بعد إنتشار فيروس كورونا و لجوء الدول إلى القيام بالحجر المنزلى لفترة طويلة تأثر العديد من المجالات و من ضمنهم دور العرض. خاصة بعد إتجاه العديد إلى المنصات المختلفة لتعويض إغلاق دور العرض أثناء فترة الحجر. و بعد عودة دور العرض للعمل بنسبة تحميل قليلة اضطر صانعو الافلام ذات الإنتاجية الضخمة إلى حجب أفلامهم لفترة حتى لا يتعرضوا لخسارة مادية و خاصة أن فكرة الخروج إلى السينما عند الكثيرين حاليا اصبحت غير واردة نظرا لظروف الوباء المتشر. فهل ستعود دور العرض إلى مكانتها بعد إنتهاء الجاىحة أم سيفضل الناس المنصات و المشاهدة من المنزل؟ انتظر آرائكم فى التعليقات.
هل قضت كورونا على دور العرض؟
أتوقع الإقبال على السينما بشكل كبير بعد إنتهاء تلك الأزمة، ففي النهاية السينما لا تُمثل للمشاهد مجرد مشاهدة للفيلم، بل إنها حالة تتمثل في تلك الأجواء المُعتاد عليها من الصالة المظلمة والشاشة الكبيرة وتناول التسالي والمشروبات؛ يُمكننا القول أنها بمثابة نزهة يُفضلها الجميع وليست مجرد مشاهدة ممتعة، هذا إضافة إلى السينما المتطورة كسينما 3d و 4d وغيرها التي تُعطي المشاهد بعد المؤثرات التي تُشعره بأنه في حالة الفيلم فعليًا، وهو ما يعطه شعور مميز أثناء المشاهدة.
لذلك في رأيي أن المنصات لن تغني عن السينما ولو بعد زمن، بل إنها ستظل في تطوير منافس دائمًا يجبر الجمهور على التوجه إليها .
حقيقة انه ليس فقط دور العرض التي تتضررت من هذه الجائحة ، التي نتمنى من الله ان تنتهي قريبا ، الكثير من المؤسسات والعمل توقفت وأغلقت تماما وهذا أثر اقتصاديا على البلاد بشكل عام .
صحيح ان كورونا اضرت الكثير منا لكنها في المقابل خلقت عالم موازي خلف الشاشات قادر على ان يجعل الحياة تسير هناك بكبسة زر، هناك بعض العراقيل التي ظهرت لك بمجرد اعتياد هذه الحياة سيكون الامر مختلف للغاية .
اما بالنسبة لسؤالك الاخير ، اعتقد انه اذا طال الامر اكثر سيكون الوضع مختلف بالنسبة لدور العرض ، وقد نستغني تماما عنها ، ونستبدلها في المنصات والجلوس بالبيت بكل اريحية .
الناس بدأت تعتاد الجلوس في المنزل ، وسهولة التعامل مع العالم الافتراضي ، صحيح انها في داخلها ترفض هذه القرارات المفروضة عليها وذلك يعود لكونها قرارات جبرية لا نقاش فيها ،لكن اذا جاء الامر يوما لتخيرهم بين هذا العالم الافتراضي وبين الخروج والعمل الميداني ، اظن ان الكثير سيختار العالم الافتراضي ، الذي يعتمد على الشاشة والانترنت.
ربما تستغربين إن قلتُ لكِ لم أدخل ولو لمرة واحدة لدار عرض سينمائية ورغم أنه لم يكن خياري بشكل كامل لأنه لا يوجد دور عرض سينمائية كبيرة في مدينتي، لذا ما كنتُ أقوم به هو صنع سينما لجميع من في عائلتنا الكبيرة الممتدة كل نهاية شهر، نجتمع على جهاز العرض المرتبط بجهازي المحمول والذي يعكس الصورة على الحائط في الظلام ونقوم بعرض فيلم ونتحدث ونتسلى كثيراً كأننا في أجواء سينمائية خارجية بسبب أننا نفعل ذلك في مظلة الحديقة الخارجية لمنزلنا.
عادة أستمتع بالأجواء أكثر من مراقبتي للفيلم وأكون بالفعل قد حضرته لأنني المسؤولة عن الاختيار وكان هذا يجعلني الضحية دائماً في عنصر التشويق لكن في بعض الأحيان أفسد الأجواء عليهم.
ما أود قوله أنه رغم كون دور السينما هدفها الأساسي عرض الفيلم وجنيّ الأرباح إلا أنها أيضاً تحافظ على هذه العادات التي تجمع الأصدقاء والأحباب والعائلات من اجل توطيد العلاقات الاجتماعية وطالما أن البشر موجودين ستستمر بالازدهار بأشكال عدة.
التعليقات