بعد مرور أكثر من اثنا عشر عامًا على عملي في الصحافة اكتشفت جملة جميلة جدًا بتوصفني، وهي: أتاريها شغلانة منحوسة وملهاش مستقبل أولها كوبيا وأخرتها بوابة أبو زعبل.

لم أبدأ بتلك الفقرة لأشجعكم على الاعتراف بمشاعركم تجاه حياتكم المهنية بأريحية، ولكن كل همي كان مشاركتكم مشاعري وخلق جو من البهجة في بداية المساهمة، والآن دعونا نعود للواقع المرير ونكتشف سويًّا الأسباب والنتائج التي دفعتنا لاختيار مهنة لا نحبها أو حتى مهنة نحبها ولكنها سحبتنا لدوامتها فأفقدتنا شغفنا تجاهها.

ما أسباب التحاقنا بمهنة لا نحبها؟

1- البحث عن مصدر دخل سواء كان مجزي أو أيّ مصدر دخل لسد احتياجاتنا فقط

2- البحث عن مهنة كدرجة سلم تساعدنا على الصعود لمهنتنا التي نرغب فيها

أو كما فعلت أنا دخلت مهنة التسويق من أجل الحصول على دخل مستقل يصرف على مهنتي بما أن مهنتي ظالمة لا تعترف بالموهبة والمهارات وتثق في التوصيات فحسب (الواسطة) 

3- الاستسلام لضغط الأسرة أو لتنفيذ مطالب والد العروسة

فالزواج في مجتمعنا شروطه: الشقة والوظيفة الثابتة، والحياة المعيشية التي تتناسب مع حياة الزوجة قبل الزواج

ما هي النتائج المترتبة على العمل في وظيفة لا تناسبنا؟

1- العمل الروتيني المليء بالأخطاء

2- الافتقار لروح الإبداع

3- البحث عن عمالة كثيرة 

بما أن أغلب الموظفين لا يجيدون ولا يحبون عملهم، والشخص المناسب لم تجده الشركة بعد -رغمًا عن وجوده بدون عمل- للأسف هذا من وحي الواقع.

لنناقش أخر نقطة، والتي بدأت بها مساهمتي؛ فكيف لشخص يعمل في مهنة يحبها أن يشعر بأنها أخذته لعالمها ولم تسمح له بتنفس الصعداء؟

لازلت أبحث عن إجابة هذا السؤال المُحيِّر حتى الآن ولا أجد إجابة واحدة مقنعة؛ لذا ساعدوني في البحث عن الإجابة.

الآن دعونا نتوقف لحظات ونفكر في حياتنا العملية، وبعد ذلك أخبروني هل قلتم يومًا أتاريها شغلانة منحوسة وملهاش مستقبل؟