هذا الفيلم القصير زمنيًا "ساعة ونصف" والصغير في أماكن أحداثه، تقريبًا يدور كله في غرفة معيشة أحد البيوت المتوسطة في نيويورك، ألقى الضوء على عادة اجتماعية قديمة أبد الدهر ومستمرة حتى نهاية الزمان، ألا وهي الزيف في التعامل.

العائلتان المتحضرتان تجتمعان في أول الفيلم لآن أحد أطفال العائلة ضرب طفل العائلة الأخرى، ويريدون الاجتماع لإنهاء الأمر بطريقة متحضرة، عن طريق كتابة خطاب اعتذار، ومن ثم مناقشة كيفية الصلح بين الطفلين، ولكن بنهاية الفيلم نرى أن ما احتوت عليه وجوه هؤلاء الأزواج الأربعة لم تكشف ماهية مشاعرهم على الإطلاق، وأن كل تلك الكياسة كانت غلاف محكم لكثير من الهمجية والغرور، كُشف مع الوقت.

حسب الـAPA فإن 80% من الأمريكيين يعانون من ضغط نفسي يومي نتيجة إظهار جانب مثالي غير حقيقي من حياتهم الاجتماعية، خاصة في المواقف الرسمية، ولمن الأرجح أن تكون النسب مقاربة إذا تم عمل احصائيات مشابهة في عالمنا العربي.

فكم منا يضطر للتعامل يوميًا بقناع من التحضر والرقي، يخفي به طبيعة إنسانية قد تفضل المشاكل لأتفه الأسباب، مثلما حدث في الفيلم، هل تجزم أنك لا ترتدي ذلك القناع يوميًا؟ وإذا كنت ترتديه، فكم قناعًا تملك؟