في سنة 2006 في فترة انطلاق المونديال راهنت شركة ميديا وورلد التي تبيع الأجهزة الإلكترونية على خسارة المنتخب الإيطالي وعدم حصوله على الكأس وهذا نظرا للظروف التي حصلت للمنتخب وجعلته يبتعد عن منصة التتويج لسنوات.

رأت شركة ميديا وورلد أن فوز منتخب إيطاليا أمر مستبعد كليا، وطرحت حملة لرفع مبيعات أجهزة تلفاز البلازما بالتقسيط ومن خلال الحملة أطلقت شعار أن كل من سيشتري تلفاز بلازما بالتقسيط قبل انطلاق المونديال سيعفى من الأقساط كاملة إذا فاز منتخب إيطاليا بكأس العالم في هذه المونديال.

العرض كان مبهر وأعجب الجماهير الإيطالية وخاصة ممن كانوا يراهنون على فوز منتخب إيطاليا بالكأس، عملوا على الحصول على أجهزة التلفاز ودفع الأقساط الأولى على أمل أن يفوز المنتخب بالكأس ويتم إعفاؤهم من الأقساط المتبقية، من فاز بالرهان في النهاية؟

عندما بدأت المونديال أظهر المنتخب الإيطالي جدارة في اللعب، فاز بالعديد من المباراة وتعادل في بعض منها إلى أن وصل للنهائي وفاز بالكأس في النهاية.

إيطاليا سعيدة بالكأس والمشجعين والجمهور لكن الوضع مختلف في شركة ميديا وورلد

 وكانت أجواء الخيبة والحزن تعم المكان مع الشعور بالخطأ الذي ارتكبته أخيراً فريق العمل وتم دفع عدم التخطيط للحملة بطريقة جيدة خسائر قدرت ب 10 ملايين يورو، لأن الشركة باعت تقريبا 10 آلاف جهاز تلفاز تتراوح أسعارهم بين 900 إلى 5 آلاف يورو.

الحملات الإعلانية ليست لعبة مسلية أو ضربة من ضربات الحظ، علينا فعليا القيام بها بعد دراسة عميقة وتخطيط جيد للموارد المتوفرة ولما سنحصل عليه وحتى للظروف التي يمكن أن تعيق الحملة أو تسهلها لنا.

تحديد الميزانية التي سننفقها على هذه الحملة مع تحديد العائد لها كذلك أمور ضرورية في نجاح الحملات التسويقية مهما كانت بسيطة وصغيرة.

في التسويق لا يوجد اسمه حظ يوجد تفكير خارج الصندوق وأفكار إبداعية صحيح، لكن هذه الأفكار تتم دراستها وفلترتها بعد ذلك وتحديد الموارد اللازمة لها والنتائج المتوقعة منها حتى نتمكن من تقييمها فيما بعد.

صحيح الحظ لا تبنى عليه الاستراتيجيات لكن التسويق بحر واسع ويمكن للشركة استغلال هذا الخطأ لصالحها، كيف ممكن تستغل الشركة هذا الحدث وتقلب الموازين من الخسارة إلى الكسب، في انتظار أفكاركم؟