اجراء الأساسيات اللازمة لابقائها على قيد الحياة ثم تحويلها لأحد المشافي الحكومية بضمان استمرار المريض على قيد الحياة وعدم تدهور حالته الصحية أو ظهور مضاعفات للمرض.

وفي بعض الحالات، بعض المشافي توفر نسبة معينة من التخفيضات والاعفاءات ربما لمن لا يملكون حقاً دفع التكلفة وافتقرت المشافي الحكومية لإمكانات علاجهم وتطبيب جروحهم.