نعيش في عصر، وخاصة في الدول العربية، يشهد زيادة في عدد المؤسسات والشركات الناشئة التي تنشأ خلال مدة زمنية قصيرة، وهذا بفضل مختلف التدعيمات وبفضل تطور الإنترنت، فمثلا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جمعت الشركات الناشئة استثمارات بأكثر من 2,82 مليار دولار عبر 639 صفقة خلال عام 2021.

إنشاء مؤسسة أو شركة ناشئة، يعني بيع منتج أو خدمة للعملاء، وفي هذا السياق، نجد من ينشأ مؤسسة من خلال فكرة أتته في رأسه، وآخر بعد قيامه بدراسة دقيقة للسوق.

في الحالة الأولى، يمكن أن يعتبر عند البعض، أن إنشاء مؤسسة خلال فكرة صاحب المشروع، ابتكارا جيدا وأفضل من المنتجات الموجودة في السوق، أي بعبارة أخرى ميزة تنافسية، ولا داعي للقيام بدراسة السوق، لأنها باهظة الثمن ومضيعة للوقت، وهناك مقولة شهيرة، تقول أن العملاء لا يعرفون ما هي المنتجات التي يريدونها، فلا داعي للسؤال عنها.

لكن، يوجد فئة من الخبراء، التي ترشد بأهمية دراسة السوق، لكل من سيشرع في إنشاء شركة لبيع ونجاح منتجات المؤسسة، لأن بدراسة السوق سيعرف صاحب الشركة على المشكلة الحقيقية التي يواجهها الناس والتي يعانون منها، وسيجمع مختلف الأراء من العملاء حول المنتجات والخدمات التي سيبيعها، وما هو الثمن الأنسب لذلك.

دراسة السوق هي نشاط استغلال تسويقي يهدف الى تحليل وفهم وقياس الأداء الحقيقي للقوى العاملة في إطار السوق. هذا النشاط يتم تنفيذه عادة كجزء من نهج إدارة التسويق.

يوجد نوعين من دراسة السوق:

1- أبحاث السوق الكمية

2- أبحاث السوق النوعية

أبحاث السوق الكمية تتمثل في تحضير إستبيان كمي يتضمن 10 إلى 12 سؤال على الأكثر. هدفه إستخلاص معلومات رياضياتية وإحصاءيات وبيانات على المنتج، و التي تعالج ببرامج مثل ال R أو الSpss.

النوع الثاني من دراسة السوق هو : أبحاث السوق النوعية، التي هدفها دراسة سيكولوجية العملاء، ومحاولة معرفة تمثيلهم الداخلي إتجاه منتجات المؤسسة أو الشركة الناشئة. يتضمن استبيان الأبحاث السوق النوعية حوالي 5 أسئلة عموما لكونها دراسات إسقاطية، يصعب تحليلها لأنها تمس الجانب العاطفي للمستهلك، فلتحليلها يتطلب الأمر إلى خبراء في التسويق وعلم النفس وعلم الإجتماع.

وأنتم، ما هو رأيكم على ذلك هل تعتقدون أن دراسة السوق ضرورية لبيع ونجاح منتجات المؤسسة، أو الشركة الجديدة ؟ وحسب رأيكم، لماذا تهمل من طرف أصحاب الشركات خاصة الجدد عند بيع منتجاتهم ؟