لقد كانت سنة 2022 سنة للتفرّغ لما أُحب! وأنا أحبُّ الكتابة، الكتابة البصرية تحديداً، أيّ السيناريو، أحبُّ الكتابة للسينما، لذلك عليّ يومياً أن أشاهد الأفلام وأتعلّم أكثر عملياً من سياقات هذه الأفلام الإجابة على السؤال التالي: كيف تُصنعُ الحكاية؟. 

خلال هذه السنة شاهدتُ الكثير من الأفلام، الكثير فعلاً ولكنني اليوم سأحكي عن الأفضل، أفضل خمسة برأيي:

ستالكر Stalker: 

هو فيلم روسي شهير لمُخرج أشهر، يُقال بأنّهُ شاعر السينما العالميّة وأنا أقول بأنّهُ ومن هذا الفيلم هو شاعر وفيلسوف كبير أيضاً، شيء سحري المرور بهذه التجربة التي تحكي عن الإنسان فقط، رحلة الإنسان في البحث عن ذاته وعن إجابات لمعاناته الغير مُبررة في الحياة، رحلة خيالية رُكّابها أو مرتادوها ثلاثة مُختلفين في مواقعهم في هذه الحياة: العالم والأستاذ والرجل التعبان الذي يعمل مقتفي. 

هذا الفيلم أنصح به أولئك المُحبّين للخوض برمزيّات وسياقات بصرية سريالية مُغرقة بالغرابة واللا منطق بحثاً عن المنطق والجواب الذي يبرر كُلّ هذا الحاصل في الحياة. 

لا تنظر لفوق don't look up: 

هذا الفيلم عن السخرية!  عن السخرية من الحالة الشعبيّة العامة للناس في تعاطيهم مع أمورهم الكبرى في الحياة وعن أصالة سطحيّتهم السائدة، تدور كل الحكاية عن علماء يكتشفون أمراً يجب أن يعرفه الناس لتبدأ رحلة طويلة أطرافها: الناس والعلماء والسلطة. 

العلاقة بين هذه الأطراف مرّات تكون مُضحة ومرّات مُضحكة ومثير للسخرية حدّ البُكاء 

قدّم في هذا الفيلم ليوناردو ديكابريو أداءً رائعاً على أنني لم أقتنع جداً بمستوى جينفير لورنس فيه، بالمناسبة، هذا فيلم تمرُّ فيه ميريل ستريب بدور ثانوي له حجم كبير لمحبيها

الفيلم مُهم لمن يجد قضيّة السخافة والجهل العام والتسطيح قضيّة مُهمة!

قائمة شيندلر Schindler list: 

هذه التحفة جمالها مُتعب! أفضل أفلام ستيفن سبيلبرغ على الإطلاق، هو عن عذابات مُعسكرات أوشفيتز أو ما يعرف بالمعسكرات الألمانية المُتخصصة في إبادة اليهود! هذا فيلم مُرعب حقاً يُصوّر فيه معاناة شعب كامل يرزح تحت رحمة جلاد يفتقدها، الفيلم تجربة في الأبيض والأسود عن زمن أسود، أو ربما أحمر قاتم. 

تابعنا الكثير من الأفلام سابقاً عن هذه المرحلة العصيبة من حياة اليهود إبّان الحرب العالمية، ما الذي يميّز هذا الفيلم؟ هذا فيلم صُنع عن النجاة، قصّة حقيقية لإنقاذ قائمة من البشر عن طريق شخص اسمه شيندلر (لن أقوم بحرق الفيلم لذلك لن أتكلم عنه بالتفصيل) لكن بالمُختصر، هذا فيلم صُنع عن الحريّة، لا السجون، عن الحياة، لا الموت. 

العاشق:

هذا فيلم عربي لكنّهُ على ذلك بقصّة محليّة قد تصل إلى العالميّة بعمقها وأصالة صنعها، مُخرجها هو مُخرجي السوريّ العربي المُفضّل: عبد اللطيف عبد الحميد. أبطال الفيلم: ديمة قندلفت وعبد المنعم عمايري. 

قد أكون مُتأثراً للغاية بهذا الفيلم لأنهُ عن قصّة الوطن الذي أعيشه، سوريا، هو يحكي عن حياتنا بين مونتاجين سينمائيين بداخل الفيلم، مونتاج الماضي ومونتاج الحاضر، كيف كانت سوريا قبل الأزمة وكيف صارت بعدها. 

أجمل ما في الفيلم هو حديثه عن ما كُنّا نؤمن به وما آل إليه حالنا بسبب هذا الإيمان! فيلم رائع لسهرة رائعة تقضيها بأوجاع تشبه أوجاعنا العربية المٌشتركة 

جدار الصوت:

 

هذا الفيلم ثيمة قصّته تحكي عنه بكل بساطة واختصار، فيلم يحكي عن لبنانيين يعلقون في منزل مهجور أيام الحرب، هذا المنزل المهجور يهبط عليه، على سطحه، عناصر لقوات إسرائيلية تقوم بالتمركز فيه، هم بالأسفل يعيشون أسوء أيام حياتهم، أسوء الصمت وعلاقة الصمت بالصوت والإنسان العربي. 

هذا ما انتخبته أنا مؤخراً، وأنت؟ ما الذي أعجبك من أفلام هذه السنة؟