شاهدتُ فيلم prisoner، الفيلم يطرح مسألةً غريبة بصعوبتها، هل يمكن لإنسان عادي، مدني عادي، أب مسالم، أن يُصبح رجل يقدر على التعذيب؟ جواب الفيلم: لو خطفوا ابنته! 

هل تجد الجواب مقنعاً؟

إن فكرة قيام شخص ما باختطاف طفلك هي أسوأ كابوس لكل والد، إذا كنت تشك في أن شخصاً ما قد اختطف ابنتك، فمن الطبيعي أن ترغب في تولي الأمر بنفسك وأن لا تتركه للشرطة، من هذا الذي سيقتنع بأنّ الانتظار وسيلة لحمايتها؟ ومع ذلك من المهم أن نتذكر أن النظام القانوني موجود لحماية الجميع بما في ذلك المتهم.

هنا يظهر التضاد، ماذا تفعل؟ عدم الاشتباه من قبل الشرطة بمن تشتبه بهم أنت يعطيك دافعاً كافياً للتدخل فردياً والتطرّف باستجوابه؟ إذا برّأت الشرطة الشخص الذي تشتبه في قيامه باختطاف ابنتك، فهذا يعني أنها تعتقد أنه لا توجد أدلة كافية لإدانته، هذا لا يعني أنه عليك أن تصدق الشرطة، ربما لا تزال تعتقد أن الشخص مذنب وقد تكون على حق.

كيف تحلّ هذه المعضلة؟ بين أن تقوم بواجبك اتجاه ابنتك أو أن تحترم القانون ورؤيته للأمور.

 عن نفسي مثلاً لا أرى قانون بالعالم أتقيّد به إلّا واجبي في حماية ابنتي، هذا القانون الذي كنت سامتثل به لو كان الموقف حقيقياً وسأمرّ به، قد أفعل كل الأمور المتطرفة لإنقاذها، وأنت؟ هل تغامر مباشرةً وبسرعة وتقوم بذلك؟ أم أنّك ستثق بالقدرة البوليسية التحقيقية في بلدك وتدع الدولة تقوم بعملها دون أي تدخل؟