فيلم Dangal .. هل الأبناء مسؤولون عن تحقيق أحلام آبائهم؟

هل أنت متفق مع فكرة أن يضع الأب طموحه الذي لم يحققه في أولاده؟

الفكرة هذه متواجدة بكثرة في مجتمعاتنا وللأسف تؤدي بالأطفال إلى الفشل أو الضغط النفسي إذا كان متفوقا في ذلك الشيء، أنا كأم أحاول اكتشاف ذكاء أبنائي وما يحبون القيام به واعمل على إرشادهم لما يناسبهم بدون الضغط عليه لأنه من الممكن حتى ملاحظاتي تتخللها بعض الميول النفسية والطموحات التي لم أحققها أو التي يمليها علينا المجتمع.

هل أنت متفق مع فكرة أن يضع الأب طموحه الذي لم يحققه في أولاده؟

لا، ولكن في حال كان لدى طفلي المحبة والشغف في المجال الذي كنت أطمح له ولم يحالفني الحظ وأنا بسنه فسأحاول جاهدا أن يحققه هو، وهنا اهتمامي على شغف وموهبة ابني وماذا يحب أن يفعل وليس ما أحب أنا أن يفعل هو!

أن يحمل ابني في طفوته حلمي هو أمر جميل، يجعلني أرى نفسي وأنا طفل من خلال عينيه ولكن لنفترض أن ابني لا يحب المجال الذي أطمح له، ما ذنبه؟ يجب إعطاء الأبناء الحرية الكاملة في اختيار المجال الذي يرغبون بتعلمه والعمل به وبعدما يختاروه على الأهل مساعدتهم بالوصول سواء اتفق الأب مع هدف ابنه أو لم يتفق

وطاب يومك

هل أنت متفق مع فكرة أن يضع الأب طموحه الذي لم يحققه في أولاده؟

بصراحة أنا لا أوافق على ذلك ولكنني أفهم تماماً شعور الآباء الذين يحبون أن يستثمروا في أبنائهم بعد أن فشلوا هم في تحقيق ما يصبون إليه، وأفهم تلك الرغبة التي تختلج في جوفهم لرؤية حلمهم متجسداً في أبنائهم وبذلك يستبدلون فشلهم الأول بنجاح آخر، ولكنه شعور أناني إذا ما اتجه إلى اتجاه الإجبار والتعارض مع حلم ذلك الإبن .

كيف تتصرفون إن كنتم مكان الأب، وفي حال وضعتم حالكم مكان الأبناء كيف سيكون رد فعلكم إن طلب منكم الأب تحقيق حلمه؟

بالنسبة لي أعتقد أن حلم كل أب أن يرى ابنه ناجحاً، الأمر ذاته معي فإن كنت مكان الأب سيكفيني رؤية نجاح أبنائي في أي مجال كان لا يهم أن يتوافق مع ميولي وحلمي الخاص، ولا أستطيع أن أفرض على أي شخص حلم ومستقبل معين فنحن لسنا سواء .

أما إن كنت مكان الأبناء فسأعارض وسأرفع راية التمرد هذه المرة، وليس هذا عقوقاً أو عصياناً، فأن أمنع والدي من الندم على تدمير مستقبلي من أجل طموحه الخاص هو البر بعينه .

فأنا لست مشروعاً ولست محاولة أخرى، أنا إنسان لي كياني الخاص ولي أحقيتي للإختيار، وإقحامي في مجال لا أريده قد يعرضني للفشل وربما أنجح ولكنني سأعيش تعيسة بسبب اختيار لا أجد نفسي فيه .

إن كنت مكان الأب لا أحاول برمجة طفلي على أي أمر، فأعتقد أنه من النادر أن يجتمع أحلام الطفل بالأب أو الأم، لكنه تأثير الآباء وغرس الأفكار وتنميتها هو ما قد يجعل الأبناء يتوارثون حلم الآباء.

أما الإجبار فهو لا يجوز إطلاقًا وهو تحقيق للتعاسة لا للأحلام، أذكر قصة شاب يقربني أجبره والده على دراسة الطب، وبعد عدة أعوام من الدراسة اكتشفت العائلة أنه غير مسار دراسته ويدرس علوم الحاسوب إذ لديه شغف كبير بالإلكترونيات والبرمجة، وغضب الوالد غضبًا شديدًا، لكنه بالنهاية قبل الأمر الواقع وتعايش معه، ولذا فأرى أنه أخطأ من بادئ الأمر حين أجبر ابنه، وكان من واجبه نصحه وحسب

كيف تتصرفون إن كنتم مكان الأب، وفي حال وضعتم حالكم مكان الأبناء كيف سيكون رد فعلكم إن طلب منكم الأب تحقيق حلمه؟

هذا يعتمد على ما إذا كان الابن له خطة واضحة يسير عليها وهدف يسعى له، أو أنه هو أصلا لا يعرف ماذا يريد، وغالبا الوالدين لا يفعلون ذلك إلا مع الابن التائه الذي لا يعرف ماذا يريد، ففي هذه الحالة أجد أن تصرف الأبوين ليس بخاطئ تماما، بل لابد للابن أن يكون على وعي بما يريده في الحياة بحيث حتى لو طلب منه الوالدين ذلك، يكون على استعداد لاطلاعهم على خطته وبذلك -غالبا- ينثني الآباء عن رأيهم.

أما من يجبرون أبنائهم على طرق حياة معينة فهؤلاء بحاجة هم وابناؤهم لتوعية ولعلاج نفسي في بعض الحالات.

ولكن أحيانًا يحدث أن يتفق حلم الأبناء مع الآباء فيبدو الأمر رائعًا ولكن قد يضغط هؤلاء الآباء على الأبناء لتحقيق الحلم مما يؤدي بالأبناء لدرجة يكرهون فيها هذا الحلم وهذا الأب

الواقع يقول أنه غالبا ابن الطبيب طبيب وابن الضابط ضابط وابن الرياضي رياضي

والحق أن هذا يحدث في أغلبه بسبب ما يجده الابن منذ صغره في بيته وعمليات الإيحاء التي تحدث للطفل.

بيت الرياضي لا تكون فيه سوى الرياضة، فيكبر الابن وكل شئ حوله عن الرياضة، وكلام أهله وأصدقائه عن والده الرياضي، وكذلك الطبيب، فيتشرب من صغره حب مجال والده.

وبالطبع فإن حلم والده سيتسرب إليه وربما يرى أنه من الوفاء للوالد تحقيقه لحلمه.

لكن هذا لا يعني أن هذا يحدث دائما لكن هو الغالب وما عداه شاذ.

أما من ناحية الأب، فإن الآباء يرون أن أبناءهم امتداد لهم لذا يحب أن يراه في المجال الذي يعرفه ويفهمه، ولأنه فشل في شئ ما فبالتأكيد لن يفرح إلا إذا حصل ابنه عليه كأنه هو الفائز بسبب نظرته لابنه كامتداد له. ولأن الإنسان بطبعه لا يريد أن يرى أحدا افضل منه سوى ابنه.

هل أنت متفق مع فكرة أن يضع الأب طموحه الذي لم يحققه في أولاده؟

إنها تختلف؛ فبعض الآباء كان يحلم أن يتعلم! فقط أن يتعلم ويدخل مدرسة شأنه شأن الناس؛ لكن ظروفه لم تسعفه؛ مثل أنه نشأ يتيمًا؛ وكانت البيئة معدمة وفقيرة؛ فمثل هذا الأب على الأبناء أن يسعوا بكل ما أتاهم الله من قدرات؛ على أن يحققوا حلمه فيبلغوا في العلم درجاتٍ تعوض حلمه هذا. أما تقييد الطموح؛ بأن يحكم الوالد على ولده بدخول مجالٍ معين؛ فقط لأنه أراده لنفسه؛ أو لأنه افتتح مشروعًا في مجاله ويريد لابنه أن يخلفه فيه؛ فهو ظلم للولد بالطبع.

وبعض الآباء يكون ذكيًا؛ فيحتال على الأمر؛ فيغرس في الصبي حب هذا المجال بكل الطرق؛ حتى يقنعه أن هذا شغفه الحقيقي؛ فيسير الصغير على خطى والده وهو غير كارهٍ لهذا.

وقد عاينت تجربةً أدت إلى انعدام شخصية الولد تمامًا؛ فلم يعد يعرف ماذا يريد، وكأن والده لم يجعل له شخصية مستقلة؛ فالولد خلق ليعيش حياته، ويكتب فصول قصته؛ لا ليكون عوضًا لحلم أبيه.